فى محبة أبى طالب.. نعم العم

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
كتب أحمد إبراهيم الشريف
كلما قرأت فى سيرة النبى الكريم محمد، عليه الصلاة والسلام، خرجت معجبًا بعمه أبى طالب، فهو "نعم العم" الذى دافع عن ابن أخيه وحماه ومنحه الثقة اللازمة.لا أستطيع أن أحدد بالضبط المنطلق الذى تحرك منه أبو طالب تجاه محمد ابن أخيه، لكننى أتخيل أمرين، الأول المسئولية التى ألقاها عليه والده "عبد المطلب" عندما جعله مسئولا عن الصبى ذى الثمانى سنوات، يتيم الأب والأم، فقام بالمهمة خير قيام، والأمر الثانى إحساس دفين من العم بأن ابن أخيه فقد الحنان بموت والديه لذا سعى جاهدا لبث إحساس الطمأنينة داخل نفس الصبى.
 
المهم أن الله ألقى محبة بين أبى طالب وابن أخيه، كان يحبه، تقول كتب السيرة، إنه إن سأله أحد عن الصبى يقول "ابنى"، حتى أن الراهب الذى التقاه على أطراف الشام سأله، فقال أبو طالب "ابنى" فقال له الراهب ما معناه "هذا الصبى يجب أن يكون يتيما لا أب له" فقال أبو طالب "هو ابن أخى".
 
ومعادن الرجال الحقيقية تظهر وقت الشدائد، وهذا أمر حقيقى تماما، فأبو طالب لم يكن يحب ابن أخيه كى يقول الناس إنه رجل فاضل يحب اليتيم ويعطف عليه، بل كان يحبه بالفعل، فلما بعث النبى، عليه الصلاة والسلام، نصره عمه، ووقف فى وجه كفار قريش، تقول الكتب عندما تتحدث عن العذاب الذى لقيه المسلمون "أما النبى محمد فقد عصمه عمه"، وكان أهل قريش يحسبون مليون حساب لأبى طالب، يريدون إيذاء محمد فلا يقدرون خشية أبى طالب وخشية بنى هاشم من بعده.
 
وعندما علم أبو طالب أن ابنه "على" يتبع دعوة محمد، وكان "على" يكتم ذلك خشية أن يطلب منه أبوه أن يرتد، قال له أبو طالب ما معناه "اذهب وانصر ابن عمك"، وعندما انتشرت الدعوة، وشعرت قبائل قريش بالخطر الحقيقى، وفكروا فى قتل النبى، وطلبوا من أبى طالب أن يسلمه لهم ليقتلوه، تعجب كيف للرجل ان يسلم ولده للقتل، وبالتالى تحمل العقاب الذى فرضته القبائل على بنى هاشم عندما حبستهم فى شعاب مكة ثلاث سنوات، لم يقل أبو طالب لابن أخيه شيئا بل تحمل ذلك راضيا، تقول كتب السير إن أبا طالب كان يجعل النبى عليه السلام ينام فى فراشه حتى يراه المتطفلون المفكرون فى قتله، ثم إذا أوغل الليل جعله ينهض ويغير مكان نومه، ثم يجعل أحد أبنائه ينام مكان النبى، حماية له.
 
كان أبو طالب قيمة مهمة فى الحياة، نحتاجها بشدة، هى قيمة "العم" الذى يحمى ابن أخيه ويحلم له ويضحى من أجله، وعلى هذا الأساس تقوم الأسر وتقوى، لذا عندما مات "أبو طالب" حزن النبى عليه الصلاة والسلام، حتى سمى العام بعام الحزن.
 
بقى أن أشير إلى أن النبى كريم، ظل محتفظا لعمه بالفضل، ففاض بالمحبة على أبنائه، وعلى رأسهم الإمام على كرم الله وجهه، وعندما استشهد جعفر بن أبى طالب، دخل الرسول بيته فوجد فاطمة، رضى الله عنها  تصرخ وتقول "وا عماه" فقال عليه الصلاة والسلام "على مثل جعفر فلتبك الباكية".
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

أتوبيس الفن .. ليته يعود

أتوبيس الفن .. ليته يعود الخميس، 17 سبتمبر 2020 03:18 م

عودة معارض الكتب تتطلب الحذر

عودة معارض الكتب تتطلب الحذر الثلاثاء، 15 سبتمبر 2020 02:48 م

زوروا متاحف مصر

زوروا متاحف مصر الأربعاء، 02 سبتمبر 2020 04:00 م

فيروز وجهنا الجميل

فيروز وجهنا الجميل الثلاثاء، 01 سبتمبر 2020 04:27 م

مجانين حرق الكتب المقدسة

مجانين حرق الكتب المقدسة الإثنين، 31 أغسطس 2020 03:16 م

لبسوا قشرة الحضارة والروح جاهلية

لبسوا قشرة الحضارة والروح جاهلية الثلاثاء، 25 أغسطس 2020 01:34 م

المركز القومى للترجمة والتسويق

المركز القومى للترجمة والتسويق الثلاثاء، 18 أغسطس 2020 10:17 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ترتيب الكرة الذهبية 2025.. صدارة فرنسية ومحمد صلاح رابعًا

معلومات الوزراء: مصر تتطلع للاستفادة من خبرات دول تجمع البريكس فى5 مشروعات

تأجيل محاكمة 16 متهما بـ"خلية الهيكل الإدارى" فى الهرم لجلسة 17 أغسطس

ربنا يرحمهم.. أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس (إنفوجراف)

أجمل أهداف كأس العالم للأندية بكاميرا الحكم قبل نصف النهائى.. فيديو


خالد صلاح يكتب : إنذار مبكر.. الأفكار المتطرفة لم تمت بعد .. وعمليات تجنيد إرهابيين جدد لا تزال مستمرة

اتحاد الكرة: لن نستدعى زيزو والأهلى إلا بعد حضور محامى الزمالك لجلسة الاستماع

النيابة العامة تباشر التحقيق فى أسباب حريق سنترال رمسيس

اليونان.. إغلاق العمل حتى الخامسة مساء لتجاوز درجات الحرارة 40 درجة

مواعيد مباريات اليوم.. فلومينينسي مع تشيلسي فى كأس العالم للأندية


الزمالك يطالب حسام عبد المجيد بحسم موقفه من تمديد العقد

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

وزير الاتصالات: عودة الخدمات بشكل تدريجى خلال 24 ساعة

رؤية شاملة لقانون الأحوال الشخصية للكنائس.. حماية حقوق الطفل وأهمية الأسرة في التبنى.. مراحل تحضيرية وضمانات قانونية في الخطوبة والقائمة.. والتوازن بين الشرع والعدالة الاجتماعية في قضايا الميراث

ميسي vs رونالدو.. هل يعود الصراع التاريخى عبر بوابة الدوري السعودي؟

بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم

بعد عطل الاتصالات والإنترنت.. إقلاع 36 رحلة طيران وجار العمل على 33 أخرى

نتنياهو يريد آلية مع الولايات المتحدة لمنع إيران من إعادة بناء برنامجها النووى

ياسين مرعى صفقة الأهلى الثامنة فى الميركاتو الصيفى

فات الميعاد الحلقة 19.. الحكم على أحمد مجدى بالسجن خمس سنوات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى