المسكوت عنه فى منع تداول الدواجن الحية "1"

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

تداول الدواجن الحية قضية فى منتهى الخطورة لا يقترب منها أحد، على الرغم من صدور قانون مفصل ولائحة تنفيذية واضحة المعالم منذ العام 2009، تنص على: "منع تداول وبيع الطيور والدواجن الحية فى محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية، إلا بتصريح من الخدمات البيطرية يثبت خلو الدواجن من انفلونزا الطيور والفيروسات والأمرض، واستيفاء المزارع للاشتراطات الصحية اللازمة" إلا أن كل وزراء الزراعة خلال فترة الـ 11 عاما الماضية، وعددهم 8 وزراء لم يتمكنوا من تطبيق القانون حتى الآن، نظرا للضغوط الكبيرة التى يمارسها أصحاب المصالح ومحاولات العرقلة المستمرة لهذه القضية.

لا توجد دولة متقدمة فى العالم كله تتبع طريقة نقل وتداول الطيور الحية وذبحها وتداولها بطريقة غير منظمة كما يحدث فى مصر، فالكل يعتمد على مجازر حديثة ووسائل متطورة يتم من خلالها الذبح والتنظيف دون تدخل من العنصر البشرى، لضمان عدم التعرض للتلوث، والخلو من الأمراض، بحيث يتم الكشف على الدواجن من قبل أطباء بيطريين متخصصين، ويتم عزل أى نوعيات مصابة بأنفلونزا الطيور أو تشكل خطورة على المستهلك، لتصل في النهاية إلى المواطن بصورة آمنة وخالية من الأمراض، بالإضافة إلى أن المجازر الكبيرة تخضع لرقابة الدولة والأجهزة المعنية المختلفة، ويتم التفتيش عليها بصورة منتظمة، تضمن معايير السلامة، بينما المحال الصغيرة، التى يوجد أغلبها فى المناطق العشوائية "تحت بير السلم" يصعب تعقبها أو السيطرة عليها، خاصة أن جميعنا يعرف أن المحليات ضعيفة وغالبا ما تغمض أعينها عن تلك القضية.

بقاء التجارة العشوائية لمحال الطيور والدواجن الحية يضر بفرص التصدير للخارج، والعملة الصعبة التى قد تأت لمصر من هذا الاتجاه، وتضيع فرص ذهبية على أصحاب المزارع، فالبيع العشوائى وطريقة التجزئة وفكرة " أقفاص الفراخ" والتوريد اليومى، الذى نشاهده بشك دائم، تضر بمصالحهم وتحد من مكاسبهم، بينما لو تم تطوير المشروع بصورة منظمة، بحيث يتم التوريد والبيع للشركات والموردين سيكون العائد أعلى والنشاط فى تطور مستمر، وأكبر دليل على ذلك ما حدث اليوم من اتفاق بين مصر والإمارات على استئناف حركة توريد الدواجن المصرية، فى ظل الإجراءات التى اتخذتها القاهرة لاعتماد المُنشآت للتصدير، والتأكد من خلوها من فيروس انفلونزا الطيور، لتكون بشرة خير لكل أصحاب مزارع الدواجن، فقد كان التصدير معلق منذ العام 2006، بما يؤكد أن سوق قوية للتصدير قد تنشأ في مصر من تربية الدواجن.

قضية منع وتداول الطيور الحية والبدء فى الاعتماد على الداوجن المبردة شائكة ولا يقترب منها أحد لأسباب عديدة، أهمها أن البعض يروج لفكرة غلق المحال الصغيرة وتشريد العمالة، إلا أن الأمر فى حقيقته فى صالح هذه المحال وتلك العمالة، التى يمكن تطويرها بأسلوب يتناسب مع متطلبات العصر، لذلك سنناقش القضية بكل أبعادها خلال مقالات قادمة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

احترس من عداد التاكسى الأبيض

احترس من عداد التاكسى الأبيض الخميس، 17 سبتمبر 2020 11:24 ص

الدروس الخصوصية ونظرية "التلاجة"

الدروس الخصوصية ونظرية "التلاجة" الأربعاء، 16 سبتمبر 2020 11:34 ص

يعنى ايه "تطبق الشروط والأحكام"؟!

يعنى ايه "تطبق الشروط والأحكام"؟! الإثنين، 07 سبتمبر 2020 11:43 ص

برامج تحفيز عاجلة لقطاع السياحة..

برامج تحفيز عاجلة لقطاع السياحة.. الإثنين، 31 أغسطس 2020 01:51 م

تحليل " PCR" للسائح!

تحليل " PCR" للسائح! الأربعاء، 26 أغسطس 2020 11:54 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حول الشوارع إلى جنة.. شاب قنائي يتطوع ويزرع 1000 شجرة على نفقته الخاصة بمدينته.. أحمد عبد العزيز: البداية كانت منذ عام وأحلم بزراعة المدينة كلها بالأشجار المثمرة.. وأسعى لتحقيق الفائدة العامة لأبناء بلدي.. صور

أحمد الكاس مدرب منتخب الناشئين يحتفل بعيد ميلاده الـ60..اليوم

تعويض مليون جنيه لمطلق بسبب تهديد زوجته السابقة له.. اعرف التفاصيل

تعرف على مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الثلاثاء

محمد حماقى يُحيى سهرة غنائية بمهرجان جرش بداية أغسطس


لافروف: روسيا مستعدة لإخراج الكميات الزائدة من اليورانيوم المخصب من إيران

فيلم Mission: Impossible - The Final Reckoning يحقق 576 مليون دولار

جاشاري ينتظر الكشف الطبي في ميلان

البنك الأهلي يسافر للإسكندرية السبت المقبل لبدء المرحلة الثانية من الإعداد

10 تغييرات فنية لأندية الدوري استعدادا للموسم الجديد


غادة عادل وأبطال وتر حساس 2 يبدأون تصوير أول مشاهد المسلسل 20 يوليو

مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

وزارة الطيران: تأخر محدود في إقلاع الرحلات لعطل بشبكات الاتصالات والإنترنت

شاهد مران الإسماعيلى الأول تحت قيادة الجزائرى ميلود حمدى

للمرة الثانية..السيطرة على حريق مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تبدأ التبريد.. صور

بعد عام على استشهاده فى غزة.. العثور على رفات اللاعب رامز الكفارنة

"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال

رسامة جديدة تعلن: مها الصغير نسبت لوحتى لنفسها.. لست الأولى فقد سرقت 3 آخرين

تأثر خدمات الاتصالات جزئيًا بعد حريق سنترال رمسيس.. ومحاولات لإعادة التشغيل

الحوثيون يغرقون سفينة تتعامل مع إسرائيل في البحر الأحمر بخمس صواريخ

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى