مغامر يجوب قارات العالم على كرسى المتحرك ويحقق أمنيته برحلة للقطب الجنوبى

يعد الذهاب فى رحلة إلى القارة القطبية الجنوبية أمنيةً يطمح الكثيرون لتحقيقها، ولكن بالنسبة للشاب "كورى لى"، كان الأمر يعنى أكثر من ذلك بكثير، فمنذ عام 2013، يستكشف "لى" العالم على كرسيه المتحرك ويسجل مدوناتً حول مغامرته. وفى فبراير الماضى، تمكن "لى" من زيارة القارة البيضاء، قبل أن توقف قيود جائحة "كوفيد-19" خطط السفر حول العالم.

وقد حققت هذه الرحلة هدف "كورى" لى بالسفر إلى جميع قارات العالم السبع، وهى المرة الأولى التى يحقق فيها مستخدم كرسى متحرك يعمل بالطاقة مثل هذا الإنجاز، بحسب اعتقاده، وقال "لى" فى حديثه لـ"CNN"، "أتذكر اللحظة التى وصلنا فيها، لقد بدأت فى البكاء على الفور.. وكانت لحظة عاطفية بالنسبة لى، لأننى عملت طويلاً وبصعوبة للوصول إلى هذه المرحلة".

المغامر كورى لى

وأكد لى أن المشاهد فى أنتاركتيكا "أذهلته كلياً"، مضيفاً أن وصوله إليها أخيراً ومشاهدة الحيتان، وطيور البطريق، والفقمات، والجبال الجليدية كان أشبه بشيء من الخيال، وقد سافر "لى" على متن سفينة سياحية، بعد إجراء بحث شامل عن جميع تفاصيل الرحلة لمدة عامين قبل المغادرة.

وفى سن الثانية، شخصت حالة "لى" بمرض ضمور العضلات الشوكي، وهو شكل من أشكال الحثل العضلي، وبدأ على إثره استخدام الكرسى المتحرك بشكلٍ كامل عندما كان فى الرابعة من عمره، لكن لم يمنع ذلك لى من زيارة 37 دولة حول العالم، بما فى ذلك المغرب، وأستراليا، والهند، وكوستاريكا، وفنلندا وغيرها الكثير.

وخلال مغامراته الدولية، يبحث "لى" بنشاط عما يسميه "التجارب المثيرة"، وقد حلّق على متن مناطيد الهواء الساخن التى يمكن الوصول إليها بواسطة الكراسى المتحركة، فوق لاس فيجاس، وإسبانيا، كما خاض تجربة التزحلق على الحبال بين الجبال فى منتزه "Gatorland" فى أورلاندو بولاية فلوريدا، ولكن باستخدام حبال خاصة.

رحلة المغامر كورى لى فى القطب الجنوبى

وفى المغرب، ركب "لى" على ظهر جملٍ باستخدام مقعد مصمم خصيصاً لمن هم فى مثل حالته. وأوضح "لى" أنه كان للكرسى مسند ظهر، وكان الأمر أشبه بالجلوس على كرسي، ولكن فوق الجمل، وأضاف: "كانت تلك تجربة لم أكن أعتقد مطلقاً أننى سأتمكن من خوضها كمستخدم لكرسى متحرك".

ويتطلب التخطيط للرحلات للشخص الذى يستخدم الكرسى المتحرك الكثير من البحث، ومن خلال مدونته "Curb Free with Cory Lee"، يشارك "كورى لى"، نصائحه حول ما يجب البحث عنه وأين يمكن الذهاب لقضاء وقت ممتع.

ويبدأ الشاب فى البحث عن كل رحلة مسبقاً من 6 إلى 12 شهراً، ويبحث عن خيارات النقل ومناطق الجذب التى يمكن الوصول إليها، ويتواصل مع الفنادق، أو يستأجر المنازل فى وقت مبكر، وهو أمر يوصى الآخرين بفعله أيضاً.

وفى أيام رحلاته الأولى، يتذكر "لى" عند وصوله إلى الفنادق التى وعدت بوجود غرف يسهل الوصول إليها، فقط ليجد أنه يمكنه أن يستقل المصعد إلى الغرفة، ولكن كرسيه المتحرك لا يتسع داخله، ويشير إلى أنه هناك تحسينات كبيرة فى الخيارات المتاحة للمسافرين من ذوى الاحتياجات من حول العالم.

وقال "لى" إن وجهاتٍ مثل فنلندا، والسويد، والدنمارك، وأيسلندا، هى من الوجهات التى يعود إليها مراراً وتكراراً، إذ يسهل التنقل فيها باستخدام كرسى متحرك، وبالنسبة إلى "لى"، تعد العاصمة الأسترالية، سيدنى هى الافضل من حيث الوصول إليها.

وزار سيدنى فى عام 2014، ويتذكر أنها كانت المرة الأولى التى يسافر فيها إلى مكان ما ويشعر بالاستقلالية التامة، وأوضح أن ركوب وسائل النقل العامة هناك، مثل العبّارات، أو الحافلات، أو سيارات الأجرة كمستخدم للكرسى المتحرك كان سهلاً للغاية، كما أنه كان قادراً على تناول الطعام فى أى مطعم دون أن يواجه أى مشكلة.

أما عن أكثر رحلاته تحدياً، فكانت إلى مدينة يفضلها جميع المسافرين، وهى العاصمة الفرنسية، باريس، وخلال رحلته عام 2013، حاول "لى" استخدام المترو، ولم يكن الوصول إليه متاحاً على الإطلاق، لذلك، عندما وجد أخيراً سيارة أجرة يمكن الوصول إليها بواسطة الكراسى المتحركة، كانت بمبلغ 650 يورو فى اليوم، وتعد وسائل النقل التى يمكن الوصول إليها جزءاً مهماً من القدرة على التخطيط لرحلة ناجحة.

ويشير إلى أنه حتى قبل الوصول إلى وجهة ما، فإن أصعب جزء من السفر كمستخدم كرسى متحرك لا يزال الصعود إلى الطائرة، إذ يجب أن يحمل من على كرسيه المتحرك إلى مقاعد الطائرة، وبمجرد جلوسه، يصعب عليه الوصول إلى الحمام.

وقال لى، "لا يزال أمام عملية الطيران العديد من الخطوات حتى تكون شاملة بالفعل"، وأضاف: "آمل أن أتمكن يوماً ما من الصعود إلى الطائرة بواسطة الكرسى المتحرك والبقاء فيه طوال الرحلة"، مشيراً إلى أن ذلك يشكل حلماً بالنسبة له وسيمكنه من السفر أكثر مما يفعل الآن.

وينصح "لى" المسافرين الجدد بأن يبدأوا بخوض رحلات صغيرة ومحلية، وهو أمر اكتسب شعبية أكبر الآن، بعد أن حالت الجائحة بين إمكانية السفر فى الرحلات الطويلة، وأضاف: عندما يفكر الأشخاص فى السفر، يفكر الكثير منهم فى الذهاب إلى الأماكن البعيدة، ولكن السفر يمكن أن يكون إلى أى مكان تتواجد فيه، فهو كالمزاج.