قرأت لك.. "الأدب الإنجليزى" لماذا شكسبير علامة فارقة فى ثقافة بريطانيا؟

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
كتب محمد عبد الرحمن
يعد كتاب "الأدب الإنجليزى" مقدمة قصيرة جدًا للباحث وكاتب السير الذاتية الشهر جوناثان بيت، مقدمة رائعة إلى الأدب الإنجليزى من خلال الإبحار عبر ألفى عام من تاريخ الأدب والأنواع الأدبية كافة.
 
ويشمل تركيزه نطاقا واسعا، ينتقل فيه من نشأة الرواية وازدهار الكوميديا الإنجليزية إلى أصالة الطابع الإنجليزى المترسخ بعمق فى شعر الطبيعة والتنوع العرقى للحائزين على جائزة نوبل فى الأدب فى بريطانيا، ويقدم بيت أيضا تحليلا متعمقا، يتضمن تفسيرات محكمة بدءا من مشهد استثنائى رائع فى مسرحية "الملك لير" إلى قصيدة عن الحرب لكارول آن دافى، ومجموعة من الأمثلة البارزة لطبيعة التغيرات التى تطرأ على مدلول النصوص الأدبية أثناء انتقالها من الكاتب إلى ذهن القارئ.
 
يركز الباحث فى الفصل الأول على تعريف الأدب وضرورته، فالأدب يقرأ مرة تلو الأخرى مثل رواية "جين إير" لشارلوت برونتى بينما لا تقرأ الرواية البوليسية سوى مرة واحدة، أما الاختبار الوحيد للعظمة الأدبية فقد حدده صمويل جونسون بـ "مدى الاستمرارية ودوام التقدير" (ص8).
 
وإذا كان الناس فى مختلف الأعمار يحبون القصص ويجدون ضالتهم فيها فإن الأطفال هم الذين يتلذذون بها، ويفهمون العالم من خلالها شرط أن تكون أدبًا مثل "رحلة الحاج" لجون بانيان، و"روبنسون كروزو" لدانييل ديفو وغيرهما من الأعمال التى حققت شهرة كبيرة ويمكن قراءتها عبر الأجيال لأنها تنطوى على عناصر النجاح المتمثلة بالسرد القصصى ووصف الشخصيات الروائية وجودة الكتابة، يجب ألا ننسى البذرة المهمة التى زرعها الباحث فى هذا الفصل وسوف تنمو فى الفصول اللاحقة ومفادها بأن إنجلترا هى أمة هجينة، ومتعددة الأعراق.
 
يتمحور الفصل الثانى على ماهية الأدب، فهى من وجهة نظر ليفيس وديكنز أيضًا "أمر تعرفهُ عندما تمر به" (ص88)، وهى خطابات مكتوبة، و"مجموعة من أعمال الفن الإبداعى" بحسب دى كوينسى. 
 
ثم توالت الإضافات لتحديد معنى الأدب الذى يهدف إلى "التعليم والإمتاع" ويعزز الجانب الجمالى أكثر من الجانب المعرفى، ثم شددوا على أهمية الشكل والتقنية فليس مهمًا "ما يقال"، وإنما "كيف يُقال؟"، ثم شبهوا العمل الفنى بالكائن الحي، القادر على التطور، والتكيّف مع الظروف الثقافية الجديدة.
 
يُعدّ شكسبير علامة فارقة فى تاريخ الثقافة الإنجليزية، وخصوصًا تراجيدياته الأربع، فقد قال صمويل جونسون إن «الملك لير» هى أكثر مسرحية «تثير مشاعرنا، ويتمتع تدفق خيال الشاعر بالقوة» (ص109). وقال عنها تشارلز لامب: «عندما نقرأها لا نُشاهد لير، بل نُصبح لير نفسه» (109). لم يتوقع شكسبير أن تُخلّد أعماله الدرامية فى نسخ مطبوعة، وسوف يُدهش إذا اكتشف أن مسرحياته قد تحولت إلى أدب. لقد تفوق شكسبير على أسلافه جون ليلي، وتوماس كِد، وكريستوفر مالرو لكن يظل رأى كوليردج مثار جدل فى مسرحية «الخيميائي» 1610 لبِن جونسون التى اعتبرها «الأعظم حبكة فى تاريخ البشرية لكنه أخفق فى كتابة التراجيديا» (ص114).
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الطقس اليوم.. أجواء شتوية أمطار واضطراب بالملاحة والصغري بالقاهرة 13 درجة

الزمالك يستند على الاتفاق مع بتروجت في صفقة حامد حمدان

تسويق محمود جهاد فى الزمالك.. اعرف التفاصيل

قانون التأمينات يحدد 4 حالات تُقطع فيها معاشات المستحقين أول الشهر

فتح الحركة على السكة الحديد بموقع سقوط حاويات من قطار بضائع بطوخ


الفوز الأول.. كأس عاصمة مصر تفتح باب الحلم لسيراميكا أمام الأهلي

موعد بداية كأس أمم أفريقيا ومواعيد مباريات منتخب مصر.. إنفوجراف

انهيار سد فى ولاية واشنطن.. والسلطات الأمريكية تصدر أوامر إخلاء للسكان

محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات

غرامة تصل لـ 5 ملايين جنيه عقوبة نشر أخبار خاطئة عن الطقس


مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 16 - 12- 2025 والقنوات الناقلة

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا والقناة الناقلة

حالة الطقس اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار بعدة مناطق

موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025

تعرف على موعد استطلاع دار الإفتاء هلال شهر رجب لعام 1447 هجريا

إخلاء سبيل سائق الأتوبيس المتسبب في تهشم شقة مدينة بدر

طلاق المخرج حسام الحسينى وزوجته رسميا بعد 21 عاما من زواجهما

الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى