مصور إيرلندى يوثق حوتا نادرا شوهد 3 مرات فى 100 عام بأستراليا

تلعب الصدفة دورها فى كثير من الأحيان عندما يتعلق الأمر بالتقاط صورة نادرة لحيوان أو ظاهرة طبيعية، فرغم حرفية المصورين الذين يهتمون بالتقاط هذه الصور الاحترافية، إلا أن المهارة وحدها لا تكفى، بل تحتاج إلى جانب من الحظ أو ما يمكن تسميته بالصدفة، وهذا ما حدث مع المصور الإيرلندى شون كينان، الذى كان يلتقط صور ليوثق حياة الحيتان الحدباء على الشاطئ فى أستراليا، لكنه فى ذلك الحين لم يكن يعلم أنه على وشك توثيق مشهداً نادراً جداً لكائن "غير مرئى".

قبل 4 أسابيع، كان المصور شون كينان، يحاول تصوير حيتان حدباء على شاطئ "Maroubra" فى الساحل الشرقى لمدينة سيدنى الأسترالية، وحينها بالصدفة، ظهر حوتا أزرق، وفقاً لما قاله "كينان"، فى مقابلة مع موقع CNN بالعربية، ورغم أن الحوت الأزرق لم يبق لفترة طويلة، إلا أن المصور تمكن من توثيق المشهد من خلال طائرة "درون" ذاتية القيادة.

الحوت الأزرق

وقال كينان، إن الحوت ظهر إلى السطح لالتقاط نفس، وبقى لأقل من دقيقة فقط، وذلك قبل مغادرته مجدداً ليتجه إلى أعماق المحيط، ويُعد الحوت الأزرق أكبر حيوان على وجه الأرض، ووصف المصور تلك المفاجأة العملاقة بأنها "لحظة لن يهزمها أى شىء آخر"، مضيفاً أنه "شىء لن ينساه أبداً".

وأكدت دائرة المتنزهات الوطنية والحياة البرية فى نيو ساوث ويلز، عبر موقعها الرسمى، أن المشاهدة الأخيرة للحوت الأزرق قبالة سيدنى هو أمر نادر للغاية، وأنها قد تكون المرة الثالثة فقط التى شوهد فيها هذا الكائن قبالة المدينة منذ ما يقارب الـ 100 عام.

ومن المحتمل أن يكون طول ووزن هذا الكائن العملاق قد تجاوز الـ25 متراً، و100 طن، بحسب ما ذكره أندرو مارشال، من دائرة المتنزهات الوطنية والحياة البرية فى الموقع، وقال مارشال، إن "الحوت الأزرق هو أكبر حيوان فى الكوكب، ورغم حجمه، كان من الممكن له أن يفلت بسهولة من ساحل سيدنى دون أن يلاحظه أحد".

وأضاف مارشال: "تُعد الحيتان الزرقاء غير مرئية بشكل كبير، حتى بالنسبة لأكثر مراقبى الحيتان والباحثين تفانياً لأن المخلوق نادراً ما يُرى حول العالم، كما يصعب مشاهدة الحيتان الزرقاء لأنها تميل إلى العيش بعيداً جداً فى البحر، إلى جانب توفر بيانات محدودة للغاية عن هجرتها، وبيئتها الحرجة"، وتابع "رغم وجود سجلات غير رسمية لظهور الحيتان الزرقاء بالقرب من سيدنى فى عامى 2002 و2013، إلا أن هذه المشاهدة الأخيرة تُعتبر أول سجل ثبت لهذه الأنواع قبالة سواحلنا".