بساتين البصرة" لـ منصورة عز الدين.. لا تحلم بزهور الياسمين

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
"بالأمس أكلت قمرا" بهذه الجملة تبدأ رواية "بساتين البصرة" للكاتبة المهمة منصورة عز الدين، وبالطبع فإن هذه الجملة تؤكد أننا سنلتقي أمواجًا من "الخيال" داخل العمل، وبالفعل، سنجد خيالًا ولغةً ومصائر وفنًا روائيًا.
 
تحكى الرواية عن "هشام خطاب"، وعن يزيد بن أبيه، عن أحلامهما الخطيرة التى تهدد كل شيء، تحكى عن زمنين، زمن الحسن البصرى وواصل بن عطاء، وزمن الثورة المصرية فى يناير 2011  وما قبلها وما بعدها.
 
فى "بساتين البصرة" تحركت منصورة عز الدين من زاوية القدرة على الفعل، بمعنى أن الرواية كانت واضحة جدا فى "ذهنها" كانت مكتملة من جميع نواحيها، تشعر جيدا بأزمة "هشام خطاب"  معاناته، بإنكاره لواقعه، ببحثه عن زمن يكون فيه أكثر فاعلية، فهو يعرف جيدا أنه "ضحية"، لكن شعوره بأنه ضحية ينقصه شيء ما، تنقصه الدراما، بمعنى أن نسبة الدراما المحيطة به لا تليق بمستوى الألم الذى يحس به، لذا سعى لاستحضار زمن سابق، مدعيًا أنه "يزيد بن أبيه" الذى تعرض للخيانة على يد أقرب أصدقائه إلى نفسه "مالك بن عدى النساخ  " مفسر أحلامه، وتعرض للغدر على يد زوجته "مجيبة"، تلك الجاهلة التى عبر بها ظلمة الجهل، لكنها لم تر سوى دنانيره الذهبية المخبأة فى ركن من الدار، وبالتالى سعى "هشام خطاب" لصنع الدراما في حياته فتعامل  برد فعل عنيف تجاه "ميرفت" وتجاه أمه، لا أريد أن أصدق أنه كان سببًا فى موت أمه، غرقًا فى النيل.
 
أمه "ليلى" امرأة دفعت ثمنًا كبيرًا لاختيار خاطئ، امرأة لم تجد سوى الحنين إلى "عقد كهرمان" ربما كان سينقذها مما هى فيه الآن، امرأة لديها حنين حقيقى إلى شقيقها "مراد" الذى لم تره منذ فرت من البيت صبية ساعية خلف "غريب" ليس له اسم، ظنته فى لحظة ما "حقيقة"، لكنه واصل تفلته حتى مات فى تغريبته الليبية، عاشت "ليلى" فى الرواية شجنًا كاملًا مصبوغا بسنوات التعب والألم والأغنيات الحزينة، بالإحساس بخواء القلب واليد.
 
في الرواية لن نجد فارقًا كبيرًا بين الأب "الغريب" وبين الأستاذ "الزنديق" الذى كان يسرق أفكار "هشام" ومجهوده، وربما لهذا انتقم "هشام" من أستاذه، وفى داخله كان ينتقم من الأب، الذى يزداد شعورنا ناحيته بالنفور عندما نتعرف على شخصيتى الحسن البصرى، وواصل بن عطاء، لقد وقعت الرواية فى هواهما، فقدمتهما "ناضجين" فى كل شيء فى دينهما ودنياهما.
 
ستدفعك الرواية للبحث عن "الياسمين" وتأمله، بالاقتراب منه ومساءلته، ستفكر فى التناقض الذى يجمع بين بياضه وسواد قلوب من يتحدثون عنه، ستتعجب كيف ينبت على قبر "مظلوم" كان يسعى لخلاص روحه باتخاذه سبيل الزهد، ستتنبه كلما قرأت كلمة عن زهرة، وتقول كيف سيكون معناها لو كتبت عنها منصورة عز الدين.
 
أما منصورة عز الدين فكلما قرأت لها، فإننى بقدر متعتى بما أقرأه، أجدنى أفكر فى مفهومها للكتابة، يعجبنى أن للرواية لديها معنى وللبناء دلالة، لا تسترسل والسلام، بل تسير فى خطوات ثابتة - لا تفقد جمالها - إلى ما تريد من صياغات محكمة.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

توتنهام يهزم مانشستر يونايتد ويتوج بلقب الدوري الأوروبي (فيديو)

تعرف على لزمة عصام السقا في فيلم المشروع x

شبورة ورياح وأتربة.. حالة الطقس اليوم الخميس 22 مايو 2025 فى مصر

رباعية سيراميكا فى المصرى على مائدة طارق مصطفى فى البنك الأهلي

بالأسماء.. قائمة ضيوف شرف فيلم المشروع x بطولة النجم كريم عبد العزيز


محمد رمضان مدافعا عن نجله: الأطفال قالوله أنت أسود زى أبوك وأتعرض لاضطهاد 11 سنة

بعد أزمة عبد الرحمن أبو زهرة.. رئيس الوزراء يوجه التأمينات بالتدقيق المستمر

يويفا يعتمد رسميا نظام التأهل ليورو 2028 ويزيد قوائم منتخبات دورى الأمم

شاهد.. لحظة إطلاق إسرائيل النار على وفد دبلوماسى يضم سفير مصر.. فيديو وصور

صبرى عبد المنعم: أنا محارب سرطان وبشتغل وما اقدرش أزعل من حد


الصين تدعو ترامب للتخلى عن القبة الذهبية.. ومسئول: تهدد بتسليح الفضاء

الحكومة: الدراسة بالتعليم قبل الجامعى 12سنة إلزامية منها 6 ابتدائى و3 إعدادى

إنهاء إجراءات الإفراج عن المخرج عمر زهران بعد قضائه نصف المدة

البحوث الفلكية تكشف موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025

900 ألف دولار تمنع إيقاف قيد جديد على الزمالك

فحص عقود بيع 6 فيلات بقيمة 50 مليون جنيه من نوال الدجوى إلى حفيدتيها

كيف يفكر عماد النحاس في موقعة حسم الدوري مع الأهلي؟

خلال محادثات أوكرانيا وروسيا.. بوتين لترامب: نحب ميلانيا أكثر منك

الإسماعيلى يضمن مليون و500 ألف جنيه بعد التأهل لنصف نهائى كأس عاصمة مصر

عمر مرموش يتقدم في سباق الحذاء الذهبي الأوروبي.. وصلاح يتمسك بالأمل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى