علماء الفلك يرصدون أكبر تصادم كونى بين الثقوب السوداء منذ الانفجار العظيم

أعلن علماء التوصل لاكتشاف "غير مسبوق" فى عالم الثقوب السوداء العملاقة فى الفضاء، وذكر العلماء أن تصادماً ضخماً وقع بين ثقبين أسودين ما أدى إلى ظهور ثقب أسود أكبر، بحجم لم يسبق له مثيل، حسبما أوردت صحيفة "جارديان" البريطانية، الخميس، وقال أستاذ الفيزياء فى معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا ألان وينشتاين، إن التصادم خلق انفجارا يعد الأكبر منذ الانفجار العظيم الذى تعرفه البشرية.

والثقوب السوداء عبارة عن مناطق مضغوطة من الفضاء، لدرجة أن الضوء لا يمكنه الإفلات منه بسبب قوة الجاذبية التى تتميز بها، وقبل هذا الاكتشاف، كان علماء الفلك قد رصدوا حجمين من الثقوب السوداء: الأولى تسمى الثقوب السوداء الصغيرة التى تتشكل عقب انهيار نجم عملاق، ولا تزيد مساحتها عن مساحة مدن صغيرة، والثانية، الثقوب السوداء الهائلة التى يبلغ حجمها ملايين أضعاف النوع الأول، وتدور حولها مجرات بأكملها.

وفى مايو 2019، رصد علماء إشارة تبين أنها صادرة عن ثقبين أسودين عملاقين، إثر اصطدامهما ببعضهما البعض، وكان واحد منها 66 مرة أكبر من الشمس والآخر أكبر منها 85 مرة، وأدى هذا التصادم إلى معرفة أولى ثقب أسود متوسط الحجم فى الكون، ويبلغ حجمه 142 ضعف كتلة الشمس.

وكانت الطاقة الناجمة عن هذا التصادم ضخمة للغاية، على شكل موجة جاذبية تنتقل فى الفضاء بسرعة الضوء، وكانت تلك الموجة التى رصدها علماء الفيزياء فى الولايات المتحدة وأوروبا.

ونظرا لكون العلماء رصدوا هذا الحدث الفضائى عبر التقاط موجات الجاذبية، فقد سمعوا صوت الاصطدام، لمدة لم تزد على عُشر ثانية، وقال وينشتاين: "بدا الأمر وكأنه ارتطام، لكن الصوت كان مكتوما".

وكان الاصطدام بين الثقبين السماويين العملاقين قد حدث قبل حوالى 7 مليارات عام، عندما كان الكون فى نصف عمره الحالى، لكنه اكتشف العام الماضى، لأنه حدث بعيد جدا.