فتوات التكنولوجيا يصادرون الحرية ويحتفون بالإرهاب.. مواقف مخزية من جوجل وأبل يفضحها حذف parler وترويج تليجرام.. البلطجة والازدواجية والتناقض شعار منصات التقنية.. فهل ترفض شركات أمريكا العنف حقا أم تدعم الدواعش؟

شركات التكنولوجيا العالمية تدعم الإرهاب
شركات التكنولوجيا العالمية تدعم الإرهاب
حازم حسين

قد يختلف كثيرون أو يتفقون على رؤية واحدة للصراع الدائر فى الولايات المتحدة الأمريكية، والأمر يتسع للاختلاف وتعدد الرؤى، لكن بعيدا من أية أحكام على الجمهوريين وترامب، أو على الديمقراطيين وإدارة الكونجرس، أو ما يخص الشارع الملتهب جزئيا، فإن مواقف شركات التكنولوجيا الكبرى فى القلب من هذا المشهد المركب، تبدو متناقضة ومشبعة بالازدواجية، وتصل فى بعض الأحيان إلى حدّ الخزى والبلطجة وانتهاك القيم الأمريكية نفسها!

882
 

رفض ترامب نتائج الانتخابات، ومن خلفه نحو 70 مليونا صوتوا له ولم يقبل كثيرون منهم بالنتيجة. تطور الأمر إلى مشاحنات سياسية، وشهد الشارع أعمال عنف من أفراد، لكن كل ذلك لا يُجيز مصادرة حرية الرأى، إن اعتبرنا تلك النوعية من الممارسات مقبولة تحت لائحة الديمقراطية وحرية الرأى. المشكلة أن شركات التكنولوجيا العالمية، وأغلبها تحمل الجنسية الأمريكية، حملت المشهد الأخير على باب العنف والتطرف والإرهاب، فى الوقت الذى قبلت وما تزال تقبل وتُمرر وتُروج مشاهد أكثر تطرفا ودموية فى مناطق أخرى من العالم، بدعوى أنها حرية رأى وتعبير!

انتفضت منصات التواصل الاجتماعى لتعلق حسابات دونالد ترامب ورموز إدارته، ثم انتقلت إلى حذفها نهائيا، بينما تعج المنصات نفسها بملايين الحسابات المنتمية إلى جماعات عنف، أو المحسوبة على دوائر متطرفة بدءا من جماعة الإخوان وتنظيم الدولة "داعش" وحركة الشباب الصومالية و"بوكو حرام" فى نيجيريا وغيرها، ولم تأخذ موقفا واضحا من كل تلك المجموعات رغم ما تسببت فيه من تطرف وإراقة دم. المشهد يبدو متناقضا بين قيم تعلنها تلك المنصات وتُجبر الجميع على قراءتها وقبولها، وتنفيذ انتقائى ملىء بالاجتزاء والتناقض والازدواجية. هكذا يقع المشهد فى باب فرض الأمر بالواقع بالقوة، والبلطجة المستندة إلى قدرة تلك الشركات المطلقة على السماح أو المنع، وعلى تمرير ما تريد وحذف ما لا يروق لها!

654
 

 

على الخط نفسه دخلت شركات التكنولوجيا البارزة، بقدر مشابه من الازدواجية والتناقض، إذ قررت جوجل وأبل حذف تطبيق "parler" الذى انتقل إليه ترامب بعد إغلاق حساباته على تويتر وفيس بوك وغيرها. فى الوقت الذى تمتلئ فيه منصتا الشركتين العملاقتين بآلاف التطبيقات المملوكة لجماعات متطرفة أو الداعمة لخطاب التطرف، والنموذج الأبرز "تليجرام" الذى يفتح أبوابه لـ"داعش" وكل التيارات الإرهابية، ويمنحهم قدرات تشفير وتقنية عالية لتمرير رسائلهم ومخططاتهم، وهو ما ثبت فى وقائع عديدة بشأن توظيف التطبيق فى إدارة أنشطة المجموعات الإرهابية بالمنطقة العربية وغيرها، واستغلاله فى ربط أجنحة التنظيمات وتمرير الأوامر والتوجيهات وخطط العمليات!

المؤكد أن القيم الأمريكية لا تقبل شرعنة العنف أو تمريره، لكن المحك الحقيقى والمنطقى أن يكون هذا الموقف عاما ومجردا من أية حسابات سياسية أو اقتصادية. الأمر يقتضى من شركات التكنولوجيا التصدى لخطابات العنف داخل الولايات المتحدة وخارجها بالدرجة نفسها، وإذا قررت مصادرة حق رئيس الولايات المتحدة الشرعى حتى الآن فى الحديث والوصول إلى مواطنيه، فمن الأولى مصادرة وجود المتطرفين والإرهابيين عبر منصاتها ومواقعها وتطبيقاتها ومحركات بحثها!

253274
 

ما فعلته شركات التكنولوجيا العالمية تجاه ترامب يندرج تحت عنوان "التسلط ومصادرة حرية الرأى"، وما تنفذه تجاه تليجرام وغيره من التطبيقات والخدمات المفتوحة لخطابات التطرف والكراهية لا مسمى له إلا "دعم الإرهاب". ربما تكون تلك الشركات مجبرة على مواقفها داخل الولايات المتحدة لحسابات سياسية أو أمنية، أو حتى بوازع وطنى، لكنه لا مبرر إطلاقا لمواقفها خارج الولايات المتحدة سواء إنسانيا أو أخلاقيا أو قيميا. هناك دماء تسيل ومصالح تتضرر وبشر يعانون لأن شركات التكنولوجيا قررت ممارسة البلطجة "والفتونة" فى فرض رؤاها، وتعاملت مع الأمور التى تنتهك القانون الدولى والمعايير الإنسانية بقدر ضخم من التناقض والازدواجية!

تلك الشركات تستند بالتأكيد إلى قوتها الاقتصادية والتقنية، وغياب القدرة على المحاسبة والردع وإيقاف تلك الممارسات المشينة. لكن فى مقابل السطوة التى تساعدها على فرض إرادتها وقبول الإرهابيين وتمرير رسائلهم مقابل فرض الإرادة فى مصادرة من لا يتماشى مع مصالحهم وأهدافهم، هناك قوة فاعلة وأوراق ضغط ينبغى ممارستها فى مواجهة هذا الانفلات، من خلال الكشف والتعرية وفضح المواقف المخزية، وتشجيع الدول والحكومات والمؤسسات الدولية على اتخاذ مواقف جادة تجاه بلطجة منصات التقنية، سواء بإلزامها باحترام حرية الرأى وفق معناها القويم، أو منعها من فتح أبواب ذهبية لخطابات الكراهية والعنف وممارسات الإرهاب وإراقة الدم!

52582
 

 

قد لا تهتم الشركات بهذا الموقف، وقد لا تجد نفسها مضطرة لتقديم تبريرات مقنعة، أو الاعتذار عن جرائم حقيقية تورطت فيها، لكن مواصلة الفضح والضغط والتصدى لتلك الممارسات ربما يُقوض حضورها بين الناس، ويؤثر على مكاسبها، ويدفع فى اتجاه اكتشاف بدائل إعلامية واجتماعية قادرة على خلق حالة توازن فى وجه تلك الغطرسة والممارسات المخزية. والمؤكد أنه مع الوقت والتكرار، ستعرف تلك الشركات حجم جرائمها، وأنهم ليسوا دعاة حرية أو ممارسة اجتماعية سليمة كما يدعون، بقدر ما ينفذون سياسات مشوهة بحثا عن مكاسب مادية، أو دعما لتأثيرات سياسية لا تحترم القانون ولا تضع اعتبارا للدماء والأرواح!

download
 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إصابة جديدة تضرب الهلال قبل مواجهة مانشستر سيتي في مونديال الأندية

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 1-7-2025 والقنوات الناقلة

ملخص وأهداف الإنتر ضد فلومينينسي 2-0 في كأس العالم للأندية

موعد انطلاق بطولة الدوري المصري لموسم 2025 - 2026

الأهلى يفاوض ظهير سيراميكا بعد التراجع عن صفقة "عيد" المصرى


كيف أطاحت جماعة الإخوان "الإرهابية" بحقوق المرأة؟.. الفكر التأسيسي قائم على الوصاية باقتصار دورها على المنزل والإنجاب وخطابهم المعادي لحقوق المرأة.. والإقصاء من المناصب القيادية واستخدام النساء كوسيلة لا كقضية

تأكيدا لليوم السابع.. سموحة يستعير أحمد ميهوب من بيراميدز لمدة موسم

ميار شريف تستعد لمواجهة المصنفة السابعة عالميا فى بطولة ويمبلدون

تعرف على فريق عمل ألبوم "ابتدينا" لـ عمرو دياب

محمد صلاح ثالث أكثر اللاعبين صناعة للفرص فى 2025 بجميع المسابقات الإنجليزية


رئيس الوزراء: مصر تدعو لإصلاح النظام المالي العالمي لتسهيل تمويل الدول النامية

المحكمة الإسرائيلية تستدعى ابن نتنياهو لحصوله على جواز سفر دبلوماسى دون حق

تعرف على البلجيكى يانيك فيريرا المدير الفنى الجديد للزمالك

تحريات مكثفة لكشف ملابسات مصرع شخص بمحطة قطار الجيزة

موعد مباراة مان سيتي ضد الهلال فى ثمن نهائى كأس العالم للأندية

مصدر بالزمالك: الإعلان عن المدرب الجديد خلال ساعات

محافظ القاهرة يعتمد تنسيق القبول بالثانوى العام بحد أدنى 230 درجة

كيف يدير الأهلي ملف احتراف وسام أبو علي بعد فوضى العروض؟

سيدات طائرة الزمالك يبدأن غداً الاستعدادا للموسم الجديد

حزن يخيم على تونس.. 20 غواصًا يبحثون عن الطفلة مريم فى قاع البحر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى