رؤساء أمريكا والعزل.. تاريخ الأزمات داخل الولايات المتحدة.. بدأت بـ"أندرو جونسون" استناداً لـ11 مادة فى الدستور.. نيكسون ووترجيت كشفت صراع الأحزاب.. كلينتون ومونيكا الأشهر.. وترامب ينفرد بـ"العزل مرتين"

أجرى مجلس النواب في الكونجرس الأمريكى جلستين فقط من إجراءات العزل الرئاسية خلال اول قرنين من عمر الولايات المتحدة، وبحلول الأربعاء كان قد أجرى ثلاث عمليات خلال 25 عامًا فقط اثنان منهم فى العام ونصف العام الماضيين، ضد أول رئيس يتم عزله مرتين بعد تصويت أغلبية أعضاء مجلس النواب بعد ظهر الأربعاء لعزله بتهمة التحريض على التمرد خلال احداث اقتحام مبنى الكابيتول والتى قتل فيها 5 اشخاص بعد 13 شهرًا فقط من عزله من مجلس النواب بتهم إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونجرس.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أعلنت في سبتمبر 2019 بدء إجراءات عزل ترامب، وقد اتخذت هذه الخطوة ردًا على قيام ترامب بتجميد ما يقرب من 400 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا بعد مكالمة هاتفية ضغط فيها على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتحقيق مع نائب الرئيس السابق جو بايدن، الذي كان حينها مرشحًا للرئاسة الديمقراطية ونجله هانتر بايدن.

ذكرت الاتهامات أن ترامب قد أساء استخدام سلطته من خلال استخدام المساعدات الحكومية كوسيلة ضغط لإقناع أوكرانيا بمساعدته في الانتخابات ، وأنه عرقل الكونجرس برفضه تقديم الوثائق وإخبار مسؤولي الإدارة بعدم الإدلاء بشهاداتهم، وقام مجلس النواب بمحاكمته في 18 ديسمبر 2019 ، حيث صوت 230 مقابل 197 للموافقة على إساءة استخدام تهمة السلطة و 229 مقابل 198 للموافقة على تهمة التعطيل.

بعد أسابيع من جلسات الاستماع، انقسم المشرعون بالكامل تقريبًا على أسس حزبية ولم يصوت أي من الجمهوريين في مجلس النواب للمساءلة فى أى من التهمتين، وصوت جميع الديمقراطيين باستثناء اثنين من أجل إساءة استخدام السلطة، وصوت جميع الديمقراطيين باستثناء ثلاثة منهم لصالح تهمة عرقلة العمل، وفى 5 فبراير 2020 ، برأ مجلس الشيوخ ترامب من التهمتين، ووقتها انضم السناتور ميت رومنى، جمهورى من ولاية يوتا، إلى الديمقراطيين فى التصويت لإقالته من منصبه بتهمة إساءة استخدام السلطة ، ليصبح أول سيناتور على الإطلاق يصوت لإدانة رئيس لحزبه.

عملية العزل الثانية كانت ضد الرئيس السابق بيل كلينتون في أكتوبر عام 1998 ردًا على الكشف عن أنه أقام علاقة جنسية مع متدرب في البيت الأبيض، ولا تتعلق التهم بشكل مباشر بسوء سلوكه مع المتدربة مونيكا لوينسكي التي كانت تبلغ من العمر 22 عامًا ولكن تتعلق بالادعاء بأن كلينتون كذب تحت القسم وشجع الآخرين على فعل الشيء نفسه، حيث قال كلينتون في يناير 1998 ، قبل أن يعترف بعلاقته مع المتدربة: "لم أخبر أي شخص أن يكذب ، ولا مرة واحدة. أبدا."

وفي 19 ديسمبر 1998 قرر مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون إقالة كلينتون بتهمة الحنث باليمين وعرقلة العدالة، وبعد عدة اشهر في 12 فبراير 1999 ، برأ مجلس الشيوخ كلينتون من التهم الموجهة اليه حيث لم يتحقق عدد الأصوات المطلوبة لادانته (ثلثي الأعضاء).

عملية العزل الثالثة المسجلة تاريخيا كانت ضد ريتشارد نيكسون عام 1973،  ولم يصوت الكونجرس لعزل الرئيس الجمهوري ولكن فقط لأنه استقال قبل أن يتمكن من ذلك.

نشأت إجراءات المساءلة على نطاق واسع عن فضيحة ووترجيت ، التي بدأت في عام 1972 عندما اقتحم شركاء نيكسون مقر اللجنة الوطنية الديمقراطية والذي كان جزءًا من جهد كبير ومنسق للتأثير على الانتخابات المقبلة ، والتي انتهى بها الأمر إلى فوز نيكسون في واحدة من أكبر الاحداث في التاريخ الأمريكي.

كان الحافز الفوري لقرار اللجنة القضائية في مجلس النواب لبدء عملية الإقالة ، في 30 أكتوبر 1973 ، ما يسمى بـ"مذبحة ليلة السبت" والتي حدثت قبل 10 أيام حيث أمر نيكسون بإقالة المدعي الخاص أرشيبالد كوكس وقد رفض مسؤولان أمرهما بطرد كوكس من العمل واستقالا بينما قام المحامي العام وقتها روبرت بورك بتنفيذ امر نيكسون.

وافقت اللجنة على ثلاث مواد من إجراءات الإقالة (إعاقة العدالة، وإساءة استخدام السلطة، وازدراء الكونجرس) وأحالتها إلى قاعة مجلس النواب في يوليو 1974، وتمت الموافقة على المواد فى ثلاثة جلسات تصويت منفصلة ولكن قبل أن يتمكن مجلس النواب بكامل هيئته من استكمال جلسات الاستماع والتصويت على العزل، أعلن نيكسون استقالته فى 8 أغسطس 1974 بعد يوم واحد من علمه بانه فقد الدعم داخل حزبه الجمهوري واصبح من شبه المؤكد أنه سيتم عزله وإدانته.

العزل الرابع كان من نصيب الرئيس أندرو جونسون ليس بسبب انتهاك محدد للقانون، ولكن بسبب صراع واسع على السلطة بين البيت الأبيض والكونجرس.

كان جونسون الديموقراطى نائب رئيس أبراهام لنكولن وأصبح رئيسًا عندما اغتيل لينكولن وقضى معظم فترة ولايته في صراع مع الكونجرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون بشأن إعادة الإعمار، ومن بين أمور أخرى، استخدم حق النقض ضد مشروع قانون مكتب Freedmen's Bureau وقانون الحقوق المدنية لعام 1866 ، والذي يهدف إلى منح الجنسية الأمريكية للعبيد السابقين؛ بعد ذلك، تجاوز الكونجرس حق النقض ضد قانون الحقوق المدنية.

فى مارس 1868، وافق مجلس النواب على 11 مادة عزل ضد جونسون، كانت التهمة الرئيسية هى أنه انتهك قانون Tenure of Office لعام 1867، الذى سنه الكونجرس فى محاولة صريحة لمنعه من إقالة المسؤولين المؤيدين لإعادة الإعمار الذين عينهم لينكولن.