الغربة.. والبكاء فى الوقت الضائع

خالد سنجر
خالد سنجر
بقلم : خالد سنجر

بعد سنين فى الغربة شافونى قــالولى جايب ايــــــــــه من بَرَّه.. قُلت يـــــــــــــاريتهُم لو سألونى أنـــــا فى الغربه بكيت كـام مَرَّه.. جبت حـــاجـــات م اللى يحبوها.. جبت فلوس ويــــاريت يـــاخدوها ويرُدّولى شباب ضــــــــــاع منى وسنين مُتْ وهما عـــــــــــــاشوها.. على ايه بس يـــاناس حاسدينى..واشقَى مـــــــــافيكُم أسْعَدْ منى إنتم عِشْتُمْ أحـــــــــــلَى سنينكُمْ وانـــا فى الغربه ماعِشْتِشْ سنى.

كلمات لخص بها أحد الشباب المكتوين بنار الغربة عن وطنهم، وفراق أهله وأصدقائه وأحبائه سعيا وراء الرزق وتأمين مستقبل أفضل، لكنه بعد مرور سنوات طويلة من السفر اكتوى فيها بنار الاشتياق لمن يحب ومن تركهم يتجرعون مرارة الفراق، اكتشف أنه بنى حساباته على ادخار الأموال فقط ناسيا أن الحياة بها حسابات كثيرة أخرى لا تعوضها ولا تشتريها كنوز الدنيا.

لا أحد يستطيع أن ينكر أن الغربة تغير  أقدار لأسر كاملة، والشاب المغترب يلعب دور العصا السحرية لعائلته ، ينشلهم من براثن الفقر، ويوفر لهم كل احتياجاتهم ويحقق لهم أحلامهم، ولكن لم يعط أى شخص منهم الفرصة لنفسه للتفكير قليلا فى الفاتورة التى يتم دفعها نظير كل ذلك.

فى مجتمعنا ننظر للشاب المغترب باعتباره مصباح علاء الدين.. بمجرد مروره أمامك فقد تحققت كل أحلامك.. تطال أعين الحسد أى أسرة تضم بين أبنائها مغترب بالخارج، يصبح مطمعا لأى عائلة  لديها فتاة مقبلة على الزواج.. يتناسوا مؤهله الدراسى.. يتجاهلوا وضع أسرته الاجتماعى.. لا يعطوا أى اعتبار للفوارق المالية والاجتماعية.. كل ما يشغلهم كيفية الفوز بعريس يعمل بالخارج.

قالوا أن الغربة سجن تعتقل الشاب داخل دوامتها.. يدخلها فى مقتبل عمره ويظل يدور فى رحاها سنوات عمره وشبابه حالما باليوم الذى يستطيع فيه اتخاذ قرار الهرب من تلك الدوامة والعودة إلى بلده وأهله ليسعد بما جمعه، لكن هيهات فهى مثل النداهة تظل تسحر له وتغريه بجمع المزيد والمزيد حتى يظل أسيرا لها فقط يفيق حين تخور قواه ويذبل شبابه ويعجز عن العمل.. هنا فقط يتذكر أن له وطن وأهل وأحبه يجب الرجوع إليهم.. لكنه وللاسف يكتشف أن الوطن تغير والأهل منهم من شاب ومنهم من غيبه الموت دون حتى ان يشعر به أو يودعه والأحبة نسوه لطول سنوات الجفاء والبعد.

يعود المغترب من غربته فرحا بالعودة إلى وطنه وأهله وأحبائه بعد سنوات طويلة من الغربة والاشتياق، لكن يفاجأ أنه عاد من غربة بعيدة إلى غربة داخل وطنه وبين عائلته.. ولما لا وهو عائد إلى أناس لم يشاركهم لسنوات طويله أفراحهم ولا مناسباتهم، ولا أزماتهم ولا أحزانهم ولا نجاحاتهم... غريب حتى عن أقرب المقربين.. غريب عن أبنائه الذى فارقهم وهو فى سن صغيرة  لم يروه إلا زائرا عابرا مرة فى السنة.

هنا فقط يشعر المغترب بخطأ حساباته، حيث يتأمل كل المتغيرات حوله، ويعود بذاكرته لسنوات طويلة مضت ،ويتذكر وجوها غيبهم الموت لم يمهله الزمن حتى فرصة وداعهم.. ويسأل نفسه : هل كان الأمر يستحق؟!.. هل تعوضنى الأموال التى جمعتها ما فاتنى من سنوات العمر التى ضاعت.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اجتماع حاسم بين فليك وديكو لرسم ملامح برشلونة قبل انطلاق الليجا

الرئيس السيسى يصدّق على تعديل بعض أحكام قانون التعليم

ضبط 3 أشخاص اختطفوا طفلا من والدته بتحريض من طليقها بالقليوبية

المشدد 5 سنوات لشقيقين لحيازتهما أسلحة واستعراض القوة بشبرا الخيمة

الرئيس السيسى يصدّق على قانون بعض قواعد وإجراءات التصرف فى أملاك الدولة الخاصة


الداخلية تكشف تفاصيل نصب شخص على راغبى السفر للخارج

فيريرا : استيعاب اللاعبين سيستغرق وقتاً ولم يعجبنى الاحتفال بعد انتصار سيراميكا

عصام عبد القادر يكتب عن أوهام رئيس وزراء إسرائيل: وعي المصريين وصلابة موقف القيادة السياسية.. ردع كافة سياسات الاحتلال.. مستعدون للمواجهة.. نذكر إسرائيل بالدرس القاسي.. دعم القضية الفلسطينية لا زحزحة عنه

الداخلية: ضبط 3 تيك توكر لنشرهم فيديوهات خادشة للحياء بالغردقة

النيابة تنتقل لفحص كاميرات موقع حادث مطاردة سيارة لفتيات على طريق الواحات


مساعد الرئيس الروسى: بوتين وترامب يجتمعان فى لقاء فردى يحضره المترجمون فقط

رئيس الموساد: إسرائيل عازمة على احتلال غزة إذ لم تحدث انفراجة فى المفاوضات

الداخلية: ضبط طالب "يشتم" المواطنين فى تعليقات فيس بوك

ضبط شخص خطف طفله للانتقام من طليقته

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

تووليت فى حفل ختام مهرجان العلمين بدورته الثالثة مع كايروكى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى