عصابات الأكسجين والتجارة الحرام مع الوباء

دينا شرف الدين
دينا شرف الدين
لا أدري من أين أبدأ فالموضوع جد خطير، هل يعقل و نحن بأشد أوقات الأزمات التي تدعو بحق للتأمل و إعادة الحسابات و التغاضي عن كثير من الأفكار و التطلعات لتحل محلها أخري أكثر هدوءاً و تسامحاً ،ذلك بعد أن واجهنا جميعاً محنة ألمت بكل من علي الأرض، لم يمنعها جاه ولا مال و لا سلطان من الفتك بأي إنسان  صغيراً كان أم كبير ، عفياً كان أم مريض .
 
ناهيك عن  الأخبار اليومية التي لم تعد تحظي بنفس ذات الإهتمام و الإنزعاج عن عدد حالات الإصابة و الوفيات ، فلم يعد هناك من هو بمنأي عن الخطر أو بعيداً عن دائرة الإصابة ، فيوماً بعد يوم تضيق دائرة  التعرض للإصابة حولنا جميعاً ، فغالباً ما يصدم كل منا بأقرب الأقربين من الأهل و الأصدقاء ما بين مريض أو متوفي  ، فما كنا نحسبه بعيد بات أقرب مما نتصور .
 
و لكن :
الغريب جداً بالامر  أنه بالمقابل قد زادت بل استفحلت حالات القسوة و الجشع و موت الضمائر .
 
فمنذ بداية الجائحة كانت  مقويات المناعة التي ينصح بها الأطباء الناس لعلها تفلح بحمايتهم من هذا الفيروس اللعين علي رأسها أقراص فيتامين ج أو سي كما نعرفه بكافة أنواعه ، و الذي تحول بعد أن علم حيتان السوق السوداء و تجار  الأزمات برواجه الشديد و الإقبال عليه إلي سلعة نادرة الوجود يتم تداولها سراً  و بعد توصيات شديدة  و بكميات محدودة كما لو كانت مخدرات لا سمح الله .
 
إذ تري الإبتسامة المندهشة علي وجه أي صيدلي عندما تتجرأ  و تسأله عن أقراص فيتامين سي ، كما لو كانت إجابة واحدة  يمنع نفسه من باب الذوق أن يتلفظ بها ، بما معناه  أنه سؤال ساذج لا يستلزم إجابة .
 
إذ أنه منذ  اندلاع الأزمة العالمية المفتعلة التي يقودها و يحركها فيروس لا يري بالعين المجردة ، رأينا كافة أشكال استغلال الأزمة من هؤلاء الذين يصطادون دائماً و أبداً بالماء العكر و تمتلئ بطونهم علي حساب امتصاص دماء الناس عند الحاجة .
 
إذ تسارع هؤلاء الذين لا تشبع نفوسهم النهمة قد سحبوا كافة الأدوية و الفيتامينات الموصي بها للوقاية و العلاج من فيروس كورونا منذ بدايته ليخلقوا بها مزيداً من الأسواق السوداء ،
 
و في صورة متكررة لتلك الجريمة  تعد أشد وطأة و أكثر قسوة و دناءة ، قد اندلعت من جديد أزمة نقص الأكسجين و استحواذ بعض معدومي الضمير و فاقدي الرحمة علي اسطوانات الأكسجين لإخفائها و طرحها بالسوق السوداء بأسعار مضاعفة دون أن يهتز لهم طرف في ما يعانيه مرضي الكورونا من المصريين و أنفاسهم التي تكاد تنقطع لحاجتها لهذا الأكسجين في حين يخزنها هؤلاء القتلة  للمزيد من التربح ببحارهم التي لا تكف عن رغبتها بالزيادة .
 
 
نهاية : 
لم يترك ذوي القلوب القاسية و الضمائر الميتة الذين لا تستوقفهم حكمة أو موعظة و لا يعلمون شيئاً عن محاسبة النفس لهذا المواطن الذي ضاقت به السبل  أي خيار ، لتزداد معاناته و تستوحش بحال لم يعد يحتمل المزيد .
 
 
 
           فصبرٌ  جميلٌ  و الله المستعان
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

القانون ينظم ضوابط فحص الطلبات بعد غلق باب الترشح بانتخابات الشيوخ

مدحت عبد الهادى صخرة دفاع الزمالك السابق يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ"51"

تعرف على موعد صرف تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة

غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك

انفجارات عنيفة تدوي في مدينة جبلة السورية


قضية دهب الحمار على مسرح نهاد صبيحة.. 16 و17 يوليو

مانشستر سيتي: هالاند يستمع إلى ألبوم عمرو دياب الجديد

الجارديان: ترقب أوروبى حذر مع تصاعد تهديدات ترامب الجمركية

هل سيتم تخفيض تنسيق الثانوي العام بالقاهرة ؟.. اعرف التفاصيل

موعد مباراة تشيلسي ضد بي إس جي فى نهائى كأس العالم للأندية 2025


بالأسماء والرموز.. قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ بجميع محافظات مصر

25 سيارة إطفاء تكافح حريق مصنع منظفات وكيماويات مدينة بدر

منة عرفة بإطلالة صيفية فى أحدث ظهور.. صور

خامنئى: استهداف قاعدة العديد الأمريكية ليس حادثة صغيرة بل كبيرة يمكن تكرارها

الأسترالي علي رضا فغاني حكما لنهائي كأس العالم للأندية

ننشر قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ عن دائرة محافظة شمال سيناء

الخارجية الفرنسية: نجدد رفضنا القاطع لأى تهجير قسرى لسكان غزة

"أوديشن" مسابقة ملكة جمال مصر 2025.. أغلبية المتسابقات من طالبات الطب (صور)

سر تجدد اشتعال النيران في سنترال رمسيس.. مدير الحماية المدنية الأسبق يوضح

مادويكي على أعتاب أرسنال مقابل 50 مليون إسترليني

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى