كيف أصبح المستخدم خاضعا لقوانين واحتكارات فيس بوك وجوجل وتويتر؟

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم أكرم القصاص
خلال الأسبوع الماضى، تناقل عدد من مستخدمى واتس آب، حالة تقول: «إن  واتس آب ستصبح مراسلاته مدفوعة الأجر، إذا كان لديك أى ثلاثين عنوانا على الواتساب أرسل لهم هذه الرسالة، وبهذه الطريقة سيتم اعتبارك مستعملا مواظبا على الواتس آب، وفى حال عدم قيامك بذلك فسيصبح استعمال الواتساب بمقابل مالى»، هذه الرسالة الساذجة وجدت طريقها لمئات من مستعملى التطبيق، بالرغم من أنها، وبنصها، قد سبق وتم نشرها وإرسالها لعدد كبير من مستخدمى فيس بوك، وهى رسائل موسمية يتداخل فيها الهزل بالمؤامرة. 
 
وبالرغم من سذاجة وسطحية وركاكة الرسالة، إلا أنها ذهبت لعدد كير من المستخدمين، بما يشير إلى أن عددا كبيرا صدقها، وأعاد إرسالها لثلاثين آخرين، أملا فى الحصول على الإعفاء المجانى، وهو تقريبا نفس ما جرى مع فيس بوك، الخلاصة أن هناك دائما من هم على استعداد لتصديق مثل هذه الرسائل الساذجة، ومنهم من يساهم فى انتشار وشيوع الأخبار المزيفة، ويساهم فى صناعات التريند، بفضل قابليته لتصديق أى شىء، حتى لو كان خارج العقل والمنطق. 
 
وقبل سنوات، شاعت رسالة تقول: «أنا فلان الفلانى لم أعط فيس بوك الحق فى توظيف بياناتى الشخصية»، والواقع أن الرسالة لا قيمة لها، ولا فائدة، لأنها لا تمنع من الاعتداء على الخصوصية، وهى مثل رسائل واتس آب، عن المجانية، مجرد نوع من «الهبد» يسير وراءه من هم جاهزون لمنح أى شىء انتشاره، حتى لو كانت الأخبار المزيفة.
 
وقد طرحت هذا الأمر للنقاش فى كتاب «السيبرانى»، فى فصل « الأخ الأكبر فى جيبك»، باعتبار أن من يستخدم فيس بوك وجوجل، هذه المواقع تستخدمه، وان المستخدم يتشارك معلوماته الشخصية مع عشرات الملايين فى العالم، وتصبح هذه المعلومات شائعة، فضلا عن أن المواقع تستعمل خوارزميات تتعرف على مزاج كل واحد ومطالبه وهواياته، ونوعية البوستات التى يفضلها ويضع لايك أو يعلق عليها، فضلا عما يفضل مشاهدته أو الاستماع إليه، بما يعنى أن كل واحد منا طالما يستعمل أدوات التواصل فهى تستعمله، وتربط بين تحركاته ومحادثاته وسلوكه على صفحات التواصل، بما يسهل اختيار الإعلانات والدعايات التى تتناسب مع كل شخص بناء على تحليل كامل لسلوكه.
 
وكل هذا يعنى أنه لا خصوصية لشخص يقدم معلومات كاملة عن نفسه كل لحظة، وحتى وهو نائم، وهو نوع من الجاسوسية الطوعية، وهذا لا يعنى أنه لا يوجد من يضيف أنواعا من التجسس، لكن يشير إلى أن الملايين يمكنهم التعرف على ما يقدمه كل أحد عن نفسه.
 
يضاف إلى ذلك، أن هذه الشركات العملاقة للتكنولوجيا مثل جوجل، وفيس بوك، وتويتر، وغيرها، تتوسع وتتجه إلى نوع من الاحتكار والتحكم، لدرجة أن واتس آب المملوك لـ«فيس بوك»، أعلن قبل أيام عن تحديث سياسة الخصوصية الخاصة به، وتتضمن مشاركة بيانات واتس آب مع شركات فيس بوك، وهو أمر أثار الغضب، وتزامن مع منع دونالد ترامب من التغريد، أو نشر بوستات أو فيديوهات، لأن يوتيوب مملوك لجوجل، وهو أمر ارتبط بمعركة سياسية، لكنه كشف عن توحش واحتكار هذه الشركات، بشكل يجعلها تفرض سياسات من دون أن تكون للمستخدم قدرة على الاعتراض، بينما البدائل ضيقة وبعيدة حتى الآن، ما يجعل المستخدم تحت ضغط الانتهاك والاعتداء والاحتكار.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمود سعد: أرقام تحاليل أنغام تتحسن لكن موصلتش لمرحلة الخروج من المستشفى

حكم قضائى غير قابل للطعن.. تعرف عليه

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

الاتصالات: سيسكو العالمية تطلق أول معمل متنقل فى مصر لتأهيل خبراء الشبكات


المشدد 5 سنوات لشقيقين لحيازتهما أسلحة واستعراض القوة بشبرا الخيمة

الداخلية تكشف تفاصيل واقعة اللصوص المقيدة بسيارات نقل فى المنوفية

الداخلية تكشف تفاصيل نصب شخص على راغبى السفر للخارج

الداخلية: ضبط 3 تيك توكر لنشرهم فيديوهات خادشة للحياء بالغردقة

كريم محمود عبد العزيز ينشر صورة مع زوجته ويتغزل فيها: بحبك


الأرصاد تحدد موعد انكسار الموجة الحارة وتحذر من أمطار رعدية.. فيديو

طقس شديد الحرارة غدا ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 درجة وأسوان 49

النيابة تنتقل لفحص كاميرات موقع حادث مطاردة سيارة لفتيات على طريق الواحات

ليلى علوى تطمئن الجمهور على حالتها بعد الحادث: أنا بخير وقدر ولطف

مات والده فى حادث منذ 3 أعوام ولحق به الابن اليوم بنفس الطريقة.. تفاصيل

الداخلية: ضبط طالب "يشتم" المواطنين فى تعليقات فيس بوك

عمر مرموش يقتحم قائمة ملوك التسديدات فى "بيج 5" وينافس محمد صلاح

موعد مباراة الأهلى أمام فاركو فى الدوري المصري والقناة الناقلة

الكويت تدين بشدة تصريحات رئيس وزراء إسرائيل بشأن اقتطاع أقاليم من دول عربية

هنادى مهنى مذيعة بودكاست فى حكاية "بتوقيت 28" والعرض السبت على dmc

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى