أيمن عيسى يكتب: ماذا تفعل فنانة المؤخرات على القنوات العربية ؟.. القوة الناعمة يا رانيا قوة ثقافة وشخصية وفن وليست قوة مؤخرة.. من هان على نفسه هان على المذيعين العرب.. وأما بخيبتك الكبيرة فـ"داري ولا تحدثي"

أيمن عيسى
أيمن عيسى
لست من رافعي شعارات الفضيلة، ولا أجيد خطبها، ولا يعنيني كثيرًا ماذا يفعل البشر، غير أني وجدت نفسي متلبسًا بالغضب الشديد من استهتار سيدة تنتمي لوطني، قررت الحديث لوسائل إعلام غير مصرية، ابتذلوها، وابتذلت مشاهديها، عاملوها برخص واضح في الأسئلة، ولم تبد اعتراضًا، بل وافق الحديث _على كل ما به من ابتذال ورخص_ هواها، للدرجة التي دفعتها للرد على سؤال متجاوز، من مذيع متجاوز، بشان مؤخرتها، بالآية القرآنية الكريمة " وأما بنعمة ربك فحدث"، سبق ذلك ردود مبتذلة على أسئلة مبتذلة، لم تتعد كلها حديث المؤخرات، وإذا اعتبرنا أن المرتين الاولى والثانية كانتا زلة لسان، فلا يمكن اعتبار الثالثة، وبهذه الكيفية من باب الخطأ غير المقصود.. وهنا بات التوقف ضرورة.
 
 
لا أدرى كيف تفكر الممثلة رانيا يوسف، ولا أدرى إن كانت رانيا يوسف تفكر من الأساس، وإن كانت تفكر، فبأي عضو بجسدها؟.. ففي عالم ملتهب، وفترة قاسية على البشرية كلها، تعيش رانيا يوسف وبعض مقدمي البرامج العرب في عالم مواز مع مؤخرة الفنانة، اتفق فيه الطرفان على تقديم محتوى رخيص في كل مراحله، لم يكن ليستحق التناول منا، إلا لوجود سيدة تكتب الشاشات أنها مصرية.
 
هل لا تعلم رانيا يوسف أن الفن في مصر مثّله عمالقة، قدموا للعرب وغيرهم أعمالاً تليق باسم بلادهم، وكانوا سفراء فوق العادة، وشخصيات مشرفة، غزت العالم العربي من خلال مواهبها وإمكانياتها الفنية، وعقلياتها المحترمة والكبيرة، وثقافتها الواسعة، وقبل كل ذلك عزًا واعتزازًا بوطنها الكبير، لم تكن المؤخرات يومًا من المؤهلات المصرية التي تُقدَم للعالم، ولم نر ذلك إلا في عهد رانيا يوسف.
 
أم كلثوم دخلت كل بيت عربي، باحترامها لذاتها ووطنها وفنها، ومثلها عمالقة التمثيل، وزار فنانو مصر كل أرجاء الوطن العربي، حلوا مقدمين لأعمال فنية، وضيوفًا على برامج، يعرف المذيع قدر من يجلس أمامه، ويعي الضيف دوره وحجمه وقيمة عمله، واسم بلده، كانوا شخصيات كبيرة، لم يكن ليجرؤ أي مذيع حول العالم أن يسألهم في أمور مبتذلة، وأسئلة رخيصة كما نرى الآن في زمن رانيا يوسف.
 
 
 على مر التاريخ، كانت كل شخصية مصرية فنية، تمثل حقًا القوة الناعمة لدولة كبيرة، وتؤثر في ثقافات الدول المحيطة، وكان يسبق الفن في هذا الشأن، شخصيات كبيرة في ذاتها، تشعر بقيمتها وقيمة وطنها وفنها، حظت باحترام على مستوى الشخصية، قبل الإعجاب على مستوى العمل الفني، فالقوة الناعمة يا رانيا قوة عقل ومنطق وفن، وليست قوة مؤخرة.
 
 
 
الحقيقة أنني أستطيع القول الآن إن المحاسبة باتت واجبة، ولم يعد هناك مجالًا لافتراض حسن النية في سقطات رانيا يوسف، ولم يعد للصدفة والخطأ غير المقصود، وزلة اللسان مكاناً بعد كل هذا التكرار، غير أن ما يجعل حساب رانيا يوسف ضرورة، هي تلك المنابر التي تتحدث منها الممثلة، تحت اسم "الفنانة المصرية"، فتعكس صورة مسيئة لفناني وطنها، وتقدم نسخة رخيصة جدًا ومستهترة للفنان المصري، بل والمصري عمومًا، وإن كانت قد ارتضت لنفسها هذا الحجم، ولم تحترم عملها ولا نفسها ولا حتى جسدها، أو بعضه الذي بات حديث الساعة، والشغل الشاغل لمقدمي البرامج العرب، فوجب تقويمها بأسلوب العقاب، لتعريفها بقيمة فنها وقبله وطنها الذي تظهر للأسف حاملة اسمه.
 
 
الثابت أن الفن المصري ليس بهذا الحجم، ولم يكن يومًا بهذه الكيفية، ولم يمثل في شخصيات مستهترة ومبتذلة إلى هذا الحد، ولم يتجرأ عليه أحد بأسئلة رخيصة كما في زمن رانيا يوسف، وعليه فإننا نتبرأ كأشخاص من هذه الشخصية الصغيرة على كل المستويات وفي مختلف الزوايا، ونتبرأ كوطن من ممثلة تعكس صورة سيئة وصغيرة عن وطن كبير، ورخيصة عن وطن غال، فما أمثال رانيا يوسف إلا كسحابة سوداء مرت في غفلة من الزمن على تاريخ ناصع البياض، وعمل فني هابط بلا قيمة، في أرشيف فني رائع، وكائنات طفيلية في لحظات سهو إنساني، وشخص بلا قيمة، مر بقوم أعزاء أصحاب حيثية، فحسب نفسه عليهم دون داع... فالفن المصري براء من رانيا يوسف، والشخصية المصرية بريئة من حجم رانيا يوسف، فهذه الرانيا لا تمثل سيدات ولا فنانات مصر، وإن اقترن اسمها بهذا الوطن الكبير، فما هو إلا محاولة تعلق بمؤخرة تاريخ، نقى ذاته، وترك الرواسب في الأسفل، حيث تسكن كل رانيا يوسف.
 
 
 
 
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة الزمالك أمام بتروجت فى الدورى المصرى والقناة الناقلة

القاهرة 45 درجة.. الأرصاد تحذر من موجة شديدة الحرارة وتعلن أعلى درجات سجلت

ملك زاهر تتصدر التريند بعد حديثها عن ليلى وسبب غياب تامر حسني عن حفل الزفاف

نص كلمة الرئيس السيسى أمام القمة العربية ببغداد: أمتنا تواجه تحديات مصيرية

اليمن أمام القمة العربية: نرفض تهجير الفلسطينيين رفضا قاطعا


الرئيس السيسى: مصر مستمرة فى جهودها الحثيثة لدعم الأشقاء فى ليبيا

انخفاض 8 درجات.. الأرصاد تكشف موعد انكسار الموجة شديدة الحرارة

الرئيس السيسى: أطالب الرئيس ترامب ببذل كل الجهود لوقف إطلاق النار فى غزة

زيزو يواصل الانتظام فى مران الزمالك لليوم 14 والرمادى يتمسك بقراره

وزير النقل يناشد المواطنين عدم السير فى الحارة المخصصة للأتوبيس الترددى


صورة تذكارية تجمع رؤساء الوفود المشاركة بالقمة العربية فى العراق

إخطار لاعبى الزمالك بالتدريب على ملعب النادى بعد غموض موقف معسكر الإسماعيلية

زعيم كوريا الشمالية يشرف على تدريبات جوية ويدعو لتكثيف الاستعداد للحرب

الإسكان: غلق باب التظلمات بإعلان المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين 5" غدا

مواعيد مباريات اليوم.. نهائى كأس إنجلترا وختام البوندزليجا والدوري الفرنسي

الرئيس السيسى يصل العاصمة العراقية بغداد للمشاركة فى القمة العربية.. فيديو

غرة شهر ذى الحجة فلكياً الأربعاء 28 مايو.. وهذا موعد عيد الأضحى المبارك

عادل إمام.. حكاية زعيم نذرته أمه بطبق فتة عدس

خدمة للمصريين بالخارج.. خطوات وإجراءات شحن الجثامين إلى مصر

عادل إمام.. "بطلي المثالي لأنه مش مثالي"

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى