لصوص الشهادات العلمية على "فيس بوك"

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

أصادف أثناء تصفح ومتابعة "فيس بوك" كل صباح شهادات ماجستير ودكتوراه، وأوسمة، وتكريمات، أغلبها من جهات لا يعرفها أحد، من عينة المنظمة العربية الملكية للعلوم التقنية المعاصرة المتقدمة، أو الجمعية الفنية المرجعية البيئية التابعة للجامعة الرقمية الدولية، أو أى عبارة تنتهى بالأمم المتحدة، أو قل ما شئت، فأغلب هذه الشهادات تستخدم فقط على الفضاء التخيلى من أجل اللايك والشير والمتابعة على وسائل التواصل الاجتماعى، ولا يتحمل أصاحبها عناء اقتناء "البرواز" أو حتى الطباعة.

الأغرب من الرسائل والمناصب والدرجات العلمية الوهمية الفيس بوكية، أن التهانى الحارة تنهال على أصحابها وكأن فتحاً مبيناً تجلى، مع العلم أن هؤلاء لم ينالوا سوى الشهادات المرحلية "قبل الجامعية" أو الإعدادية فى بعض الحالات، وهذا بالطبع يدعونا إلى تأمل هذه الظاهرة "السخيفة"، التى تظلم الدرجات العلمية، وتنتقص من قدر أصحابها، وتجعل كل من هب ودب يطلق على نفسه ألقاباً وأسماءً دون حق، بل يستخدمها بعضهم فى النصب والاحتيال على العامة والبسطاء.

مؤخراً جاءتنى مجموعة من الإضافات على الفيس بوك من رجال وفتيات، ظننت أنهم من الجماهير السوية العاقلة، إلا أن المفاجآت كانت أسرع وأدهش من ذلك بكثير، فأصادف يوميا منشورات عن تكريمات من جهات لم أسمع عنها، وشهادات بشعارات محلية وأجنبية "مضروبة"، بل إن الأمر تجاوز لوجود شخص بعينه يعمل تحت غطاء إعلامى، كل ما يقدمه فى الحياة هو تكريم مجموعة من العاملين في المجال الصحافة بصورة شهرية، "أغلبهم من السيدات" وهذا يتم مع نفس الأشخاص والضيوف دون تغيير، وكأنه متعاقد مع مكتب لتوريد الشهادات والدروع!!

الحالة التى أتحدث عنها موجودة ونرصدها جميعاً وتقودنا وترشدنا إلى ضرورة حظر هذه النماذج من التواصل الاجتماعى والإنسانى بأكمله فهم ليسوا أكثر من مشاريع نصابين صغار، يعطون لأنفسهم درجات علمية وأدبية لا يعلمون عنها شيء ولا يستحقونها، فهذا أستاذ دكتور، وهذه أديبة وروائية، وتلك إعلامية ومُدربة محترفة للصحافة، دون أن تكون هناك أى مهارات أو خبرات حقيقية لهؤلاء، فهم أشبه بمن كانوا يقتحمون المؤتمرات في الماضى تحت غطاء صحفى أو إعلامى مزيف من أجل الحصول على وجبة غداء، والحمد لله تراجعت أو اختفت هذه الظاهرة بعدما أخذت الفنادق وقاعات المؤتمرات فى تدقيق هويات وبطاقات الحضور.

النصب والاحتيال موجود فى كل دول العالم بصور وأشكال مختلفة، لكن الاحتراف يظل أهم سمات النصاب، إلا أن هؤلاء الغشاشون لا يجيدون فنون النصب أو "الكذب المتساوى" كما يقول أبناء البلد، فلا يوجد شخص يُكرم يومياً أو يحصل على شهادات علمية وفنية بمعدل 3 مرات فى الأسبوع، لذلك علينا أن نتخلص من هؤلاء سريعاً وسوف أبدأ بنفسى، فمن أحكى عنهم يخترقون قوائم أصدقائنا ويحاولون تكوين شبكة علاقات وروابط وهمية تساعدهم في التخطيط للغش والاحتيال فاحذروهم..

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تأجيل محاكمة هدير عبد الرازق وطليقها أوتاكا فى نشر فيديوهات خادشة

البنك الأهلي ينتظر عرضا رسميا من بيراميدز لضم أسامة فيصل

منح وزير التموين وبعض موظفى الوزارة صفة الضبطية القضائية

التشكيل المتوقع لمنتخب مصر أمام نيجيريا.. الشناوي في حراسة المرمى

وزارة التعليم تكشف آلية سداد مصروفات المدارس الرسمية للغات


الأهلي يوافق على انتقال شكري وبيكهام وكمال لصفوف سيراميكا في يناير

مواعيد مباريات اليوم.. مان يونايتد ضد بورنموث ونصف نهائي كأس العرب 2025

العثور على جثتى المخرج روب راينر وزوجته وفتح تحقيق جنائى

4 يناير بدء امتحان نصف العام فى المواد غير المضافة و10 للمواد للأساسية

الأهلى يدرس غلق ملف تمديد تعاقد أليو ديانج.. اعرف التفاصيل


عيد ميلاد إنعام سالوسة ومسيرة 60 عاما.. من الأكورديون إلى ليالى الحلمية

القنوات الناقلة لمباريات كأس أمم أفريقيا 2025 بمشاركة منتخب مصر

تحريات لكشف غموض العثور على جثة سيدة في الجيزة

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر

مشاهد صادمة لفيضانات إقليم آسفى بالمغرب وارتفاع القتلى إلى 21.. فيديو وصور

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 15-12-2025 والقنوات الناقلة

العوضى يحتفل بعيد ميلاده بتوزيع 300 ألف جنيه ويعلق: السنة الجاية مع المدام

محاميه طلب البراءة.. الجنايات تكشف سبب عقوبة المعتدى على الطفل ياسين؟

حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى