"البشندى" ضمن أفضل 10 قرى فى مصر.. قرية بنت نفسها بـ 5 قروش.. الأكبر فى إنتاج السجاد اليدوى بالوادى الجديد.. وتستعد للمنافسة على الفوز بجائزة التميز الحكومى بعد مسيرة 4 عقود من الكفاح والاعتماد على النفس.. صور

الوادى الجديد - ماهر أبو نور

السبت، 23 يناير 2021 12:30 م

"البشندى" الاسم الذى يعرفه كل أبناء الوادى الجديد وينتابهم حالة من الفخر والتحدى والإصرار لما يعرفونه عن تاريخ هذا الاسم وحكاياته على مدار 43 سنة من العمل والاجتهاد والتماسك والعمل الجماعى فى قرية تتوسط الصحراء على أطراف واحة بلاط التابعة لمحافظة الوادى الجديد والتى جرى اختيارها ضمن أفضل 10 قرى منتجة ومتميزة على مستوى الجمهورية للمنافسة على جائزة التميز الحكومى حيث انتهت القرية من كافة الاستعدادات والتجهيزات واستقبلت لجان التقييم وسط حالة من التفاؤل والاستعداد والجاهزية التلقائية فهم دوما فى حالة عمل وإنتاج لا يتوقف .

ويرجع سبب اعتزاز أهالى واحات الوادى الجديد بهذا الاسم إلى قصة كفاح عاشها أهالى القرية منذ عقود حيث كانوا يعيشون حالة من الكساد والفقر الشديد بسبب سوء الظروف المعيشية آنذاك وهو ما استدعاهم لأن يقرروا تحديد مصيرهم بأنفسهم بالاعتماد على النفس بعد أن توفى أحد أهالى القرية عام 1979 م ولم يجد أهله ثمن الكفن فقام الأهالى بجمع تبرعات من البيوت عبارة عن 5 قروش لتجهيز المتوفى وبعد أن تبقى مبلغ مالى فكر الأهالى فى تنفيذ مشروع إنتاجى لصناعة السجاد والكليم وبدأوا فى المشروع حتى تحقق الحلم وأصبحت القرية الفقيرة هى القرية السياحية الأولى فى المحافظة .

وعلى مدار تلك السنوات قاد خلية العمل بالقرية الحاج عبد السلام سنوسى وهو من رموز العمل التطوعى وصاحب فكرة تأسيس أول جمعية تنموية بالقرية ساهمت فى تحويل القرية إلى قلعة صناعة السجاد اليدوى والكليم بدأت من حجرة كانت عبارة عن مركز لتدريب الفتيات على الخياطة، ثم غرفتين وتنامت حتى أصبحت تضم أكثر من 20 مشروعا إنتاجيا يشمل صناعة الكليم والسجاد والغزل ومطحن الغلال وفراكة أرز ومركز تدريب فتيات على الخياطة وأعمال الخوص والتنمية البيئية والتى تضم مشروع الصرف الصحى والتشجير والقمامة وتربية الأغنام والأبقار ومزرعة الخير لإنتاج الخضروات والفاكهة .

وقال الحاج عبد السلام سنوسى رئيس مجلس إدارة الجمعية فى تصريح خاص لــ" اليوم السابع " إن فوز القرية ضمن أفضل 10 قرى على مستوى الجمهورية هو تتويج لمسيرة كفاح أهالى القرية ويكلله هذا التتويج الفوز بالجائزة حيث إن جميع أهالى القرية يعملون بإخلاص وتفانٍ ونجحوا بهذه الروح فى تحقيق نموذج إنتاجى متكامل ساهم فى تحقيق طفرة انتاجية من الصناعات اليدوية التى تتميز بها المحافظة وساهم فى الحفاظ على التراث الواحاتى الأصيل.

وأضاف عبد السلام أن اللواء محمد الزملوط محافظ الاقليم له الدور الابرز فى توفير كافة سبل الدعم والمؤازرة لاهالى القرية فهو دائما ما يوجه بتذليل كافة الصعوبات ويتابع بصفة يومية ما تحقق على ارض الواقع من مشروعات مؤكدا على ان رئاسة مركز بلاط والوحدة المحلية القروية بالبشندى لا يتأخرون عن توفير الخدمات ومتابعة العمل فى المشروعات الخدمية للمواطنين تحت اشراف المهندس عبد الحكم جبالى رئيس المركز والمهندس ماهر حسين رئيس القرية .

وأشار سنوسى إلى أن القرية انتهت بالفعل من كافة الاستعدادات التى تؤهلها للفوز باللقب ولديها سجل حافل بالانجازات الحقيقية التى ساهمت فى صنع علامة مسجلة فى مجال صناعة السجاد اليدوى ويتبعها سلسلة من المشروعات الاخرى المتميزة التى تم تنفيذها بالجهود الذاتية وبدعم من الاجهزة التنفيذية المختصة.

وكانت الوحدة المحلية لمركز ومدينة بلاط أعلنت عن الانتهاء من كافة الاستعدادات الخاصة بمسابقة التميز الحكومى وشملت انهاء كافة اعمال البناء وأعمال ترقيم ودهان واجهات منازل القرية من الخارج بلون موحد وتسليم المواطنين أراضى مخصصة لنقل الزرائب خارج الكتلة السكنية، بجانب تطوير الميادين والممشى السياحى على الطريق الدائرى والتخلص الآمن من كافة صور العشوائيات والمناطق المتهالكة، حفاظًا على الطابع الجمالى والمظهر المشرف نحو الرقى والتحضر.