دعاة عصر السادات.. متى بدأ الخطر؟

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
يملك الكاتب الصحفى وائل لطفى مشروعا مهما يكتب عنه يتعلق بالدعاة وعلاقتهم بالمجتمع المصرى وقدرتهم التأثيرية ودورهم فى صناعة المجال العام، ومؤخرا صدر له كتاب بعنوان "دعاة عصر السادات" عن دار العين للنشر، والكتاب "مهم" وتأتى أهميته من زوايا عدة، منها أنه تقريبا يغير وجهة نظرك فى الكثير من الشخصيات التى ملأت الدنيا وشغلت الناس.
يمكن أن تنظر إلى فترة السبعينيات من القرن العشرين، من الزاوية التى تريدها، بعضنا يرها مرحلة نصر أكتوبر، وبعضنا يعتبرها نهاية الناصرية، آخرون يتحدثون عن الانفتاح والأزمات الاقتصادية، لكن وائل لطفى ينطق من فكرة أنها المرحلة التى صبغت المجال العام بالصبغة الإسلامية الشكلية، وأنها فترة انطلاق ما صار يسمى بعد ذلك بـ الدعاة الجدد.
عندما انتهيت من الكتاب تيقنت أن لا شىء خالص، كل الأمور متشابكة ومتداخلة، حتى مرحلة عودة الإخوان المسلمون للحياة السياسة فى مصر بعدما همشهم النظام الناصرى، نجد من يقول لنا، إن الأمر بدأ في نهايات عهد جمال عبد الناصر، وأن السادات زاد فى الأمر فقط، ولكن وائل لطفى يرى أن ما فعله السادات مع الجماعة كان  جديدا ومختلفا فى كل شىء، لقد فتح الباب واسعا أمامهم، وهذا ما كانوا يحتاجونه، لقد كانت البداية فى الجامعات، وهنا عاد الكتاب إلى مذكرات عبد المنعم أبو الفتوح" الذى أسس الجماعة الإسلامية فى بداية السبعينيات فى جامعة القاهرة، ليؤكد أن التحولات التى صار على المجتمع الإسلامى مواجهتها خطيرة جدا.
فى الكتاب سوف تجد كلاما مهما عن الشيخ الشعراوى، وعن علاقته بالسياسة وبالإخوان المسلمين، عن مدحه للملك، وحبه للوفد، عن آرائه ومواقفه وفتاويه، لقد كانت المعلومة الأغرب بالنسبة إلىَّ أن الشيخ الشعراوى منذ بدايات الخمسينيات وحتى منتصف السبعينيات كان تقريبا خارج مصر.
المهم أن الكتاب يتحدث عن أشياء كثيرة تخص الشيخ الشعراوى منها، ذكاؤه فى التواصل مع الناس، وكيف أن التليفزيون أفاده بشكل كبير، ويتحدث عن علاقته بالسادات، وأمور أخرى كثيرة.
 
كذلك نجد فى الكتاب كلاما مهما عن الشيخ كشك وسخريته من المجتمع، مؤكدا أنه بمثابة "توك شو" فقد كانت خطبه تعليقا على أحداث يقدمها بالطريقة التي يريدها، فيقيم قياسات غير منطقية، وقد فعل الشيخ كشك كل ما فعل فيما لا يتجاوز السبع سنوات (1974-1981) وبعدها صمت الرجل، ولكن ظل المصريون يجترون خطبه ويتأثرون بها، كما يتحدث الكتاب عن علاقته بالسادات، وعن معاركه ضد الفنانين وضد المثقفين.
فى الكتاب كلام عن الشيخ محمد الغزالى، الرجل الذى يقوده عقله فيخرج من جماعة الإخوان المسلمين ولكنه يظل منتميا إليهم بصورة ما، ولدينا أيضا جزء مهم عن عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر فى هذه الفترة، وعن رغبته العارمة فى خلط الدين بالسياسة.
وألقى الكتاب ضوءا مهما على شخصية إبراهيم عزت مؤسس جماعة التبليغ والدعوة، وكشف عن وجوه له ليست معروفة ولا مشهورة، بينما كان السيد سابق مكشوف الوجه فهو "مفتى الدم" كما يطلق عليه، وفى النهاية يأتى أحمد المحلاوى، الذى اكتسب شهرته من هجوم السادات عليه، فى آخر خطبة للرئيس فى مجلس الشعب فى سبتمبر 1981.
الكتاب لا يورد هذه الشخصيات بصورة عشوائية، بل يوجد خيط واحد يجمعها هو علاقتها بجماعة الإخوان المسلمين، بطرق متعددة سواء بالتواصل المباشر أو بتبى أفكارها، كذلك قدرتها على الانتشار والتأثير في البيوت المصرية.
وفى النهاية أقول، إن هذا الكتاب يستحق القراءة، لأنه يكشف لنا كيف اختلط الأمر علينا، وكيف استغلنا البعض، كما يوضح لنا كيف كانت تسير مصر في السبعينيات.

موضوعات متعلقة

سعاد حسنى .. بحثا عن الحب

سعاد حسنى .. بحثا عن الحب الثلاثاء، 26 يناير 2021 11:06 ص

متحف 25 يناير

متحف 25 يناير الإثنين، 25 يناير 2021 10:14 ص

قل وصيتك يا إمام

قل وصيتك يا إمام الأحد، 24 يناير 2021 10:15 ص

الكتاب فى البيت الأبيض

الكتاب فى البيت الأبيض السبت، 23 يناير 2021 10:26 ص

 محمد فريد.. الزعيم الحق

محمد فريد.. الزعيم الحق الأربعاء، 20 يناير 2021 11:06 ص

المومياوات فى ثقافة المصريين

المومياوات فى ثقافة المصريين الثلاثاء، 19 يناير 2021 10:49 ص

لماذا يحب المصريون داليدا؟

لماذا يحب المصريون داليدا؟ الأحد، 17 يناير 2021 10:33 ص

بهاء طاهر والصمت

بهاء طاهر والصمت الأربعاء، 13 يناير 2021 11:46 ص

البرلمان والثقافة.. رسائل مبكرة

البرلمان والثقافة.. رسائل مبكرة الثلاثاء، 12 يناير 2021 10:42 ص

ترس فى ماكينة

ترس فى ماكينة الإثنين، 11 يناير 2021 10:37 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزير المالية: برنامج جديد لرد أعباء الصادرات بقيمة 45 مليار جنيه في موازنة 2025/2026

عسل النحل هدية ثمينة من الطبيعة للبشر لكن هل فكرت يوما فى رحلة تكوين هذه القطرات الذهبية؟.. "اليوم السابع" قررت معايشة إنتاج العسل من الرحيق حتى المائدة.. ورئيس النحالين العرب يوضح كيفية تنقيته من الشوائب

سموحة يجدد الثقة في حسين زكي مديرًا فنيًا لفريق رجال اليد للموسم 2025-2026

الداخلية تكشف حقيقة إشهار عامل بمطعم سكينا خلال مشاجرة.. فيديو

المبشرون بالسفر.. تفاصيل رحلة الأهلي إلى أمريكا للمشاركة في مونديال الأندية


شبورة على الطرق الزراعية ورياح وأتربة على جنوب الصعيد.. تفاصيل الطقس غدا

التايمز البريطانية تكشف اسم خليفة السنوار فى قيادة حماس

الصحة العالمية تكشف مخاطر التدخين: النكهات تخفى الحقيقة لا تنخدع بالأكاذيب

رابطة الأندية تعلن عقوبات الجولة التاسعة من المرحلة النهائية

بوادر أزمة جديدة في الأسواق العالمية.. الرئيس دونالد ترامب يشدد لهجته والصين ترد.. الأسواق تتفاعل بقوة وتراجع في المؤشرات والأسهم.. الذهب يقفز 1.9% في أولى جلسات هذا الأسبوع إلى أعلى وتيرة صعود يومي


رسميًا.. انطلاق الموسم الجديد من الدوري الممتاز 8 أغسطس

ذكرى ميلاد حاتم على.. أعمال خلدت باسمه في تاريخ الدراما العربية

مواعيد فتح محطات الأتوبيس الترددى بعد تشغيله للجمهور

اتحاد الكرة: عقد زيزو مع الزمالك ينتهى بعد مواجهة نهائي كأس مصر

شاهد شكل تذكرة الأتوبيس الترددى وأسعارها بعد تشغيله

موجة انفصالات تهز الوسط الفني.. أحمد السقا وتامر عبد المنعم الأحدث

باختصار.. أهم الأخبار العربية والعالمية حتى الظهيرة.. رئيس وزراء السودان يعلن حل الحكومة..الصين تتهم أمريكا بانتهاك الهدنة التجارية وتتعهد بـ "إجراءات صارمة"..زلزال بقوة 6 درجات يضرب قرب جزيرة هوكايدو اليابانية

بعد تأهل بيراميدز.. تعرف على جوائز كأس إنتركونتيننتال

وصول الوفد الأوكرانى اسطنبول لعقد الجولة الثانية من المحادثات مع روسيا

تقرير لجنة واقعة "قصر ثقافة الأقصر": حُفر ونفق بطول 9 أمتار تجاه طريق الكباش

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى