"الإسلام السياسي" في أوروبا.. إشكالية المتدينين والمتطرفين (2)

محمد ثروت
محمد ثروت
محمد ثروت

التعريف الأوروبي لمصطلح" الإسلام السياسي"، الذي قدمه مركز توثيق الإسلام السياسي بالنمسا، والسعي نحو تجريمه في القوانين الأوروبية، أثار مخاوف باحثين ألمان مرموقين، لما تضمنه من عدم التمييز والتدقيق بين المسلمين المحافظين والمتأسلمين، والخوف من شيطنة أسلوب حياة المتدينين المحافظين، والخلط بينها وبين ظواهر مرفوضة كالدعوة للعنف أو ممارسته من قبل بعض تيارات متطرفة تؤيد العنف قولا وفعلا في المجتمعات الأوروبية، وتسعى للانفصال عن مجتمعاتها وإقامة نموذج انعزالي يشبه "الجيتو" أو تيارات متأسلمة مرتبطة بتنظيمات دولية و أخرى تريد الحفاظ على الهوية الحضارية دون المساس بالانتماء للدولة الوطنية.  

فبينما يريد المستشار النمساوي “رئيس الحكومة" سيباستيان كورتس، تجريم الظاهرة برمتها، فيقول في مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" الألمانية:      

"أتوقع نهاية التسامح الذي يُفهم بشكل خاطئ وإدراكا من كل الدول الأوروبية للخطر الذي تشكله إيديولوجية الإسلام السياسي على حريتنا ونموذج العيش الأوروبي".

ردت عليه أكبر أستاذة للدراسات الإسلامية بألمانيا الدكتورة جودرون كريمر عضو مجلس العلوم الألماني، قائلة: "الجهود المبذولة لإدخال الإسلام السياسي" كجريمة جنائية، كما هو الحال في النمسا، "سخيفة" طالما لم يتم تعريفها بدقة، وإن محاولة فرض أهداف المرء بالقوة هي بالطبع جريمة جنائية".

وطالبت كريمر بضرورة التمييز الدقيقً بين الظواهر وعدم المساواة بين مصطلحات "الأصولية الإسلامية" و "الإسلاموية" و "الإسلام السياسي".

وعبورا فوق رأي الدكتورة كريمر أرى أن التجريم يجب أن يتم في حدود الخطر، وهو ممارسة العنف أو التحريض عليه والسعي لقلب النظم الدستورية للدول، أما التدين الصحيح بأي دين، فهومن أهم الضوابط لتوجيه سلوك البشر وتصرفاتهم.

إن الحل في نظري يتمثل في النقاط التالية:

أولا: ضرورة تعريف دقيق للظواهر المرتبطة بالراديكالية والتطرف، والتمييز بينها وبين التدين وأشكاله وبين الإسلام كدين يضم تيارات متنوعة.

ثانيا: مواجهة التيار المتطرف تتطلب تدريب الأئمة هناك وإتقانهم للغة والثقافة والقوانين الأوروبية.

ثالثا: مواجهة خطاب الكراهية وظاهرة العنصرية ضد المسلمين في المجتمعات الأوروبية، من خلال القوانين الرادعة.  

رابعا: أن يكون هناك تعاون بين الدوائر الغربية والأوروبية ومراكز ومؤسسات بحثية في العالم الإسلامية، للوقوف على تعريف دقيق للمصطلحات، وعدم الخلط بينها.

خامسا: محاصرة البيئة الحاضنة للإرهاب تعني إدماج المجتمعات المهاجرة في النظام التعليمي والمساواة في فرص التوظيف والعمل العام في المجتمع المدني.  

سادسا: في أي دين وأي أقلية يوجد نموذج طيب وآخر شرير، فلا يجب التعميم المخالف لأبسط قواعد العلم والإنسانية.

                 

     

  

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يستطلع رأي ريبيرو بشأن عروض الإعارة لـ محمد عبد الله

بي اس جي ضد الريال.. مشوار عملاقي أوروبا إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية

الطقس اليوم الأربعاء 9-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء

محاولات أهلاوية لإعارة محمد ياسر في الدوري المحلي ..اعرف التفاصيل

"إنت الوحيد".. أغنية من كلمات وألحان تامر حسني في ألبومه بتوقيع شريف مكاوي


محاولات لإنهاء أزمة سيف الجزيرى في الزمالك

قمة إفريقية أمريكية مصغرة.. ترامب يستضيف قادة 5 دول أفارقة فى البيت الأبيض.. واهتمام متزايد لواشنطن بمنطقة الساحل الإفريقى.. وقانون النمو والفرص مطروح للنقاش.. والأولويات هى الحد من التطرف والهجرة غير الشرعية

بعد ملاحقة إبراهيم سعيد للحجز على ممتلكاته.. اعرف المستندات اللازمة للدعوى؟

محمد صلاح يزين قائمة الأكثر موهبة في تاريخ ليفربول

قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة


مرسى مطروح مصيف السعادة.. متعة السباحة والمناظر الخلابة تُحسن المزاج وتجدد النشاط.. ملايين المصريين والسياح أسرى طبيعة مطروح البكر.. والشواطئ على موعد مع ذروة المصيف والصخب الجميل بعد نهاية امتحانات الثانوية

محمد صلاح ضمن نجوم تستحق المتابعة في أوروبا قبل إنطلاق الدوري الإنجليزي

أحمد حداد يتعاون مع لطيفة فى "هوينا هوينا" ضمن ألبومها الجديد

حبيبتى ملاك الأغنية الوحيدة من كلمات أمير طعيمة بألبوم الهضبة "ابتدينا"

ترامب يعلن حضور نهائى كأس العالم للأندية 2025

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

ترك أعمالا مميزة واعتزل التمثيل فى الستينيات.. ذكرى ميلاد حسين صدقى

صورة قديمة للراحلة رجاء الجداوى فى شبابها تستمع بالمصيف

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

الحماية المدنية تواصل عمليات تبريد حريق سنترال رمسيس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى