دار الإفتاء تعلن عن موسوعة علمية تجمع مبادئ وأركان العملية الإفتائية

دار الافتاء المصرية
دار الافتاء المصرية
كتب لؤى على
  • دار الإفتاء تدعم التطبيق الأمثل له على المستوى المهارى والمؤسسي

  • مستشار مفتى الجمهورية يعلن عن موسوعة "المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية" ضمن مشروعات دار الإفتاء فى العام 2021

  • د. إبراهيم نجم: "المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية" ستربط بين العلوم الشرعية والإنسانية والإدارية

  • الموسوعة المرتقبة تعمل على تحقيق أصول الإفتاء وتحرير مقاصده وتمييز قواعده وشرح المهارات اللازمة لتطبيقه

  • "المعلمة المصرية" ستضم مقاصد الفتوى والببليوجرافيا والبحث والاستشراف الإفتائى وكيفية إدارة العملية الإفتائية

 

نالت "عملية الإفتاء" عناية كبيرة من علماء المسلمين قديمًا وحديثًا؛ فقد خصَّ كثير من علماء الأصول "الإفتاء" بالبحث والدراسة فى كتبهم حتى استقر الأمر على كون "الإفتاء" مبحثًا مستقلًّا من مباحث أصول الفقه. كما أفرد العلماء "الإفتاء" بالتصنيف والتأليف؛ ولكن باعتباره مبحثًا من مباحث علم الأصول وفرعًا من فروع علوم الشريعة لا علمًا مستقلًّا؛ وذلك كما أفرد الفقهاء "الفرائض" بالتأليف باعتباره بابًا من أبواب الفقه.

 

ومن هنا كانت هذه العناية من علماء المسلمين مقتصرة على مسائل محددة ومتناولة لجوانب قليلة من "عملية الإفتاء" كآداب المفتى والمستفتى ونحو ذلك مما اشتهر التأليف فيه، ويظهر ذلك واضحًا فى أن "عملية الإفتاء" لم تنل ما تستحقه من الاهتمام من جوانب عدة؛ كجانب فقه الواقع، وكجانب التأصيل والتقعيد؛ حيث اعتبر علم الأصول لها تأصيلًا وقواعد الفقه لها تقعيدًا، وكجانب التطبيق ومهاراته، وكذلك العلاقة بين "عملية الإفتاء" وغيرها من العلوم تأثيرًا وتأثرًا، وغير ذلك كثير.

 

من جانبه يقول الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، أمين الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم-: "إن الأمانة العامة كان لها جهود بارزة فى هذا المجال بما أصدرته من مؤلفات تربط هذا العلم بغيره من العلوم الشرعية والإنسانية والإدارية وتبيِّن تميُّزه واستقلاليته عن غيره".

 

وأضاف أن الأمانة العامة ارتأت أن تكلل هذه الجهود القديمة والحديثة والمعاصرة بما يمكن أن يعدَّ الولادة الكاملة لعلم الإفتاء؛ وذلك بتحقيق أصوله وتحرير مقاصده وتمييز قواعده وشرح المهارات اللازمة لتطبيقه وبيان مصادره وتاريخه وما يمكن أن يستفيده من العلوم الإنسانية والإدارية؛ وذلك بأن أعلنته ضمن مشروعاتها المستقبلية فى العام الجديد 2021م، عن إطلاق موسوعة علمية تحت اسم «المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية»؛ تجمع هذه المعلمة مبادئ وأركان العملية الإفتائية؛ وتدعم التطبيق الأمثل للإفتاء على المستوى المهارى والمؤسسي؛ وتهدف الأمانة العامة من ذلك إلى أن يكون "علم الإفتاء" قسمًا مستقلًّا من علوم الشريعة فى الكليات المعنية بدراساتها؛ جامعًا بين التنظير والتطبيق؛ يخرِّج للأمة الإسلامية النماذج المشرفة من علماء الإفتاء ومن المفتين؛ علماء ومفتين يفيدون ممن قبلهم ويسايرون حركة التطور المعرفى والعملى للبشرية؛ لتظل سمة الصلاحية لكل زمان ومكان سمة مميزة للدين الإسلامي؛ ولتكون هذه المعلمة نقطة انطلاق لمعالجة ما يعتور الفتوى من إشكالات فى الكثير من بلدان العالم الإسلامي.

 

وحول الأقسام التى تتكون منها "المعلمة المصرية لعلوم الإفتاء" أوضح مستشار المفتى أنها ستنقسم إلى عدة أقسام تغطى كافة ما يتعلق بالإفتاء، فتبدأ المعلمة بالمقدمات التى تعرف المستخدم بالمشروع والمنهج الذى اتبعته المعلمة فى عرض المادة العلمية وجمعها، والأهداف وخطوات الناتج العلمى، كما أن المقدمة تتضمن مدخلًا رئيسيًّا لعلم الإفتاء، من مبادئ علم الإفتاء، والتعريف بالفتوى والإفتاء، وأهمية الفتوى وحكم الإفتاء، وتاريخ الإفتاء والمؤسسات الإفتائية.

 

وأشار إلى أن القسم الثانى من المعلمة سيختص برصد المفاهيم الإفتائيَّة المستخدمة فى الفتوى قديمًا وحديثًا؛ والعمل على بيان أصولها اللُّغويَّة؛ ومن ثمَّ الوقوف على دقائق معانيها الاصطلاحيَّة، وبيان أهمِّ المؤثِّرات أو القيود أو المحترزات أو الأركان أو الشُّروط ذات الصِّلة بها، ويهدف هذا القسم إلى معرفة المراد بكلِّ مفهوم من المفاهيم الإفتائيَّة؛ ممَّا يسهم بشكل فعَّال فى بيان الثَّقافة الإفتائيَّة وإثرائها؛ وذلك على مستوى المتصدر للفتوى من جهة الإلمام بالمفاهيم ذات الصِّلة بالعمليَّة الإفتائيَّة، وكذلك على مستوى المستفتى من جهة الوقوف على دقائق معانى ما يريده من مفاهيم.

كما أنه يساعد فى تسهيل علم الإفتاء، وتقريبه إلى غير المتخصِّصين؛ وما يترتَّب على ذلك من وضع الأمور فى محلِّها الصَّحيح من خلال إيضاح تلك المفاهيم، والإسهام فى القضاء على الأغلاط الحادثة النَّاتجة عن سوء الفهم لبعض المفاهيم ذات الصِّلة بالعمليَّة الإفتائيَّة.

 

وأوضح أن المعلمة خصصت لمقاصد الفتوى القسم الثالث منها لعرض المقاصد الكلية للفتوى مع ذكر تطبيقاتها فى فتاوى المؤسسات المعتمدة فى المسائل المستجدة، وكذلك بيان أثر اعتبارها فيما يُستشرف من مسائل مستقبلية يُتوقع فى الأجل القريب أن تكون قيد الاستفتاء.

 

وبجانب تلك المقاصد سيتناول القسم ذاته القواعد والضوابط الإفتائية، فالفتوى ترتبط بالواقع وهى معنية أكثر بتطبيق المقاصد الشرعية فعليًّا، وتطبيق هذه المقاصد يتعلق باختيار الحكم الشرعى الذى يحقق المصالح الكلية الكبرى؛ ومن هنا كانت الفتاوى الصادرة من المؤسسات الإفتائية المعتمدة منضبطة بعدة قواعد وضوابط واختيارات حاكمة لها ومنثورة فى ثنايا فتاواها اعتمدتها هذه المؤسسات لأنها الأنسب لتحقيق المقاصد الشرعية، فحرصت الموسوعة أن تتضمن تلك القواعد والضوابط فى هذا القسم.

 

وقال الدكتور نجم: "وحيث أن المتصدر للفتوى هو مرتكز العملية الإفتائية وعليه مدارها، كان الاهتمام بتأهيل المفتين هو أهم جوانب صناعة الفتوى، وفى هذا السياق جاء القسم الرابع من المعلمة (تأهيل المفتين) وهو قسم يستعرض أهم علوم الإفتاء اللازمة لتأهيل المفتين، ثم المهارات الإفتائية التى يجب أن يتمتع بها المتصدر للفتوى وطرق صقلها وتنميتها واستخدامها فى عملية الفتوى".

 

وأضاف أنه مع تعدد أساليب الفتوى وامتياز كل أسلوب عن الآخر فى المهارات الخاصة به وفى طرق الإفتاء وضوابطه، ناقش ذلك القسم الأسس والأساليب العلمية للإفتاء، واستعرض أهم الأسس العلمية التى تقوم عليها صناعة الفتوى، وأبرز الأساليب الإفتائية وآلية الفتوى وفق كل أسلوب منها.

 

وأما القسم الخامس من المعلمة فأشار إلى أنه يختص بالبحث الإفتائى، حيث يعُنى هذا القسم بعرض وتأصيل مناهج البحث فى الدراسات الإفتائية لتكون معينًا للدارسين والباحثين الذين هم بصدد البحث والتأليف فى مجال علوم الفتوى، ولتكون المعلمة داعمًا حقيقيًّا للدراسات الأكاديمية فى مجال الإفتاء.

 

كما اهتمت المعلمة بالجانب الببليوجرافى لعلوم الإفتاء، ورصدت عددًا كبيرًا جدًّا من مصادر الفتوى التى احتوت على مسائل العلم نظريًّا كان أو تطبيقيًّا.

 

وأضاف مستشار مفتى الجمهورية أنه نظرًا للتشابك الكبير بين علم الفتوى وغيره من العلوم الاجتماعية فسوف تخصص المعلمة جزءًا خاصًّا بعلاقة الفتوى بالعلوم الاجتماعية ونقاط التقاطع والتأثير والتأثر بينهما، وكيف يمكن الاستفادة من الفتوى فى العلوم الاجتماعية والعكس.

 

وعن الحوادث والنوازل المستجدة التى تحتاج إلى أحكام فورية حاضرة لمعالجتها والتعامل معها، أشار نجم إلى أنه كان من الضرورى أن تشغل قضية الفتوى المستقبلية حيزًا من المعلمة، لتشرح الفقه الافتراضى وأهميته وماهية الفتوى المستقبلية وضوابطها وأهم تلك الفتاوى المستقبلية التى من شأنها أن تفتح الباب فى هذا المجال وتشجع على ذلك النوع من الفقه ومن استشراف المستقبل الإفتائي.

 

أما عن القسم السادس والأخير من "المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية" فأوضح مستشار مفتى الجمهورية أنه سيتناول إدارة العملية الإفتائية، وقضية مأسسة الفتوى، وأهميتها، وطريقة العمل المؤسسى وانعكاس ذلك على المنتَج الإفتائى، وتطبيق التميُّز المؤسسى فى دور وهيئات الإفتاء عبر أحدث أساليب الإدارة، وإدارة المعرفة فى المؤسسات الإفتائية، وبيان التكوين البشرى للمؤسسة، والوظائف التى تحتاج إليها المؤسسة الإفتائية، والمؤهلات العلمية لكل وظيفة والمهارات اللازمة لها، وطرق استغلال الموارد البشرية داخل المؤسسة الإفتائية على الوجه الأمثل.

 

كما خصصت المعلمة لقضية التخصص الإفتائى جزءًا يتناول المقصود بالتخصص الإفتائى، وأهمية الدفع فى اتجاه التخصص الإفتائى، واعتباره تخصصًا منفردًا له مقوماته ومهاراته الخاصة، وكيف يمكن تحقيق ذلك التخصص.

 

وتابع نجم: "إن المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية لتُعتبر ولادةً حقيقيةً لعلوم الفتوى والإفتاء لاشتمالها على جميع ما يتعلق بالعملية الإفتائية تعريفًا وتأسيسًا وبناءً علميًّا وبشريًّا وإدارةً؛ لتصبح المعلمة بذلك مُرتكزًا صلبًا لجميع المعنيين بالفتوى وعلوم الإفتاء فى العالم".

 

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جنازة فى ضوء نجمة أغسطس.. رحيل صنايعى الحكى والضمير آخر عناقيد أدباء السرد فى جيل الستينيات.. "صنع الله إبراهيم" سيرة عقل صاخب وقلم وقور وروح حملت آمال مجتمع كامل

الإدارية العليا تنظر طعون انتخابات الشيوخ من اليوم حتى 24 أغسطس

قرار جديد من النيابة بشأن المتهم بإصابة 4أشخاص وإتلاف 3سيارات بكوبرى أكتوبر

وسائل إعلام: شركة عسكرية أمريكية تضع خطط خاصة لتطهير هايتى من العصابات خلال عام واحد

الهند تعلن ارتفاع حصيلة عاصفة مطيرة فى "جامو وكشمير" لـ 160 قتيلا ومصابا


نانسى عجرم: بقرأ أخبار حلوة عن أنغام.. أتمنى تكون صحيحة ونرجع نشوفها بأسرع وقت

من بناء الهيكل إلى محو الفلسطينيين.. أبرز شطحات الإسرائيلي المتطرف بن غفير

مقتل عنصرين جنائيين شديدى الخطورة فى تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة

قلبى على ولدى انفطر.. القبض على شاب لاتهامه بقتل والده فى قنا

سعر الذهب فى مصر يتراجع بالأسواق.. وعيار 21 يسجل 4540 جنيها


موقع معزول ومحصن أمنيا.. تعرف على القاعدة المستضيفة للقاء ترامب وبوتين

مصير المطلقة المتمكنة من شقة "إيجار قديم" بعد إقرار القانون الجديد

أخيرا.. موعد انكسار الموجة شديدة الحرارة وانخفاض الدرجات

أنقذها القومى للطفولة مرتين.. نجاة فتاة أبو المطامير من الزواج بعمر 16 عاما

أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات.. تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر

غدا.. بدء تنسيق وقبول طلاب مدارس المتفوقين والنيل الثانوية الدولية 2025

حسام حسن يستقر على 25 لاعبًا لمباراتي إثيوبيا وبوركينا فاسو

الإمارات تدين تصريحات نتنياهو بشأن "رؤية إسرائيل الكبرى" وتصفها بـ"الاستفزازية"

البرازيلي خوان ألفينا يترقب الظهور الأول مع الزمالك

للأزواج.. ماذا تفعل حال ملاحقة زوجتك لك لسداد قائمة منقولات بقيم مبالغة؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى