قل لى أيها الأرق.. ماذا تريد؟

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم أحمد إبراهيم الشريف

"رئتاى مفتوحتان على البحر/ وقلبى على الضجر/ وعيناى على الأرق/ ويداى ممدودتان للأحلام/ التى لم تأت بعد"

عندما تقرأ "كتاب الأرق" للشاعر سامح قاسم، ستجد نفسك تعيد قراءته مرة وأكثر، ستنتابك رغبة قوية فى معرفة كيف يُخلص الشاعر لفكرة ما، ويتتبعها بهذا الدأب الشعري، ويرصد كل تفاصيلها. 

النوم/ ما أحلاه/ موجات من المحبة/ لو لم تكبحها/ الكوابيس

يعرف سامح قاسم أن للأرق معجما فلجأ إليه، واستعان به، فى تقديم صوره، فخاطب الليل والنهار، تحدث عن النوم وجعله يشبه المحبة، وتحدث عن اليقظة وما تثيره من فزع، بينما الكوابيس تهدد كل شيء. 

فى النوم/ يموت البعض/ وأنا تميتنى/ اليقظة

لو نظرنا إلى الذات الشاعرة سوف نرى تشاؤما يسرى فى النصوص، يمسك فى الكلمات ويخاطب القارئ، يقول له اغمض عينيك، لا شيء يستحق.

الأرق / لا يتسامح أبدا/ ولا أمل فى النجاة من نصله/ الجارح/ ومتمسك جدا/ بدوره/ فى إثبات بذاءة/ النهار

فى الكتاب نرى كل شىء يدور حول الأرق، وما يفعله فى الإنسان، إنه يلعب دور البطولة، ويحكم سيطرته على كل شيء، إنه جارح مثل نصل سيف، عنيد لا يتنازل أبدا عن دوره المؤذي، يريد أن يكشف السوء حتى فى النهار.

يقولون إن النوم/ موت صغير/ فإذا كان ذلك/ كذلك/ فلا ريب أن الأرق/ هو الجحيم

الجحيم هو الكلمة التى يخشاها المبدعون دائما، تمثل لهم هاجس خوف، ولكنه عادة ما يأخذ معانى ودلالات مختلفة، والجحيم هنا هو الأرق، بما يدل على ألمه ووجعه لأنه يستدعى تصوراتنا الدينية والتراثية بشكل عام عن الجحيم ووحوشه وناره التي نخشاها ونتمنى أن نبعد عنها. 

الذين لا ينامون باستفاضة/ عيونهم كقروح الأرض/ تنبت الأعشاب/ الضارة

يدفعنا النص الشعرى للتعاطف بقوة مع هؤلاء المصابين بالأرق، إنهم لا ينامون باستفاضة، إن عيونهم "موجوعة وموجعة" مثل قروح، وبالطبع لو كانت هذه القروح أرضا، فهي لا تنبت شيئا ذا قيمة، فقط تنب أعشابا ضارة ومؤذية للنفس والآخرين.

الليل/ موطن الغبار/ والفوضى/ وما من فرصة/ للنجاة/ إلا أن تبقى بعيد.

ولكن كيف نبقى بعيدا، خاصة بعدما نفكر مرة ثانية في قراءة الكتاب، والوقوف عند صوره ولغته، موقنين بأن سامح قاسم، ظل كثيرا يتأمل هذه الحالة من الألم النفسى قبل أن يفكر في الكتابة عنها.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

دعاة عصر السادات..  متى بدأ الخطر؟

دعاة عصر السادات.. متى بدأ الخطر؟ الأربعاء، 27 يناير 2021 11:18 ص

سعاد حسنى .. بحثا عن الحب

سعاد حسنى .. بحثا عن الحب الثلاثاء، 26 يناير 2021 11:06 ص

متحف 25 يناير

متحف 25 يناير الإثنين، 25 يناير 2021 10:14 ص

قل وصيتك يا إمام

قل وصيتك يا إمام الأحد، 24 يناير 2021 10:15 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

المصري يستضيف دكرنس فى دور الـ 32 بكأس مصر.. اليوم

القنوات الناقلة لمباراة مصر وزيمبابوى اليوم الاثنين فى كأس أمم أفريقيا

هيئة المساحة: ليلة الإسراء والمعراج 15 يناير 2026

المساحة 150 فدانا.. تفاصيل إنشاء جامعة العاصمة الحكومية بالعاصمة الجديدة

تاريخ مواجهات منتخبات مجموعة مصر فى أمم أفريقيا 2025.. تفوق الفراعنة


مواعيد مباريات اليوم في دور الـ 32 بكأس مصر والقناة الناقلة

زيادة رسوم التأمين الصحى للوافدين لـ100 دينار عن كل سنة بالكويت.. اعرف التفاصيل

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 22 - 12 - 2025 والقنوات الناقلة

مفوضي القضاء الإدارى: استلام الزمالك للأرض منذ 2004 ينفى وجود عوائق

هيئة مفوضى الدولة بالقضاء الإداري توصى برفض دعوى الزمالك ضد سحب أرض النادى بحدائق أكتوبر


نتيجة مباراة المغرب ضد جزر القمر فى افتتاح كأس أمم أفريقيا 2025

حالة الطقس اليوم الإثنين 22 ديسمبر.. أجواء شديدة البرودة وظاهرة خطيرة صباحا

الركراكي: الفوز على جزر القمر لم يكن سهلا.. ودخلنا أجواء البطولة

النيابة تصطحب المتهم بقتل صديقه لاستخراج أجزاء جثمانه المدفونة بالإسكندرية

المشدد 10 سنوات لسائق توك توك حاول التعدي وسرقة سائحة أجنبية بالإمام الشافعى

مقصية خرافية.. الكعبى يضيف ثانى أهداف المغرب ضد جزر القمر (فيديو وصور)

تسرب بنزين من سيارة مواد بترولية حمولة 57 ألف لتر بمحور التسعين فى التجمع.. صور

المتحدث العسكرى: القيادة العامة للقوات المسلحة تنفى صحة وثائق متداولة على السوشيال ميديا

لقاء سويدان فى المستشفى بعد تعرضها لوعكة صحية

التصريح بدفن جثامين 4 أشخاص مجهولى الهوية فى حادث وادى النطرون

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى