"هلال وماسورة ومسمار علام وقرمة" أدوات ممارسة مهنة الأجداد بقنا.. صناعة الجريد حرفة الكسب المتوارثة لـ"عبدالله".. تشاركه الأسرة العمل وتوزع عليهم الأدوار لصناعة الأقفاص والكراسى.. والشتاء موسم تزايد البيع.. صور

تستيقظ الأسرة فى كل صباح لتوزع الأدوار على بعضهم البعض لبداية يوم عمل يساعدهم على الرزق ويستكملون به مسيرة مهنة الآباء والأجداد الذين أتقنوا حرفتها منذ أعوام عديدة وورثوها للأبناء، ففى شارع كبير أطلق عليه شارع السرايرية جنوب محافظة قنا تنشط حرفة صناعة الأقفاص والأسرة والكراسى من جريد النخيل.

الأسرة تشارك الشاب العمل

يجلس الشاب وأمامه قطعة خشبية وممسكًا قطعة حديدية فى يده لتقطيع جريد النخيل تسمى "الهلال" ليبدأ فى تقطع الجريد إلى قطع بمقاسات محددة إعتاد على عملها لينتهى بعد دقائق من عمل القفص الذى يباع للمزارعين وكذلك لتربية الطيور داخل المنزل فى القري، وذلك بمساعدة والدته التى تتواجد بجواره ليستكمل ما كان يقوم به والده من صناعة وحرفة كانت مصدرًا وحيدًا للدخل ومتطلبات الحياة.

الأسرة تشارك عبد الله العمل

يعمل فى الشارع المتواجد به الشاب عشرات الأسر بتلك الحرفة منذ سنوات، وتمثل الحرفة عمل إضافى لبعضهم الملتحق بوظائف حكومية وكذلك أعمال خاصة، كما يقوم البعض بصناعة أشكال جديدة مثل ستائر الجريد والنجف والأشكال الفنية التى استحدثوها من فن الصناعة بحسب ما يطلب الزبائن.

شارع السرايرية

قال عبد الله محمد، 30 عاما، إن صناعة الجريد ورثه عن الآباء والأجداد الذين مارسوها فى الماضى ونقلوها للأبناء لتكون حرفة أساسية تساعدهم على الرزق والكسب بجانب الأعمال الأخرى وتعمل الأسرة بأكملها فى الصناعة بأدوار محددة لكل منهم فمنهم من يقوم بتقطيع الجريد ومنهم من يقوم بالتركيب والتجميع ووضعها المنتج النهائى فى أماكنه المحددة للتسويق فلذلك المهنة تجمع ولا تفرق، تجمع الأسر بجوار بعضهم البعض ويتسامرون ويتبادلون الحكى فيما بينهم وخاصة فى ساعات الصباح وفصل الشتاء للتدفئة على أشعة الشمس.

صانع الجريد بقنا

وأوضح محمد، أن الأدوات المستخدمة فى حرفة الجريد تتكون من قطعة حديدية تسمى "الهلال" وكذلك الماسورة ومسمار علام و"قرمة" خشبية وتعتمد على المجهود العضلى لليد وكذلك قوة تحمل الجلوس لفترات طويلة، وتباع الأقفاص عن طريق تجار تقوم بجمعها من الحرفيين وبيعها للمزارعين الذين يستخدمونها فى الزراعات، وتنشط المهنة فى موسم الشتاء.

عبد الله أثناء العمل

وأشار عبد الله محمد، إلى أنه بسبب جائحة كورونا فى الفترة الماضية وتراجع الإقبال السياحى الذى يعمل الشاب فى مجال حرفة الجريد الذى تعلمه منذ الصغر وما زال مستمر فى العمل به فى الكبر، مضيفًا أن العائلة جميعها تعمل فى الحرفة وتعتمد عليها فى الكسب.

" أماكن العمل ضيقة ونحتاج أماكن مخصصة" بهذه الكلمات اختتم الشاب حديثه عن أمنية الصناع فى المكان بتوفير أماكن مخصصة لهم لممارسة العمل بدلًا من العمل فى الأماكن الضيقة التى لا يستطيعون تخزين أعمالهم فيها أو التوسع فى تلك الأعمال.