وليد وإلسا الهولندية.. قصة حب بدأت على الإنترنت.. الزوج: علمتها الوضوء والصلاة في فيديو كول.. الزوجة: حبيته وسيبت بلدي ونزلت عشان أشهر إسلامي وأتجوزه.. والده: بحمد ربنا إنه كرمني بيها.. والمحشي أحب أكلاتها

"أنا بحبك وعاوزة أتجوزك وقررت أدخل الإسلام".. تلك الجملة التي كانت بمثابة نقطة تحول كبيرة في حياة وليد إسماعيل وإلسا الهولندية، وباعتبارها حدثت في ليلة القدر، يمكننا أن نصفها بأنها قد تكون رسالة ربانية إلى هذا الشاب المصري بهداية فتاة لا تعرف شيئًا عن الدين الإسلامي وتحولها إلى امرأة مسلمة باقتناع تام، وإليكم تفاصيل القصة وفقًا لرواية الزوجين والحاج إسماعيل والد الزوج لـ "اليوم السابع".

الزوجان

قصة حب "وليد" و"إلسا"

"عرفت زوجتي وهي عندها 19 سنة كنا في أول شهر رمضان.. كنت عامل جروب على الفيس بوك لتوضيح صورة المصريين عند الغرب، لأن بعض الأخبار بتعكس صورة سيئة عننا، واتكلمت عن الإسلام وأنا بحاول أفرق بينه وبين الإرهاب، وأوضح إنه دين الحب والمساواة، وزوجتي دخلت اتكلمت معايا، وسألتني على حاجات في الدين وجاوبتها، وبعدين حبينا بعض وأقنعتها تدخل الاسلام" هكذا بدأ وليد إسماعيل حديثه عن قصة زواجه بفتاة هولندية ودخولها الإسلام.

إلسا الهولندية بعد حجابها

واستمر هذا الوضع لفترة من الوقت، حتى فوجئ "وليد" بـ "إلسا" وهي تقول له: "بحبك وعاوزة اتجوزك وأشهر إسلامي"، وكانت هذه هي بداية قصة حبهما التي واجهت رفض الكثير، خاصة أهلها في هولندا، وعن ذلك قال: "أهلها دخلوا معاها في مشاكل، وقعدوا يقولولها إزاي تتجوزي مسلم، دول وحشين وهتدخل داعش، وهي حاولت تقنعهم بس محدش وافق، لحد اتحدتهم وسافرت وجاتلي، وأنا كنت ساعتها ما حلتيش حاجة، بس قدرت اشتغل."

وتحكي "إلسا" قصة حبها لزوجها المصري قائلة: "ما خوفتش أنزل مصر لوحدي وأتجوز وليد عشان أنا حسيت إنه راجل كويس وحبيته من الصور ومن طريقته، كنا بنتكلم كل يوم وعرفت إنه كويس جدًا، لأن هو لو مش كويس كان هيتكلم في حاجات مش كويسة، وكمان علمني كل حاجة عن الإسلام وعن الصلاة".

رحلة إشهار "إلسا" إسلامها

وليد وإلسا أثناء إشهار إسلامها

بمجرد وصول "إلسا" إلى المطار ذهبت إلى المنزل، وكانت رحلتها في اليوم التالي إلى الأزهر الشريف من أجل إشهار إسلامها، وفي اليوم التالي لإسلامها كان موعدها مع كتب الكتاب على زوجها المصري "وليد".

وعن إسلامها، قالت الهولندية "إلسا": "أنا بدأت أفكر في دخول الإسلام وأنا بكلم وليد خلال شهر رمضان، وبعدين أتكلم معايا عن الإسلام وأنا كنت عارفة إن المسلمين طيبون ومحترمون، بس هو بدأ يعرفني الإسلام وعلمني الوضوء والصلاة وقالي يعني إيه إسلام من البداية، لأن في هولندا فيه حاجات كتير عن الإسلام وحشة في التليفزوني، وأنا ما أعرفش كلامهم صح ولا غلط."

وليد وإلسا أمام مسجد الأزهر الشريف بعد إشهار إسلامها

وأضافت لـ"اليوم السابع": "لما أخدت قرار إني أنزل مصر لوحدي، حسيت إن ربنا عمل كل حاجة، ومكنتش أعرف آجي مصر لوحدي لأن كل حياتي في هولندا، وعمري ما روحت أي بلد مسلمة لوحدي، وفي يوم واحد نزلت مصر."

وقال زوجها وليد إسماعيل عن إسلامها: "حفظتها آية الكرسي والمعوذتين والفاتحة، وكنت بكلمها فيديو كول وأحط التليفون بعيد وأعلمها الوضوء وأخلي أخويا يمسكه ويصورني وأنا بصلي عشان أوريها الصلاة إزاي".

وليد وإلسا

واستكمل حديثه قائلًا: "لما دخلت الإسلام دخلت في حرب مصغرة مع أهلها وأصحابها، وكانوا عاوزينها ترتد عن الإسلام، وأنا حاولت أكون جنبها عشان أمنع ده، بس هي الحمد لله داخلاه عن اقتناع، وهي اللي اختارت إنها تتحجب لوحدها بعد ما اتجوزنا بشهرين، بل بالعكس لبست النقاب لفترة بس أنا مكنتش حابب الفكرة وقلتلها إنه مش فرض، لأني عايز أبينلها إن الإسلام دين يسر وأهلها ما ياخدوش فكرة غلط لما تلبس النقاب، وقلتلها إن الإسلام بالنسبالي أنها تكون محجبة ومحتشمة وتطيع زوجها".

وعن تغيير اسمها، واختيار اسم مسلم، قال "وليد" إن زوجته اعتزت باسمها وقررت الاحتفاظ به دون تغييره، لأنها ترى أن له معنى إسلامي، حيث إن اسم "إلسا" يعني في اللغة الهولندية "حياة ربنا" وفقًا لها، ولكنها اختارت أن يكون باقي اسمها على اسم عائلة زوجها، فأصبح اسمها إلسا إسماعيل حسن.

زواج "وليد" و"إلسا"

وليد وزوجته الهولندية إلسا

حكي "وليد" قصة زواجه من زوجته الهولندية التي بدأت منذ عام ونصف قائلًا: إنه لم يكن مستعدًا لذلك وقتها، وأن الأمر جاء أسرع مما يتخيل البعض، ففي اليوم الثالث لقدومها إلى مصر تمت الزيجة، وأضاف: "عيشنا في بيت والدي ووالدتي لمدة سنة، وهي كانت حابة جدًا تقعد مع أهلي ومبسوطة بجو الترابط الأسري، وبابا بقى بيحبها أكتر مني، ولو فيه مشكلة حصلت بينا بيقف معاها وفي ضهرها، وكذلك أخويا وأمي، لحد ما ربنا كرمني وجيبت شقة على قدنا نعيش فيها، بس هي لسة بتحب تقعد معاهم أكتر ما تروح شقتها."

واستكمل قصة زواجهما قائلًا: "فستان الفرح جيبناه خلال يومين، وسبحان الله كأن ربنا يسر كل حاجة تتعمل لوحدها بمجرد دخولها في الإسلام، يعني مثلًا عربية الزفة اتفقنا معاها قبلها بساعة، وسبحان الله إننا لقينا عربية بالجمال دا، وعملت لها فرح متواضع، وقعدنا نصور فيديوهات ونبعتها لمامته باباها وأهلها عشان نوصلهم إن المصريين مش وحشين زي ما هم متخيلين."

وليد وإلسا في زفافهما

حاول وليد تحسين العلاقات بين زوجته وأهلها في هولندا، من خلال إرسال رسائل طمأنه لهم عن الحياة التي تعيشها ابنتهم، فاختار أن يخرج وزوجته سويًا ويصورا فيديوهات لمصر والأماكن الشهيرة في الإسكندرية باعتبارها البلد التي يعيش فيها معها، مثل كوبري استانلي والمنتزه والمتحف، واكتشف أهلها أن ابنتهم سعيدة من خلال تلك الفيديوهات والصور التي ترسلها لهم، فطلبوا منها الذهاب في زيارة إليهم للاطمئنان عليها، واعتقدوا أن زوجها سيرفض بسبب فكرتهم الخاطئة عن الرجل الشرقي بأنه متحكم.

وليد وإلسا في حفل زفافهما

ذهبت "إلسا" لزيارة والديها وأهلها في هولندا بالفعل بموافقة زوجها، إلا أن زيارتها لم تستمر أكثر من أسبوع واحد، ولم تتحمل أكثر من ذلك لتعود إلى مصر على الفور، وبررت بذلك بأنها: "حبيت مصر أكتر من هولندا، وبقيت مصرية."

وبسؤال "إلسا" عن حياتها في مصر قالت: "أنا مبسوطة هنا أوي، واتعلمت من ماما أعمل أكل مصري زي المحشي والملوخية والبتنجان والسمك."

الحاج  مصطفى إسماعيل والد الزواج

رفض الأهل لفكرة الزواج من فتاة أجنبية بهذه الطريقة قد يكون من الأمور المتوقعة بدرجة كبيرة، لذا سألنا والد الزوج الحاج مصطفى إسماعيل حين عن رد فعله على هذه الزيجة، وقال: "في البداية كنت معترض لأن أنا كان نفسي يتجوز بنت معينة، لكن لما هي جت وشوفتها وروحنا الأزهر حصل موقف خلانا كلنا ندمع من الفرحة."

إلسا في المتحف المصري

وعن الموقف الذي أثر فيه أثناء إشهار وجة ابنه الهولندية لإسلامها قال: "الشيخ قبل ما يشهر إسلامها أداها ورقة وقلم، وقالها اقعدي اكتبي انتي عاوزة تدخلي الإسلام ليه، في العادي كل شخص بيكتب جملة أو جملتين، لكن هي كتبت أكتر من صفحتين كاملين وكتبت كلام كبير، والشيخ لما مسك الورقة قال إن الأسباب دي تدل على إنها قرأت كتير عن الإسلام، ولما شوفت المشهد دا كلنا دمعنا، وحسيت إنها مسؤولية كبيرة، ودلوقتي هي اللي بتصحينا بليل علشان نصلي الفجر، وأكيد ربنا هداها للإسلام لأنه بيحبها وهو اللي بيهدي من يشاء."

وليد وإلسا في الأهرامات

وبعد خروجهم من الجامع الأزهر الشريف، وإشهارها لإسلامها، بدأت رحلة مشاهدة الأماكن السياحية الموجودة في القاهرة قبل العودة إلى الإسكندرية، فذهبت "إلسا" إلى المتحف المصري وأهرامات الجيزة، والتقطت العديد من الصور فيهما، فضلًا عن الصور التي التقطتها أمام نهر النيل، وبدأت في نشر تلك الصور والترويج لجمال مصر والسياحة فيها رغم عدم رؤيتها للعديد من الأماكن الموجودة في بلدنا المليئة بالمناطق السياحية الجميلة، وقال: "أتمنى إن شركة سياحة تسفرها المناكق السياحية الجميلة في مصر زي شرم الشيخ والأقصر وأسوان وغيرهم، وتساهدها تروج للسياحة لأنها بتتكلم بلغتهم، خاصة إنها بتتكلم أكتر من 5 لغات".

وليد وزوجته إلسا

أما بالحديث عن ابنه "وليد" قال إنه تغير كثيرًا منذ زواجه بـ "إلسا"، وكان التغيير للأفضل طوال الوقت، فعلى سبيل المثال أصبح منتظمًا في صلاته، ومن المستحيل أن يترك فرض من فروضها، وأضاف: "لازم نصلي كل الصلوات جماعة مع بعض من ساعة ما إلسا عاشت معانا، وأنا حاسس إن هي ممكن تكون سبب دخولنا الجنة."

وليد وزوجته

واختتم الحاج إسماعيل حسن حديثه عن زواج ابنه من فتاة هولندية قائلًا: "أنا عندي ولدين وما خلفتش بنات، بس بعد ما جت إلسا بقيت حاسس إني لو كنت خلفت بنت وحاولت أربيها وأعودها وأعلمها الإسلام، ما أفتكرش عمري ما كنت هوصل للنتيجة دي، فبحمد ربنا كل يوم عليها."