أشرف العشماوى يتتبع تاريخ مصر المنسى فى رواية "صالة أورفانيللى"

غلاف الرواية
غلاف الرواية
كتب محمد عبد الرحمن

الزمان: مصر الملكية تحت حكم الملك فؤاد، المكان: قلب القاهرة الخديوية، مركز الضوء وبؤرة مجتمع المال والسلطة والمؤامرات والجريمة، من هنا ينطلق الروائى أشرف العشماوى في أحدث رواياته "صالة أورفانيللى" الصادرة حديثا عن الدار المصرية اللبنانية، حيث تحكى عن تاريخ مصر فى أيام الحقبة الملكية.

مصادفة غريبة، ستقود "أورفانيللي" الشاب اليهودى المصري المنحدر من أصول إيطالية، ليشارك صديقه "منصور التركى" في صالة مزاد، لن تلبث أن تقلب حياتيهما راسا على عقب بفعل لعنة ما، لتتبدل مصائرهما بعدها للأبد وبوتيرة لاهثة من الأحداث والتحوُّلات، قبل أن تظهر شخصية ثالثة تربط بين الاسمين، لنصبح أمام ثلاث شخصيات رئيسية هي أضلاع مثلث رواية أشرف العشماوي المنتظرة "صالة أورفانيللى".

صالة أورفانيللي
صالة أورفانيللي

سلسلة من الجرائم الغامضة المتلاحقة، رسائل غريبة، فاعل مجهول، تشابك معقد بين كواليس صالة المزاد وكواليس المشهد المصرى اجتماعياً وسياسياً، وصولاً لخبايا كواليس الحكم نفسها فى خمس حقب من السلطة، يشملها زمن روائى شاسع وممتد من أوائل القرن العشرين وحتى سبعينياته فترة حكم السادات.

في روايته الجديدة يخوض أشرف العشماوي مغامرة روائية فريدة، ربما تكون الأكثر طموحاً في مسيرته، ليعيد التنقيب في صفحة مطوية من تاريخ مصر، كاشفاً المسكوت عنه، عبر حكاية شائكة غير متوقعة تضمها بنية سردية غير تقليدية.

هذه المرة، يعود العشماوى مجدداً للرواية التاريخية، شغفه الأثير والذي ترجمه إلى عدد من رواياته مثل "تذكرة وحيدة للقاهرة" و"سيدة الزمالك"، لكن في سياق جديد وبأسئلة غير مسبوقة والأهم، بطرح فنى مبتكر.

يقدم العشماوى رواية تاريخية عميقة في قالب بوليسي مثير، تجمع ببراعة بين الاستقصاء التاريخي والتوظيف المبهر لأدب الجريمة في بنية سردية غير تقليدية تجعل من "صالة أورفانيللى" رواية مختلفة على مستوى بنائها والطريقة التى تتشكل بها الحكاية.

ثلاث شخصيات رئيسية تروي حكاياتها، حيث يبرع صاحب "بيت القبطية" مجدداً في تقديم رواية أصوات نابضة، لا تكتفي بسارد واحد، بل تقدم الوقائع عبر وجهات نظر مختلفة تمنح القارئ رؤية بانورامية للأحداث والوقائع.

لن تكتفي الشخصيات الثلاثة بسرد الحكاية، لكن كلًا منها تقلب ما ظنناه الحقيقة مرة بعد مرة، لتقدم حقيقة جديدة ولتزيح الستار عن تفصيلة غائبة تجعلنا نعيد ترتيب الأحداث من جديد كلما ظننا أنها استقرت ولم تعد تحتمل التكذيب أو التشكيك، وكأننا نشهد الأحداث لحظة وقوعها ونكتب الرواية رفقة أبطالها، وفضلاً عن الشخصيات الرئيسية تنهض العديد من الشخصيات التي لا يمكن وصفها بالثانوية، حيث تلعب أدوارا فاعلة وحاسمة في تحريك الصراع وتشكيل الحدث ما يجعلها قادرةً على البقاء للأبد في ذاكرة قارئها.

في "صالة أورفانيللي" تتشابك العلاقات فيما بينها وتتعقد حتى يظن القارئ انه يستحيل فكها، لنفاجأ بخيط رفيع يربط بينها في نهاية كل جزء من أجزاء الرواية، يجذبه المؤلف برفق كل مرة لنجد أنفسنا أمام تحولات درامية جديدة مُربكة، وأحداث متسارعة شديدة الغموض، تتسلل عبر النص بسلاسة فائقة لتعرية سلوكيات مجتمع تعامل بعض أفراده في علاقاتهم الإنسانية بنفس طريقة مزايدتهم على قطعة فنية غالية، لكن لا أحد يخسر دائما، ولا يوجد فائز للنهاية.

بقراءتك لهذه الرواية ستتعرف على خبايا المزادات، هذا العالم الغامض الذي سيطر عليه اليهود المصريون من بدايات القرن الماضي، وحتى ما بعد قيام ثورة يوليو، ستقرأ وكأنك ترى كل الحيل وطرق الخداع ونوعية الزبائن وانفعالاتهم، لتكتشف جانبًا من حقيقة الوجوه المدفونة خلف الأقنعة.

ولن يغيب عن العشماوي في خضم هذا التشابك السردي تحليل أسئلة الواقع والعالم والنفس الإنسانية، واستخلاص الأفكار العميقة من تُربة الحدث، بحيث تكون المحصلة رواية شديدة الحيوية يسكنها التأمل.

"صالة أورفانيللي" ليست فقط رواية التاريخ، ليست فحسب تلويحة للماضي أو مساءلة له أو حتى محاكمة جديدة لعدد من وقائعه، لكنها في عمقها رواية الحاضر، وسؤال مفتوح مثل جرح على المستقبل، حيث تنعكس تناقضات لحظتنا على مرايا جميع ما فات.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مالكوم وليوناردو فى هجوم الهلال أمام مانشستر سيتى بمونديال الأندية

زى النهارده.. ركلات الترجيح تنهى رحلة الأهلى فى كأس مصر لصالح المصري

هل تستأنف طهران محادثات "النووى"؟.. مساعٍ أمريكية لعقد جولة جديدة من المفاوضات.. الرئيس الفرنسي يبحث مع نظيره الإيراني العودة للحوار لحل قضيتي الأنشطة البالستية والنووية.. وطهران ترد: الظروف غير مناسبة للتفاوض

تعرف على مواعيد الخطوط الجديد لـ"سوبرجيت".. انفوجراف

تشكيل مان سيتي ضد الهلال في كأس العالم للأندية.. مرموش على مقاعد البدلاء


المصري يخطط لتجديد عقد محمود حمادة قبل يناير المقبل

البيت الأبيض عقب رفع العقوبات عن سوريا: سنراقب تقدمها نحو التطبيع مع إسرائيل

موعد إجازة 30 يونيو للعاملين بالقطاع الخاص.. تفاصيل

إصابة شخص فى سقوط 3 مقذوفات مجهولة المصدر على مطار كركوك الدولى

بعثة شباب اليد تعود من بولندا صباح اليوم بالمركز السادس لبطولة العالم


المخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى يعلن استشهاد ابنة عمه فى مجزرة مقهى الباقة

أرخص فندق وشاليهات فى الإسكندرية.. المدينة الشبابية فى أبو قير 1100 سرير.. سعر الليلة يبدأ من 125 جنيها.. شاليه 4 سرير بـ 500 جنيه وغرفة فندقية 3 أسرة بـ 700 جنيه.. وتضم ملاعب وحمام سباحة وملاهى.. فيديو وصور

الخلافات تضرب حكومة جنوب أفريقيا الائتلافية.. رامافوزا يثير غضب التحالف الديمقراطي بعد إقالته نائب وزير التجارة.. ويتفيلد يكسر صمته: لم أتلق تفسيرًا فى رسالة إقالتي.. ويعترف: لم أحصل على موافقة قبل سفرى لواشنطن

الأهلى يمنح عمر كمال عبد الواحد "الفرصة الأخيرة" بفرمان ريبيرو

المحكمة الإسرائيلية تستدعى ابن نتنياهو لحصوله على جواز سفر دبلوماسى دون حق

مسلسل فات الميعاد يستمر بالمركز الأول في المشاهدات على منصة watch it

الأهلي يرحب بتحمل جزء من راتب رضا سليم لإنهاء ملف الإعارة

ياسمين يحيى تكتب: مصير شيكابالا فى الزمالك بين الاعتزال والبقاء

ريبيرو يتمسك باستمرار محمد هانى مع الأهلى فى الموسم الجديد

النيابة العامة تتيح 3 خدمات إلكترونية لقضايا الأسرة المقيدة قبل 2023

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى