"اللقاح والمساجين وكورونا".. جدل جديد داخل الولايات المتحدة بسبب حق السجناء فى التطعيم.. حراس السجون يطالبون بتلقيهم الجرعات فى وقت مبكر.. وحاكم ولاية يرفض: تطعيمهم قبل أشخاص لم يرتكبوا جرائم "مستحيل"

قالت صحيفة وول ستريت جورونال إن حراس السجون وعلماء الجريمة ونشطاء الصحة العامة عبر الولايات المتحدة يضغطون من أجل تلقى السجون لقاحات كورونا فى وقت مبكر، ويقولون إن الارتفاع فى انتشار المرض بين السجناء والعاملين فى السجن بالبلاد يضعهم فى خطر كبير بشكل خاص للإصابة بالعدوى والوفاة.

 ويقول مسئولو الصحة أن تطعيم الحراس دون السجناء لن يساعد فى وقف الانتشار، مما يثير الجدل حول ما إذا كان يجب تطعيم الأشخاص المدانين بجرائم عامة قبل السكان.

 وقال حاكم ولاية كولورادو جاريد بوليس، الديمقراطى، بعد وضع مسودة خطة تطعيم حكومية صدرت فى ديسمبر الماضى، إنه من المستحيل أن يتم تطعيم السجناء قبل الأشخاص الذين لم يرتكبوا أى جريمة، قبل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما وغيرهم من الفئات السكانية الضعيفة.

 وقالت متحدثة باسم الحاكم أن السجناء سيحصلون على اللقاح حسب الحاجة، وفى نفس الوقت مع الجمهور العادى.

وتشير الصحيفة إلى أنه بالنسبة لكثير من الولايات، فإن العدد الصغير نسبيا من الجرعات الأولية واللوجسيتيات المعقدة بشأن تسليم اللقاح فى جلسات عديدة لجماعات مختلفة يزيد من الضغوط بأن تحدد الأولويات  فى توزيعه.

 وتلفت الصحيفة إلى أن السجون من بين بؤر تفشى كورونا فى الولايات المتحدة.  فمعدل انتشار الفيروس فى سجون الولايات أو السجون الفيدرالية أربعة أضعاف نسبة انتشاره بين الشعب، كما أن معدل الوفيات أعلى مرتين، وفقا لتقرير سبتمبر من قبل مجلس العدالة الجنائى.

وأشارت الصحيفة إن السجناء المتقدمين فى العمر هم أكثر عرضة لأن يكون لديهم أمراض مزمنة مقارنة بالشعب، مما يضع السجناء فى خطر أكبر للإصابة بكوفيد 19 بشكل خطير، ومن ثم إصابة العاملين فى منشآت التأهيل الذين يمكن أن يحملوا الفيروس لعائلتهم.

 وهناك 307.898 ألف إصابة بكورونا بين السجناء فى أمريكا، و1801 وفاة، وفقا لجامعة كاليفورنيا ومشروع بيانات كوفيد 19 خلف القضبان. وتم تسجيل حوالى 67 ألف إصابة بين العاملين فى السجون، وحوالى 100 وفاة، وفقا للمشروع.

 وتقول واندا بيرترام، المتحدثة باسم مبادرة سياسة السجون التى تدعو لتطعيم السجناء والعاملين بالسجون إنه ليس من المنطقى تطعيم العاملين فقط دون الأشخاص الذى يفترض بهم حمايتهم.

 وفى إحدى مقاطعات ولاية بنسلفانيا تبين إصابة حوالى 30 من إجمالى 130 من ضباط السجون بفيروس كورونا منذ أواخر نوفمبر. وقال 20 ضابطا تقريبا إنهم نقلوا الفيروس عن دون قصد لمنازلهم وأصابوا أفراد عائلاتهم وأصدقائهم. وشكا العديد من ضباط إحدى منشآت التأهيل أمن انه مطلوب منهم الوقوف متقاربين فى غرفة الإحاطة ولم يكونوا يعرفون بإصابة السجناء مع عدم توفير أقنعة N- 95 للحراس العاملين فى وحدات بها سجناء مصابين.

 وكانت ولاية بنسلفانيا قد أدرجت عاملين فى منشآت السجون ضمن المرحلة الاولى لخطة توزيع اللقاح. لكن الفريق الطبى سيحصل على اللقاح اولا، ومن الممكن أن يتم تطعيم العاملين غير الطبيين والسجناء فى نفس الوقت، وفقا للمسئولين. وليس من الواضح ما إذا كان الضباط سيكونون جزءا من المرحلة الأولى.

استغاثة احد السجناء

وتقوم حوالى 14 ولاية حاليا لإدارج موظفى الإصلاحيات فى المرحلة الأولى من طرح اللقاح، جنبا إلى جنب مع العاملين فى مجال الرعاية الصحية والمسعفين وغيرهم، وفقا لتحليل لمقترحات توزيع اللقاح بـ 49 ولاية من قبل مبادرة سياسة السجون. وهناك سبع ولايات تضع السجناء فى المرحلة الأولى. بينما تضعهم ولايات أخرى فى المرحلة الثانية، وولايا ثالثة لم تدرجهم فى خطط التوزيع.