هل تهدد سلالة كورونا الجديدة الأطفال؟.. باحثون يتوقعون سرعة انتشاره بين الصغار بنسبة أكبر.. وآخرون يؤكدون: الأصغر من 5 سنوات يحملون الفيروس دون أعراض.. والكلية الملكية ببريطانيا تستبعد أى زيادة بين الأطفال

يواصل الباحثون إجراء الدراسات بشأن معرفة ما إذا كان للسلالة الجديدة من فيروس كورونا تأثير أكثر خطورة على الأطفال من سابقتها، حيث يتوقع باحثون أن تنتشر السلالة الجديدة لكورونا بين الأطفال، وأنهم معرضون مثل البالغين لخطر الإصابة بالفيروس.

وأكد باحثون فى وقت سابق أن الأطفال أقل عُرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا، لأن الفيروس يُهاجم الجسم عبر مستقبل يسمى "ACE2" والذى يزداد نموه بمرور الوقت وهذا يعنى أن الأطفال الصغار لديهم القليل منه وهو السبب وراء عدم انتشار الفيروس بين الأطفال.

ومع ظهور السلالة الجديدة من كورونا بات من المتوقع انتشار الفيروس بين الأطفال، وفقًا لما أكده باحثون بأن عدوى السلالة الجديدة لفيروس كورونا قد تنتشر بين الأطفال بنسبة 50 إلى 70% أسرع من السلالات السابقة للفيروس، إلا أنه فى الوقت ذاته لا يوجد ما يؤكد ذلك حتى الآن والأمر كله قيد الدراسة.

من جانبه قال الدكتور جوليان هيكسوكس، أستاذ ورئيس قسم العدوى بجامعة ليفربول، فى تصريحات سابقة لهيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى"، إنه لا يوجد دليل واضح حتى الآن على أن السلالة الجديدة لكورونا أكثر انتشارًا بين الأطفال.

فيما أكدت الكلية الملكية لطب الأطفال وصحة الطفل (RCPCH) أنه لا يوجد حالات متزايدة بين الأطفال المصابين بفيروس كورونا بعد انتشار السلالة الجديدة، وذلك ردًا على ما صرحت به لورا دوفيل رئيس مستشفى فى لندن بأن هناك عنبر ملىء بالأطفال المصابين بفيروس كورونا بالمستشفى، مشيرة إلى أن هذه الموجة انتشرت بسرعة كبيرة وفى غضون أسبوع أصبح الأمر سيئًا للغاية، وهناك أطفال كثيرون مصابون بالفيروس على عكس ما كان عليه الأمر فى الموجة الأولى.

وأوضحت البروفيسور ويندى باركلى عضو الهيئة الاستشارية الجديدة للتهديدات بفيروس الجهاز التنفسى (NERVTAG)، فى تصريحات لصحيفة "ديلى ميل" البريطانية أن السلالة الأولى من فيروس كورونا كانت تواجه صعوبة كبيرة بالدخول إلى خلايا الجسم، وكان الأشخاص الذين لديهم كمية وفيرة من "ACE2" المسئول عن نقل الفيروس أهدافًا سهلة له، أما السلالة الجديدة من الفيروس يمكنها اقتحام الجسم فى وقت أقل وبصورة أسهل من سابقتها، وهو ما يُعرض الأطفال لخطر الإصابة بها بصورة أكبر.

وكشفت دراسة حديثة صادرة عن جامعة نيو ساوث ويلز في سيدنى أن غالبية الأطفال يصابون بأعراض خفيفة جراء الإصابة بفيروس كورونا، حيث أكدت أن الأطفال دون سن الخامسة لا يتعرضون للعدوى بفيروس كورونا مقارنة بالأطفال فى مراحل عمرية متقدمة.

وأشارت نتائج الأبحاث إلى أن نصف المصابين من الأطفال الرضع ودون سن الخامسة بفيروس كورونا لم تظهر عليهم أى أعراض تكشف انتقال العدوى لهم، وهنا تكمن الخطورة فى كونهم يحملون الفيروس ومن ثم سيكون من السهل انتقاله إلى أسرهم والأشخاص المحيطين بهم، وهو ما يساعد على سرعة تفشى المرض.