طومان باى.. تاريخ خلدته المقاومة

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
غريب أمر طومان باى (1476- 1517) الملقب بأبى النصر، إنه المملوكى الأخير الذى حكم مصر مستقلا، رجل خلدته المقاومة على الرغم من الهزيمة في موقعة الريدانية. 
 
والمعروف أن التعاطف سمة أساسية فى تركيبة المصريين على مر العصور، يكفى أن تكون نيتك طيبة وأن تسعى بجد كى يعدك المصريون بطلا تدافع عنهم، وذلك لإيمانهم بأن النتائج مقدرة مسبقًا، وأن شرف المحاولة هو نجاح في حد ذاته، لقد حدث ذلك على مر التاريخ منذ الملك الفرعونى سقنن رع الذى حارب الهكسوس وحتى جمال عبد الناصر الذى تلقى هزيمة شديدة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلى.
 
كذلك كان طومان باى الذى تولى الحكم مجبرا خلفا لقريبه قنصوة الغورى الذى مات في معركة مرج دابق في سنة 1516، فقد كان العثمانيون القوة الناهضة فى ذلك الزمان فى القرن السادس عشر الميلادى يحيطون بمصر ويسعون جديا لاحتلالها، وكان طومان باى يعرف أنه بموافقته على حكم مصر يكتب نهايته بيده.
 
يعجب الناس بمقاومة طومان باى، فقد سعت الحشود يوم إعدامه شنقًا على باب زويلة كى يقرأون له الفاتحة ويدعون له بالرحمة ويلعنون الخونة الذين باعوه للعثمانيين. 
 
كان الله رحيما بطومان باى فجعله يبصر بأم عينه الناس تبكيه، وتوكد له أنه كان على حق فى مقاومته للمحتل حتى النهاية، بكاه الناس فاشتدت قامته ووقف بشجاعة منتظرا موته، والدعوات تحمل روحه للسماوات. 
 
بعد موت طومان باى فى سنة 1517 لم ينته سلسال المماليك، لكن انتهى أبطالهم، إلا القليل ومنهم على بك الكبير الذى سعى للاستقلال عن مصر لولا تعرضه للخيانة، ومع ذلك لم يتحول لبطل شعبى مثل طومان باى، ربما لأن النهاية كانت مختلفة أو لأن الغاية من المقاومة كانت مختلفة أيضا.
 
ظل طومان باى معلقا على بوابة زويلة أياما، البوابة التى يسميها المصريون بوابة المتولي، والتى تحولت مع الوقت إلى بوابة مقدسة يقصدها الطامعون فى رحمة الله وفى أن يرزقهم الله الذرية الصالحة، حيث يمرون تحت شبح المشنوق على البوابة. 
 
نقول إن تاريخ مصر عميق ومحفور فى وجدان الناس وليس بسيطا ولا مسطحا، مكتوب بدم ودموع وبضحكات وفرح أيضا، يحتفى بالمقاومة، ومحاط دائما بالرغبة فى رضا الله ومحبة الوطن.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

بحثا عن المكتبات فى المدارس

بحثا عن المكتبات فى المدارس الأربعاء، 29 سبتمبر 2021 10:09 ص

ويعيش جمال عبد الناصر

ويعيش جمال عبد الناصر الثلاثاء، 28 سبتمبر 2021 12:17 م

إبراهيم عبد المجيد يا وزارة الثقافة

إبراهيم عبد المجيد يا وزارة الثقافة الإثنين، 27 سبتمبر 2021 09:40 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزارة الطيران: تأخر محدود في إقلاع الرحلات لعطل بشبكات الاتصالات والإنترنت

غزة وإيران محور اللقاء الثالث بين ترامب ونتنياهو خلال أشهر.. دونالد يسعى لإنجاز دبلوماسى بوقف الحرب فى غزة وخطة "اليوم التالى" أولوية.. نيويورك تايمز: عودة "بيبى" للبيت الأبيض أشبه باحتفال الانتصار على طهران

تجدد اشتعال النيران في مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تحاول السيطرة. صور

نقل حركة الإنترنت الثابت لعملاء المصرية للاتصالات لمركز الحركة بالروضة

"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال


مصر تستعيد مكانتها العالمية فى صناعة الغزل والنسيج خلال العام الجاري.. «اليوم السابع» يوثق الاهتمام السويسرى بجولة داخل مصانع تصنيع الماكينات بزيورخ..وسفير سويسرا يشيد بالتعاون بين البلدين فى مجال ماكينات الغزل

الحوثيون يغرقون سفينة تتعامل مع إسرائيل في البحر الأحمر بخمس صواريخ

شجاعة منقطعة النظير.. رجل يخاطر بحياته لإنقاذ 6 أشخاص من حريق شقة في باريس

وائل كفوري يطرح "تك تك قلبي" ثانى أغنيات ألبوم "WK25"

تعرف على نظام الامتحانات بالبكالوريا بعد موافقة البرلمان على تطبيقها


لجنة اعتماد تراخيص الأكاديميات تعقد اجتماعها الأول

محامى إبراهيم سعيد ينشر صورته عقب إخلاء سبيله ويعلق: "نورت ياهيما"

بيراميدز يبدأ غدًا الإعداد للموسم الجديد تحت قيادة يورتشيتش

البيع النهائي يحسم انتقال محمد عاطف من الزمالك للطلائع

وزير الخارجية: قضية مياه النيل هى قضية وجودية بالنسبة لمصر

وزير التعليم: نظام الثانوية العامة الحالى قاس على الطلاب والأسر

أخبار مصر.. السكة الحديد تعلن عودة حركة القطارات على خط القاهرة الإسكندرية

وزير التعليم: نظام البكالوريا المصرية خطوة فارقة في تاريخ التعليم المصرى

مبعوث ترامب للبنان: لا نملى على اللبنانيين كيفية التعامل مع سلاح حزب الله

ملخص مباراة الولايات المتحدة ضد المكسيك فى نهائي كأس الكونكاكاف الذهبية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى