كثافات الفصول ليست مشكلة الحكومة

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

نتفق أو نختلف مع طبيعة المناهج التعليمية الجديدة، وأسلوب التدريس، وتأهيل المعلمين، لكن المشكلة التي يجب أن نعترف بها دون أن نُحملها للحكومة في الوقت الراهن أو الفترات السابقة هي كثافات الفصول، وأعداد المدارس مقارنة بالطلاب، وأذكر هذه الكلمات تزامنا مع واقعة اتخذها البعض وسيلة للتندر على التعليم في مصر، بعدما جلس تلاميذ في مدرسة تابعة لمدينة الخانكة بمحافظة القليوبية على الأرض، نتيجة عدم وجود "مقاعد" تستوعبهم.

من يظن أن واقعة مدرسة الخانكة هي الأولى من نوعها مخطئ ولا يعرف كيف الحال في مدارس الريف، صحيح كان يجب دراسة الموقف، وتحديد أعداد الطلاب من جانب المدرسة، إلا أن الزيادة السكانية أكبر من قدراتنا جميعاً، وأشد تأثيراً علينا من أي مشكلة سابقة أو حالية، فالبلد التي يزيد عدد طلاب مدارسها بمرحلة التعليم الأساسي عن 30 مليون طالب، لا يجب أن نلقى كل هذا اللوم على حكومتها، لعدم قدرة مدرسة "واحدة" على توفير مقاعد للتلاميذ في أول يوم دراسي.

وزارة التربية والتعليم تحاول زيادة أعداد الفصول بصورة مستمرة، فقد تم بناء أكثر من 72 ألف فصل دراسي خلال السنوات الخمس الماضية، ورغم ذلك لم تتمكن من ضبط معادلة الكثافة الطلابية، فالزيادة في أعداد التلاميذ سنوياً تفوق كل توقع، وقد كشفت أحدث بيانات حصلت عليها من وزارة التعليم أن عدد المدارس حتى عام 2020، وصل إلى 56569 مدرسة، ومع كل هذا العدد الضخم من المدارس تظل الكثافات مشكلة مُلحة، ليس لتراخى أجهزة الحكومة، أو التقصير في خلق حلول جادة، لكن بسبب معدلات النمو السكاني غير المنضبطة، التي تشهدها مختلف محافظات مصر، وهذا يدعونا إلى التأمل، ويُعيدنا إلى المربع الأول حول فكرة الزيادة السكانية، باعتبارها العقبة الكؤود أمام كل تنمية نأملها.

المتأمل في قضية كثافات الفصول سيجد أنها ليست وليدة الأمس أو اللحظة، لكنها منذ سنوات بعيدة، وجذورها قديمة ومتراكمة في النظام التعليمى، ولعلى أتذكر عندما صعدت للصف الأول الإعدادي في العام 1995، كانت مشكلة الكثافات حاضرة بقوة وكأنى أراها الآن، فالوضع لم يخلف كثيرا قبل 26 عاماً، فقد وضعتنا المدرسة في "فصل خشبي"، أرضيته طينية، كانت المياه الجوفية تخرج منها في الشتاء، وكانت حوائط الفصل على "الطوب الأحمر" فلا توجد أي مظاهر جمالية، بل أكثر من ذلك كان الفصل يحوى قوائم خشبية لحماية السقف من السقوط على رؤوسنا، وعندما كانت تأتى الأمطار كان يغرق على آخره!

مشكلة كثافات الفصول لن يتم حلها في يوم وليلة، ولا يمكن أن يتحملها مسئول أو حكومة، بل نتحملها جميعاً، وندفع ثمنها، ما دمنا لا نراها عقبة نحو المستقبل الذي نأمله، يجب أن يكون للمجتمع المدني دور فاعل وحقيقي نحو بناء مدارس جديدة، وتوفير فصول تستوعب الكثافات والزيادات السنوية، وأن يكون في كل قرية مصرية صندوق تبرعات لبناء فصول ومدارس جديدة، يتبرع من خلاله القادرون، خاصة أن ثقافة التكافل الاجتماعي، مازالت غائبة عن القرية المصرية، وعلى كل قادر أن يساهم بصورة جادة في حل هذه المشكلة، التي تخصنا جميعاً.

أخيراً اتركوا السوشيال ميديا ولا تتندروا على مدرسة الخانكة، وتخلوا عن عبارات اللوم على الحكومة والنظام التعليمى، واعلموا أننا من صنع الأزمة، والمسئولون عنها، ولا تنتظروا حلولا خارج أنفسكم، فالسماء لا تمطر ذهباً ولا فضة.

موضوعات متعلقة

حرب أكتوبر والروح المعنوية

حرب أكتوبر والروح المعنوية الأربعاء، 06 أكتوبر 2021 12:04 م

موسم الهجرة من "فيس بوك"

موسم الهجرة من "فيس بوك" الثلاثاء، 05 أكتوبر 2021 11:54 ص

لقاح كورونا ورسائل الصحة

لقاح كورونا ورسائل الصحة الإثنين، 04 أكتوبر 2021 11:30 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

التقرير الطبى للدكتورة نوال الدجوى يكشف: "قادرة على إدارة أموالها بكفاءة"

الهيئة الوطنية للانتخابات توافق على تعديل قوانين انتخابات النواب والشيوخ

إمام عاشور يغادر المستشفى بعد تعافيه من الوعكة الصحية

موعد إعلان الأهلي عن صفقة محمد علي بن رمضان

انتهاء العقد يقرب الزمالك من التعاقد مع لاعب أنجيه الفرنسى


الأهلى يطمئن على إمام عاشور بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة

المشروع x لكريم عبد العزيز يحصد 3.3 مليون جنيه فى أول يوم عرض بالسينما

بعد زلزال اليوم.. المركز الأوروبى يحذر من احتمال وقوع تسونامى فى جزيرة كريت

أوناش المرور ترفع حطام حادث تصادم 7 سيارات على الطريق الدائرى بالبساتين

المعاينة: مصرع شخص وإصابة 15 فى تصادم 7 سيارات بدائرى البساتين.. صور


من نجم الملاعب لمتهم فى القفص.. نهاية غير متوقعة لـ"على غزال"

الأهلى أمام درب سلطان المغربى فى نصف نهائى الكؤوس الأفريقية لليد

الطقس اليوم الخميس 22-5-2025.. مائل للحرارة نهارًا وشبورة كثيفة صباحًا

زلزال بقوة 6.24 ريختر على بعد 499 كيلومتر شمال مرسى مطروح

مقتل اثنين من موظفى السفارة الإسرائيلية في إطلاق نار بواشنطن

هزة أرضية يشعر بها سكان القاهرة الكبرى

الكبش العملاق.. أكبر خروف فى أسواق الإسكندرية وزنه 120 كيلو (فيديو)

متخافش على التعليم.. إعفاءات ومساعدات للأسر الفقيرة بقانون الضمان الاجتماعى

إمام عاشور من داخل أحد المستشفيات: الحمد لله على كل شىء (صورة)

مراسم تتويج توتنهام بلقب الدوري الأوروبي للمرة الثالثة فى تاريخه.. فيديو وصور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى