الإمام الحسين الرجل الطيب

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم : أحمد إبراهيم الشريف
لا يوجد فى التاريخ الإسلامى أقسى من كربلاء، واليوم تمر ذكرى انتهائها حسب التاريخ الميلادى فى سنة 680 ميلادية، كانت نهاية حزينة جدا تركت أثرها الدامى على تاريخ المسلمين وعلى أرواحهم أيضا، حيث استشهد الإمام الحسين وكثيرون من أهل بيته. 
 
كان الإمام الحسين ابن على بن أبى طالب، رضى الله عن آل بيته أجمعين رجلا طيبا، والطيبة هنا ليس معناها السذاجة، لا لكن معناها سلامة النية، وسلامة النية قيمة عظيمة وفى الوقت نفسه خطيرة، قيمتها فى كونها من سمات أهل الخير، ومن سمات الذين تربوا على العهد وعلى أن الكلمة لها معنى واحد.
 
وفى الوقت نفسه فإن الطيبة هى سيف على رقبة أهلها، يستغله الأعداء فينصبون شباكهم وينتظرون، يشعلون النيران بالقرب من الحمى ويتربصون، وبكل مكر الدنيا يشعلون الحرائق.
 
لقد كان الحسين بن على ضحية لبحثه عن الحق، والحق لا يحتمل التلون والتبدل، لقد كان أمام معضلة صعبة هى سلامته فى مقابل أن يصبح يزيد بن معاوية أميرا للمومنين، وهى أمر صعب كيف يصبح يزيد كذلك فى حضرة أبناء الصحابة الكبار من الحسين وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وغيرهم الكثير، فهذا لا يصح، فلا هو أسبقهم فى الدين ولا أبرزهم فى الحرب ولا أورعهم فى تقوى الله، لذا فإن إعلان الامام الحسين رفضه مبايعة يزيد هو الصواب، حتى لو قال له البعض هادن فإن السيف فى يد بنى أمية.
 
إن الإمام الحسين ناداه قدره، فصدق دعوة الآخرين فى مدينة الكوفة وغيرها، ولم يسمع كلام أخيه محمد بن الحنفية الذى خرج خلفه يريد عودته، يقول له حسبما تذكر كتب التراث، يا أخى أنت أحب الناس إلى وأعزهم على، ولست أدخر النصيحة لأحد من الخلق أحق بها منك، تنح ببيعتك عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت، ثم أبعث رسلك إلى الناس فادعهم إلى نفسك، فإن بايعوا لك حمدنا الله على ذلك، وإن أجمع الناس على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك، ويذهب به مروءتك ولا فضلك، إنى أخاف أن تدخل مصرا من هذه الأمصار وتأتى جماعة من الناس فيختلفون بينهم فمنهم طائفة معك، وأخرى عليك فيقتلون فتكون لأول الأسنة، فإذا خير هذه الأمة كلها نفسا وأبا وأما، أضيعها دما وأذلها أهلا".
 
لن نلوم الإمام الحسين على شىء، ومثله لا يلام أبدا، وليس خطأه أن الناس خذلوه، فقد خذلوا أنفسهم بداية، أما طيبته وسلامة نيته فقد أدخلته فى دروب الخلود، حيث صار على امتداد التاريخ رمزا للحق، وذنبا لا تغفره الأمة لنفسها أبدا، ظل رمزا لطيب القلب سليم النية الحالم بدنيا يحكمها المنطق.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

طومان باى.. تاريخ خلدته المقاومة

طومان باى.. تاريخ خلدته المقاومة الإثنين، 11 أكتوبر 2021 09:13 ص

بحثا عن المكتبات فى المدارس

بحثا عن المكتبات فى المدارس الأربعاء، 29 سبتمبر 2021 10:09 ص

ويعيش جمال عبد الناصر

ويعيش جمال عبد الناصر الثلاثاء، 28 سبتمبر 2021 12:17 م

إبراهيم عبد المجيد يا وزارة الثقافة

إبراهيم عبد المجيد يا وزارة الثقافة الإثنين، 27 سبتمبر 2021 09:40 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إسرائيل تعلن إصابة 10 جنود في انفجار عبوة ناسفة بقوة عسكرية شمال قطاع غزة

المصرية للاتصالات: فصل التيار خلال الحريق سبب تأثر الخدمة.. وتعويض المتضررين

تجدد اشتعال النيران في مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تحاول السيطرة. صور

الهلال الأحمر المصرى يوجّه فرق الطوارئ إلى سنترال القاهرة لتقديم الإسعافات

رجال الحماية المدنية يعلنون السيطرة على حريق سنترال رمسيس وبدء عمليات التبريد


البيت الأبيض يشيد بالجهود المصرية المبذولة لإنهاء الحرب في غزة

عروس البحر المتوسط تستعد لمولد المرسى أبو العباس.. الاحتفالات تبدأ 20 يوليو وتستمر 7 أيام.. تواشيح وحلقات ذكر من كل المحافظات.. وطعام مجانا للمحبين حتى الصباح.. ومريدوه: نتمنى إقامته وعدم إلغاء الاحتفالات.. صور

"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال

حين انتصرت الشعوب على الهيمنة.. دول تحدّت الطاعة العمياء لأمريكا وفضّلت مصلحة مواطنيها.. رفضت مقايضة الكرامة الشعبية بالرضا الغربي تمسكا بالقرار السيادي.. وأكدت: واشنطن لا تملك وحدها مفاتيح الشرعية

وزير الاتصالات يتابع حريق سنترال رمسيس.. واستعادة الخدمة خلال ساعات


تأجيل محاكمة 21 متهما بخلية دعاة الفلاح لـ 8 أكتوبر للإطلاع.. ومتهمين بخلية بولاق

رسامة جديدة تعلن: مها الصغير نسبت لوحتى لنفسها.. لست الأولى فقد سرقت 3 آخرين

المرور تضبط سائق سيارة نقل ثقيل يعرض حياة المواطنين للخطر.. فيديو

حريق داخل سنترال رمسيس والحماية المدنية تحاول السيطرة على النيران

جلسة برلمانية حاسمة تعيد رسم ملامح التعليم في مصر وتقر حصول الصيادلة علي بدل سهر بقانون المهن الطبية.. النواب يوافق على تعديلات تشريعية تستحدث نظام"البكالوريا".. والحكومة: مجانية التعليم مصونه

إخلاء سبيل إبراهيم سعيد بعد استئنافه على حكم حبسه بسبب نفقة طليقته

الأهلى يجهز مكافأة بالدوري والمشاركة فى المونديال لـ "يحيى عطية الله"

الرئيس السيسى: زيارة رئيس الصومال لمصر تجسد عمق روابط الأخوة بين البلدين

وزير التعليم: "لو عايز تبقى مهندس وماجبتش مجموع البكالوريا هتديك الفرصة"

مقتل 5 وإصابة آخرين فى قصف جديد للدعم السريع على "الفاشر" بشمال دارفور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى