لماذا يتجمع أولياء الأمور أمام المدارس؟!

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم : محمد أحمد طنطاوى

لا أجد سبباً منطقياً واحداً لتجمعات أولياء الأمور اليومية أمام بوابات المدارس، يودعون أبناءهم في كل صباح، ويجلسون على الأرصفة انتظاراً لموعد الخروج، الذي غالباً ما يكون بعد الساعة الثانية ظهراً، وهذا السلوك غير المألوف يخلق الكثير من التزاحم والتدافع أمام أبواب المدارس، والتكدس المروري، خاصة من لديه سيارة، لتصبح هذه التجمعات صورة يومية لا تحدث في أي بلد في العالم سوى المحروسة مصر، وتفشت وانتشرت من المدينة، حتى وصلت إلى قرى الريف في الصعيد والوجه البحري.

لا أرى مشكلة في اصطحاب أولياء الأمور أبناءهم وبناتهم إلى المدرسة في كل صباح، خاصة تلاميذ الحضانة والصفوف الأولى، والمرحلة الابتدائية، لكن غير مقبول أن يجلس أولياء الأمور في الشوارع وعلى الأرصفة، ينتظرون حتى انتهاء اليوم الدراسي، فهذا لا يكرس إلا فتوراً وضعفاً في شخصية الطالب، الذي تنتظره أمه خارج المدرسة، ويذهب إليها عند الباب وقت "الفسحة"، ليحكي لها ما دار في حصته الأولى، وكيف حصل على الدرجة النهائية في الإملاء، وإهدائه مصاصة أو قطعة حلوى من مدرسة الفصل!

لا يمكن لطالب في مراحله التعليمية الأولى أن يبنى شخصيته في هذه الأجواء، التي يسيطر عليها أولياء الأمور، ويتدخلون في كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة، ويتجاوزون شخصية الطالب، لذلك يجب أن نتخلى عن هذه الظاهرة السلبية، ونترك تلاميذنا يعيشون تجاربهم الخاصة، ويستمتعون بأجواء التعلم النشط بحلوها ومرها، ويكتشفون أصدقاءهم، ويتعلمون من التجارب والمحاولة والخطأ، حتى يصلوا إلى قناعات ذاتية، تسهم في بناء شخصيتهم وعقولهم على نحو ينفعهم وينفع المجتمع بهم، دون أن يكونوا نماذج آلية مشوهة، تتلقى التعليمات والأوامر وتنفذها دون تفكير أو استيعاب.

أتمنى أن تتصدى وزارة التربية والتعليم، ومديرياتها في مختلف المحافظات لظاهرة تجمع أولياء الأمور أمام المدارس، وإخلائهم بصورة فورية، خاصة أن الأمر تحول إلى ظاهرة ومشكلة تحتاج إلى علاج واضح وتدخل صريح، وإن كنا نرصد هذه الظاهرة في أيام الامتحانات، خاصة المرحلة الثانوية، إلا أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر بهذه الصورة، وعلى "جروبات الماميز" أن تتراجع عن أفكارها في اللقاءات الجماعية بين أولياء الأمور يومياً، خاصة ربات البيوت، اللاتي ينتهزن فرصة بدء الدراسة لخلق تجمعات يومية أمام أبواب المدارس، غالباً ما تكون هذه التجمعات بغرض تحريضي ضد المدرسة والمدرسين والأنشطة، مع العلم أن إرضاء "الماميز" غاية لا تُدرك.

موضوعات متعلقة

كثافات الفصول ليست مشكلة الحكومة

كثافات الفصول ليست مشكلة الحكومة الإثنين، 11 أكتوبر 2021 10:53 ص

حرب أكتوبر والروح المعنوية

حرب أكتوبر والروح المعنوية الأربعاء، 06 أكتوبر 2021 12:04 م

موسم الهجرة من "فيس بوك"

موسم الهجرة من "فيس بوك" الثلاثاء، 05 أكتوبر 2021 11:54 ص

لقاح كورونا ورسائل الصحة

لقاح كورونا ورسائل الصحة الإثنين، 04 أكتوبر 2021 11:30 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حادث تصادم بين 7 سيارات واشتعال النار فى سيارة ملاكى أعلى دائرى المنيب

الطقس اليوم الخميس 22-5-2025.. مائل للحرارة نهارًا وشبورة كثيفة صباحًا

القومية للزلازل: زلزال كريت استمر لأقل من 15 ثانية وسجلنا تابعين حتى الآن

أمريكى يقتل 2 من موظفى سفارة إسرائيل بواشنطن صارخا الحرية لفلسطين.. فيديو

زلزال بقوة 6.24 ريختر على بعد 499 كيلومتر شمال مرسى مطروح


صناعة الدواجن آمنة ومستقرة.. وطلبات تصدير جديدة إلى الدول العربية والأجنبية.. الخدمات البيطرية: المزارع مستقرة ومطمئنة وجميع التحصينات متوافرة.. الثروة الحيوانية: مصر حققت مكانة متقدمة باستثمارات 200 مليار جنيه

مقتل اثنين من موظفى السفارة الإسرائيلية في إطلاق نار بواشنطن

رويترز: زلزال بقوة 6.5 درجة يضرب جزيرة كريت اليونانية ويشعر به سكان مصر

هزة أرضية يشعر بها سكان القاهرة الكبرى

زعيم كوريا الشمالية غاضبا بعد فشل تشغيل سفينة حربية: إهمال لا يمكن أن يغتفر


تقارير: هجوم مسلح على قاعدة حميميم الروسية فى سوريا

متخافش على التعليم.. إعفاءات ومساعدات للأسر الفقيرة بقانون الضمان الاجتماعى

السعودية تستنكر تعرض وفد دبلوماسى لإطلاق نار إسرائيلى بجنين

إمام عاشور من داخل أحد المستشفيات: الحمد لله على كل شىء (صورة)

الزمالك يعود إلى تدريباته اليوم استعداداً لمواجهة بتروجت

إبراهيم عبد الجواد: زيزو يلحق ببعثة الأهلي 6 يونيو عقب الإعلان الرسمى للصفقة

مدبولى: توجيه من الرئيس بدخول الدولة فى صناعة الألبان بالشراكة مع القطاع الخاص

متحدث الوزراء: تعديلات قانون التعليم تهدف لتطوير التعليم ما قبل الجامعى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى