ماتا هارى أشهر راقصة وجاسوسة فى القرن الـ20 تدفع الثمن.. تفاصيل

ماتا هارى
ماتا هارى
كتب أحمد إبراهيم الشريف
يمكن القول إن "ماتا هارى" أشهر جاسوسة فى القرن العشرين، وقد كانت راقصة شهيرة، ربما هى أشهر راقصة فى القرن العشرين أيضا، والذى حدث أنه فى باريس، فرنسا، فى 25 يوليو 1917، حكمت محكمة فرنسية عليها بالإعدام بتهمة التجسس لصالح ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى وتم التنفيذ فى 15 أكتوبر.. فما الذى حدث؟
 
ولدت مارجريتا جيرترويدا زيل فى بلدة صغيرة فى شمال هولندا فى عام 1876 وتزوجت وأنجبت وهى فى سن التاسعة عشر، وكانت تعمل راقصة فى باريس، وبدأت شهرتها عندما ادعت أنها ولدت فى معبد هندى مقدس، وتعلمت رقصات هندية قديمة على يد كاهنة أعطتها الاسم الذى يعنى "عين الفجر". 
 
وكان انتقالها مع زوجها الضابط إلى جاوة فى إندونيسيا بداية التحول فى حياتها فقد انبهرت إلى حد بعيد بالشرق وعالمه الغريب عليها، وانجذبت للرقص الشرقى الذى تعلمته وأتقنته وتحولت إلى راقصة شرقية بعد موت ابنها الصغير وانصراف زوجها عنها، فانخرطت فى مجتمعات سومطرة وجاوة، وحفظت أسلوب المرأة الشرقية فى إبراز أنوثتها والتأكيد عليها وساعدها إتقانها الرقص على ذلك.
 
حين عادت مع زوجها إلى هولندا ذهبت إلى باريس عام 1903 تحت اسم (ليدى ماكلويد) وتخلت عن شخصيتها الأوروبية وتقمصت شخصية أميرة، وأصبحت (عروس الشرق) فى باريس ووقعت فى حب ملازم ألمانى، تركت من أجله الرقص والمجتمعات الصاخبة، لكنه أهملها وهجرها بعد عامين فقط، فانتقمت منه فى شخص رجل مال فرنسى دمرت حياته.
 
حين وقعت الحرب العالمية الأولى ودخلت ألمانيا الحرب، كانت ماتا هارى مفلسة وفاشلة وفى منتصف الثلاثينات من عمرها، فعادت إلى وطنها هولندا لتجد أمامها قنصل ألمانيا، يوهمها بأنه ما زال يعيش فى جو أسطورتها القديمة ومسارح باريس، وتم تجنيدها على يده ضد الفرنسيين وطلب منها ببساطة العودة إلى باريس، حلمها الدائم، ورحبت بالعرض دون أن تدرك خطورة ما تفعل وأصبح اسمها الحركى هـ 21. 
 
ارتبطت بقصة حب مع ضابط روسى، وتابعها عن قرب أحد كبار المخابرات الفرنسية، والذى وجدها فرصة لتجنيدها (ضد الألمان) على أن يدفع لها كل ما تريد، وتحولت إلى عميل مزدوج.
 
كانت ماتا هارى تستخدم أسلوب شفرة شديدة التعقيد فى مراسلة عملاء ألمانيا خارج فرنسا أسلوب يصعب إن لم يكن من المستحيل فك رموزه وحله وثارت ثائرة رجال الأمن عند هذه النقطة ودب الخلاف والشقاق بينهم.
 
كان بعضهم يرى ضرورة إلقاء القبض على ماتا هارى قبل أن تنقل إلى الألمان أسرارا مخيفة قد تؤدى إلى هزيمة فرنسا فى حين يرى البعض الآخر أن إلقاء القبض عليها دون دليل ينذرها بشكوكهم دون أن يكفى لإدانتها، وبالفعل تم إلقاء القبض على ماتا هارى عام 1916 م ومحاكمتها بتهمة الجاسوسية.
 
لكن القصة لم تنته بعد فقد أنكرت ماتا هارى التهمة بشدة واستنكرتها وراحت تدافع عن نفسها بحرارة وتؤكد ولاءها لفرنسا واستعدادها للعمل من أجلها، وبدلا من أن تنتهى المحاكمة بإدانة ماتا هارى بتهمة الجاسوسية انتهت باتفاق بينها وبين الفرنسيين للعمل لحسابهم والحصول على أى معلومات سرية لهم نظرا لعلاقاتها القوية بعدد من العسكريين والسياسيين الألمان.
 
والعجيب أن الفرنسيين وافقوا على هذا وأرسلوا ماتا هارى بالفعل إلى مهمة سرية فى بلجيكا حيث التقت ببعض العملاء السريين الفرنسيين هناك وقدمت لهم العديد من الخدمات النافعة ونقلت ماتا هارى بالفعل عددا من الأسرار الألمانية للفرنسيين ولكن الألمان ردوا الصاع صاعين لعميلتهم السابقة.
 
جاءت النهاية عندما أرسل الألمان لها خطابات مشفرة، مستخدمين شفرة يفهمها الفرنسيون جيدا مما جعل الفرنسيون يلقون القبض على ماتا هارى مرة ثانية بتهمة التجسس مع وجود الخطابات كدليل هذه المرة، ومرة أخرى تمت محاكمة ماتا هارى فى باريس، وفى هذه المرة لم تنجح ماتا هارى فى إقناع الفرنسيين ببراءتها فصدر الحكم بإعدامها، وتم تنفيذ الحكم رميا بالرصاص.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أحمد ياسين يقترب من بتروجت بعد انتهاء إعارته لغزل المحلة

الطلائع يبحث عن مباراة ودية الأربعاء استعداداً للموسم الجديد

30 مليار دولار و4 شركات كبرى.. أوروبا تكثف دعمها لأوكرانيا بخارطة إعادة التسلح.. اتفاقيات استراتيجية لدعم التكنولوجيا بكييف.. صفقة تاريخية بين الدنمارك وأوكرانيا بـ67 مليون يورو.. وطائرات مسيرة برعاية فرنسية

باراك: واشنطن لا تدعم إنشاء دولة لـ"قسد" فى سوريا

غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك


انفجارات عنيفة تدوي في مدينة جبلة السورية

ميلود حمدى للاعبى الإسماعيلى: باب المشاركة مفتوح أمام الجميع

إخماد حريق في هيش ومخلفات بكورنيش النيل بحلوان دون إصابات

حميد الشاعرى يقدم باقة من أروع أغانيه على خشبة المسرح الرومانى فى مارينا.. صور

تسونامى المخدرات يهدد أمريكا اللاتينية.. الكوكايين ينتشر فى البرازيل ويضرب 11 مليون متعاطى.. السباق التكنولوجى للتجار فى كولومبيا يؤجج المخاوف.. "مخدر الزومبى" يثير الرعب فى المكسيك.. والفنتانيل ينتشر فى تشيلى


هل سيتم تخفيض تنسيق الثانوي العام بالقاهرة ؟.. اعرف التفاصيل

إصابة 6 أشخاص فى حادث على طريق "المحلة - كفر الشيخ" الدولى أمام المعتمدية

25 سيارة إطفاء تكافح حريق مصنع منظفات وكيماويات مدينة بدر

دي سي يونايتد الأمريكي يستقر على تعيين فايلر بعد سقوطه في الكأس

بيان رسمي من مودرن سبورت يكشف كواليس أزمة جنش

محمد ثروت يهنئ ابنته داليا بعد حصولها على درجة الماجستير من بريطانيا

الزمالك يفوز على أورانج بهدف نظيف فى أولى تجاربه الودية تحت قيادة فيريرا

الدفع بـ4 خزانات مياه استراتيجية لإخماد حريق مصنع مدينة بدر.. صور

نيويورك تايمز: نتنياهو أرجأ فى أبريل 2024 خطة كان من شأنها إنهاء حرب غزة

الدوري الألماني يهنئ أحمد صلاح حسنى بعيد ميلاده: صاحب لمسة فنية خاصة "فيديو"

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى