نيتشه.. هل كان مفكرا وفيلسوفا أم شاعرا وأديبا؟

نيتشه
نيتشه
كتب محمد عبد الرحمن

تمر، اليوم، الذكرى الـ177 على ميلاد الفيلسوف الألمانى فريدرك نيتشه، إذ ولد فى 15 أكتوبر عام 1944، وهو فيلسوف ألمانى وناقد ثقافى وشاعر وملحن ولغوى وباحث فى اللاتينية واليونانية، كان لعمله تأثيرا عميقا على الفلسفة الغربية وتاريخ الفكر الحديث.

بدأ نيتشه حياته المهنية فى دراسة فقه اللغة الكلاسيكى، قبل أن يتحول إلى الفلسفة، ودائما ما يتم تعريفه بأنه شاعر وفيلسوف فهل كان فيلسوفا ومفكرا أم كان أديبا وشاعرا؟

لم يهتم الفيلسوف الألمانى الكبير فريدريش نيتشه "1844 – 1900"، بالشعر فقط، بل مارسه وألف العديد من القصائد، وقدّم الشعر فى كثير من الأحيان على الفلسفة، فى المقدرة على التأمل وإنتاج المعنى، فقد كان نيتشه فى الأصل باحثاً لغوياً وشاعراً وملحناً قبل أن يصبح فيلسوفاً، فهو يرى أن الشعر مجال حيوي للأفكار والتصورات والمواقف، ومن المفارقات أن كتابات الرجل في بداياته، كانت تُعامل من قبل الناشرين والنقاد معاملة النصوص الشعرية، بل وكان يحسبها البعض مسودات وأغاني.

وظف نيتشه اللغة الشعرية حتى في مؤلفات شديدة الأهمية، تلخص أفكاره الفلسفية مثل: "هكذا تكلم زرادشت"، ذلك الكتاب الذي أحدث دوياً هائلاً في عالم المفاهيم والتصورات، والذي نظر إليه الكثيرون كنص شعري، أو رواية تحتفي باللغة وجمالياتها، وهو الأمر الذي دفع نيتشه إلى القول إن لا أحد سيفهم ذلك المؤلف في عصره، خاصة من قبل الألمان الذين يهتمون بعالم الأفكار أكثر من الشعر، لكن كتاب "هكذا تكلم زرادشت"، لا يبرز كحالة نادرة في استخدام فيلسوف المطرقة للأسلوب الأدبي، لذلك اهتم دارسون وباحثون بالنزعة الشعرية التي تغلف العديد من نصوصه الفكرية مثل "إنساني مفرط في إنسانيته"، و"هذا هو الإنسان".

ما حدث لنيتشه في ألمانيا قابله تجاهل كامل في فرنسا حيث لم يتمكن الفلاسفة هناك من تصنيفه وإيجاد خانة تلائمه، ويرى الفيلسوف كرستيان غودان أن أسلوب نيتشه المراوغ والساخر والعصي على الفهم (وهو القائل: إنني أبذل قصارى جهدي كي يصعب فهمي) دفع أندريه جيد وبول فاليري إلى تجريد كتاباته من صفاتها الفلسفية وإلى اعتباره كاتبا وشاعرا لا غير.

ولكن نيتشه عاد إلى الأضواء مرة أخرى مع بروز الوجودية بصحبة سارتر وكامو. أما الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز الذي سمح لنيتشه باحتلال مكان في مجال الفلسفة فيقول عنه "دمج نيتشه، في الفلسفة نمطين تعبيريين جديدين هما: الحكمة والقصيدة. إنهما نمطان يبرهنان على تصور فلسفي جديد ويفصحان عن وجه آخر لكل من المفكر والفكر على حد سواء".

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حسام البدرى يشكر الرئيس السيسي بعد تدخله لعودته من ليبيا

ليوناردو دى كابريو وكوينتين تارانتينو وروبرت دى نيرو فى صورة جديدة

مصرع 3 أشخاص وإصابة 3 آخرين فى حريق هائل بمخزن خردة بالدقهلية

جدل هدية قطر لترامب مستمر.. الطائرة قيمتها 100 ضعف هدايا رئاسة أمريكا منذ 2001

تفاصيل توقيع ترامب وأمير قطر 3 اتفاقيات استراتيجية فى الدوحة


الحكومة توافق على طلب الأوقاف لتنظيم مسابقات لاكتشاف المواهب فى تلاوة القرآن

مصر تتعرض لزلزال بقوة 6.3 ريختر.. البحوث الفلكية: مركزه جزيرة كريت النشطة زلزاليا بالبحر المتوسط.. عمقه ساهم فى شعور سكان الدلتا به.. والزلازل العميقة أقل ضررًا على سطح الأرض.. وتوابعه ضعيفة وغير مؤثرة

ترامب يرتدى رابطة عنق بلون العلم القطرى فى الدوحة.. ويشارك بمؤتمر بعد قليل

هيئة الأرصاد تكشف حقيقة تعرض مصر لـ العاصفة شيماء

وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025


أبو الغيط يعرب عن قلقه إزاء الاشتباكات المسلحة فى طرابلس

وزارة التعليم: إضافة 20% من درجات العربى والتاريخ بالثانوية الدولية للمجموع

دفاع الفنان محمد غنيم: إنهاء إجراءات إعادة المحاكمة وحبس موكلى لحين تحديد جلسة

مجلس الوزراء: رسوم عبور السفن المارة بـ "قناة السويس" تُحصل بالعملات الأجنبية

قصر ترامب الطائر.. "NBC": أعمال تحويل طائرة قطر لرئاسية تكلف أمريكا مليار دولار

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته

بيراميدز يكشف حقيقة الحصول على توقيع رامى ربيعة

الخارجية: الدفاع عن مصالح مصر فى مقدمة أولويات العمل الدبلوماسى بالخارج

إنجاز جديد.. وزارة الزراعة: حققنا الاكتفاء الذاتى من الدواجن وبيض المائدة والألبان الطازجة.. تصدير العديد من منتجاتنا الداجنة لأول مرة بعد توقف 17 عامًا.. واعتماد 14 مزرعة إنتاج ألبان خالية من الدرن والبروسيلا

حدث ليلا.. تغطية شاملة لزلزال اليوم بقوة 6.4 ريختر: كان قويًا نسبيًا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى