الإبداع الأول.. سلامة موسى يظهر تأثره بالغرب فى مقدمة السوبرمان

ظهر تأثر سلامة موسى بالحضارة الغربية بشدة فى كتابه الأول الذى أصدره عام 1910 تحت عنوان مقدمة السوبرمان، فقد كان عائدا لتوه من فرنسا بعد ثلاث سنوات قضاها هناك وتضمن الكتاب بدايات لأفكاره التى تطورت بعد ذلك إذ أورد فصلا فى هذا الكتاب تحت عنوان "نشوء فكرة الله" اقتبسه من الكاتب الإنجليزى جرانت ألين ينطلق من أساس مادى لفهم الكون، واقتنع ببعض الأفكار التى كانت سائدة فى بعض الأوساط الغربية فى تلك الفترة.

ويعتبر سلامة موسى أحد أهم المؤثرين فى الفكر العربى والمصرى فى القرن العشرين، ويعده الكثيرون أول من دعا للاشتراكية فى الوطن العربى.

ولد سلامة موسى عام 1887 بإحدى قرى الزقازيق، والتحق بالمدرسة الابتدائية القبطية، ثم انتقل بعدها إلى القاهرة ليلتحق بالمدرسة التوفيقية، ثم المدرسة الخديوية، وحصل على شهادة البكالوريا عام 1903.

أتاحت له فترة الإقامة فى فرنسا بين عامى 1906 و1909 التعرف على رموز الفكر والفلسفة في أوروبا، فاطَّلع على أعمال "ماركس" و"فولتير"، وتأثر تأثرًا كبيرًا ﺑ "نظرية التطور" أو "النشوء والارتقاء" وبصاحبها "تشارلز داروين"، كما اطلع خلال سفره على آخر ما توصلت إليه علوم المصريات، ثم انتقل إلى إنجلترا لدراسة القانون، انضم إلى جمعية العقليين والجمعية الفابية الاشتراكية، وفيها تعرف على المفكر الكبير "جورج برنارد شو".

عاد إلى مصر عام 1910، وأصدر كتابه "مقدمة السوبرمان" الذى كان أول نافذة يتعرف من خلالها المجتمع الثقافى المصرى عليه، ثم كان كتاب "نشوء فكرة الله" الذى نقل فيه أفكار الكاتب الإنجليزى جرانت ألين ونقده للفكر الدينى.

سلامة موسى له أكثر من أربعين كتابًا، من أهمها: "أحاديث الشباب"، و"أحلام الفلاسفة"، و"الإنسان قمة التطور"، و"الاشتراكية"، و"المرأة ليست لعبة"، و"حرية الفكر وأبطالها في التاريخ"، و"غاندي والحركة الهندية"، و"مصر أصل الحضارة"، و"نظرية التطور وأصل الإنسان"، و"هؤلاء علمونى"، ورحل عن عالمنا فى عام 1958.