عروسة وحصان.. خبير أثرى يقدم أصول الاحتفال بـ المولد النبوي

حصان المولد
حصان المولد
كتب أحمد منصور
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، أن أبلغ رد على الذين يخرجون علينا من وقت لآخر لتحريم الاحتفال بالمولد النبوى هو الاحتفال نفسه وتأصيل تاريخه، حيث إنه كان مظهرًا من مظاهر الفرح والسعادة للأطفال الذين ينتظرون الحصان والعروسة ويسعدون بأكل حلاوة المولد ويسألون عن قيمة هذه الاحتفالية ويتعرفون على سيرة الرسول الكريم ليقتدوا به وقد انفردت مصر عن سائر الدول الإسلامية بعمل عروسة وحصان المولد لإسعاد أطفالها، والتى بدأت منذ العصر الفاطمى.
 
وعن أصول العروسة والحصان يرصد الدكتور ريحان عدة آراء ومنها أنهما تجسيد لأسطورة إيزيس وأوزوريس فى شكل حصان المولد المستوحى من تمثال "حورس" راكبًا الحصان ممسكًا بالسيف ليقتل رمز الشر "ست"، والذى صور على هيئة تمساح، وفى شكل عروسة المولد وكرانيشها الملونة المستوحاة من جناح إيزيس الملون، وفى الفترة المسيحية بعد ذلك صنع مسيحيو مصر العروسة فى مصانع بمنطقة أبو مينا بكينج مريوط بالإسكندرية وكانت ترمز فى المسيحية إلى النفس البشرية وهى اللعبة المفضلة للبنات وصوروا الفارس وهو البطل الذى يمتطى جواده ويطعن الشر بحربته وهى الصورة التى استوحاها المسيحيون من النحت الذى يمثل حورس وهو يطعن (ست) رمز الشر. 
 
المولد النبوى
 
ويشير الدكتور ريحان إلى دور مسيحيو مصر فى مظاهر الاحتفال بالمولد وكانوا متقدمين فى صناعة السكر منذ إنشاء أول مصنع عام 1811 وقامت عائلات مسيحية شهيرة بزراعته، وأنشئت مصانع للسكر فى أبو قرقاص وملوى بمحافظة المنيا وشهد العصر الفاطمى عملا دؤوبًا من المسلمين لإحياء مصانع الحلوى بمدينة أبو مينا التى أغلقت أبوابها وصادف ذلك احتفالهم بالمولد النبوى الشريف وبدأ العمال المسيحيون فى استئناف نشاطهم وصنعوا العروسة والفارس الممتطى الحصان كى يفرح بها الأطفال المسلمون والمسيحيون بعيدًا عن أى مدلولات دينية ثم صنعت العروسة والحصان من الحلوى وخامات مختلفة فى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف وكانت احتفالات المولد قومية يحتفل بها كل شعب مصر بنسيجه الوطنى مسلمين ومسيحيين وقد تعجب الباحث الفرنسى "إدوارد ليم لين" من احتشاد المسيحيين لمشاهدة حلقات المنشدين حتى أذان الفجر وكأن مصر مجتمعة كلها بداية من الأمير ولى العهد فى سرادقه حتى المزارعين والعمال والصناع للاحتفال بالمولد النبوى.
 
وأوضح الدكتور ريحان من خلال دراسة أثرية تاريخية للدكتور على أحمد إبراهيم، أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، أن الحملة الفرنسية رصدت احتفالًا بالمولد النبوى الشريف فى الساحة الرحبة ببركة الأزبكية، حيث كانت تنصب السرادقات للدراويش وحلقات الذكر للمنشدين طوال الليل وكان الناس يجتمعون لمشاهدة المهرجين، وكان الخليفة الفاطمى يخرج راكبًا حصانه ومن خلفه سيدة القصر فى هودجها فى موكب مهيب يبدأ من قصر الخلافة وحتى مشهد الحسين رضى الله عنه، ومن هذا الموكب قد تكون ظهر ما يعرف بحصان المولد وعروسة المولد، حيث صنع المصريون من السكر أشكالًا للحصان والعروسة الموجودة حتى الآن.
 
حصان
 
ولفت الدكتور ريحان إلى أن ليلة الاحتفال بالمولد النبوى كان يقيم السلطان خيمة بالحوش السلطانى فى القلعة ذات أوصاف خاصة تسمى "خيمة المولد" ويذكر ابن إياس أنها عدت من عجائب الدنيا وكان أول من وضع هذه الخيمة السلطان المملوكى الجركسى قايتباى وقيل فى وصف هذه الخيمة إنها زرقاء اللون على شكل قاعة فيها ثلاثة أواوين وفى وسطها قبة مقامة على أربعة أعمدة وبلغت تكلفتها حوالى ثلاثين ألف دينار.
وأن هذه الخيمة لا ينصبها إلا ثلاثمائة رجل وكان يوضع عند أبوابها أحواض من الجلد تملأ بالماء المحلى بالسكر والليمون وتعلق حولها الأكواب الفاخرة المصنوعة من النحاس الأصفر والمزينة بالنقوش الجميلة وتربط هذه الأكواب بسلاسل من النحاس ويصّف حولها طائفة من غلمان الشربخانة لمناولة الوافدين من الناس ولا فرق بين صغير وكبير واستمرت إقامة هذه الخيمة حتى العصر العثمانى.
 
وفى الليلة الختامية للاحتفال يظهر المقرئون براعتهم فى التلاوة بآيات الذكر الحكيم فيتعاقب واحد بعد الآخر وبعد صلاة المغرب تمد الحلوى السكرية المختلفة الألوان وفى صباح يوم المولد يوزع السلطان كميات من القمح على الزوايا.
ويشير الدكتور ريحان إلى أقوال المؤرخ "عبد الرحمن الجبرتى"، الذى عاش فى زمن الحملة الفرنسية على مصر الذى ذكر فى كتاباته أن نابليون بونابرت اهتم بإقامة الاحتفال بالمولد النبوى الشريف سنة (١٢١٣هـ/ ١٧٩٨م) من خلال إرسال نفقات الاحتفالات وقدرها300  ريال فرنسى إلى منزل الشيخ البكرى نقيب الأشراف فى مصر فى حى الأزبكية، وكانت ترسل الطبول الضخمة والقناديل، وفى الليل تقام الألعاب النارية احتفالًا بالمولد .
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رئيس الوزراء: سنناقش إنهاء إجراءات تحويل الدعم العينى إلى نقدى الأسبوع المقبل

رئيس الوزراء: نركز من الآن على خفض معدلات الفقر وإحداث نقلة فى حياة المواطن

فرصة أخيرة للفنان محمد رمضان بعد تأييد حبسه عامين بسبب أغنية رقم 1 يا انصاص

من حريق شقة بطلة فيلم اللى بالى بالك لكل بيت مصرى.. تحذيرات أمنية لا تحتمل التأجيل.. الخبراء يضعون روشتة لمواجهة الحرائق.. الحذر أثناء استخدام وسائل التدفئة.. ويشددون على كواشف الدخان والتأكد من سلامة الأسلاك

مجلس الوزراء يوافق على 14 قرارا خلال اجتماعه اليوم.. تعرف عليها


قرار حكومى بالعفو عن باقى مدة العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة

انتهاء نظر استئناف محمد رمضان على حبسه عامين وتغيبه عن الحضور

السفارة المصرية في الرباط تنظم عرضا خاصا لفيلم «الست»

طليقة مصطفى أبو سريع تحتفظ بصورهما بعد انفصالهما رسميًا

الأهلى يناقش استعارة لاعب سيراميكا فى يناير ضمن صفقة عمر كمال


شرط محمد صلاح للبقاء مع ليفربول بعد أزمة سلوت

ليفربول يبلغ وكيل محمد صلاح موقفه من رحيل الملك المصرى

على ماهر يعيد 5 لاعبين لتشكيل سيراميكا أمام الأهلى فى كأس عاصمة مصر

حالة الطقس.. الأرصاد تكشف خرائط الأمطار خلال الساعات المقبلة

150قناة عالمية تذيع مباريات كأس أمم أفريقيا 2025

مواعيد مباريات اليوم.. باريس سان جيرمان مع فلامنجو ومان سيتي ضد برينتفورد

بعد مصرع الفنانة نيفين مندور.. خطوات لتجنب حرائق الشقق السكنية.. تعرف عليها

جار نيفين مندور يكشف تفاصيل مصرعها فى حريق منزلها بالإسكندرية

بدء الاقتراع بأول أيام جولة إعادة المرحلة الثانية لانتخابات النواب

زيادة 15٪ سنويا.. قانون الإيجار القديم يضع قواعد جديدة للأجرة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى