سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 19أكتوبر 1973.. استشهاد البطل إبراهيم الرفاعى قائد «المجموعة 39 قتال» فى اشتباكات مع العدو الإسرائيلى.. والقيادة العامة تأمر بإرسال جثمانه إلى القاهرة

البطل إبراهيم الرفاعى
البطل إبراهيم الرفاعى
عاد العقيد إبراهيم الرفاعى ومجموعته من أبطال «المجموعة 39 قتال» إلى القاهرة يوم 18 أكتوبر 1973 بعد عملية ضرب مطار الطور، وحسب مذكرات اللواء محسن طه أحد أبطال هذه المجموعة المنشورة فى «موقع المجموعة 73 مؤرخين - إلكترونى»: «تم استدعاء الرفاعى لمقابلة الرئيس السادات، ووزير الحربية الفريق أول أحمد إسماعيل، وناقشوا قضية ثغرة الدفرسوار، وطلبا منه أن يضع بنفسه خطة لنسف وتدمير المعبر الذى تستخدمه القوات الإسرائيلية لنقل قواتها إلى الثغرة».
 
وضع الرفاعى خطته، ووفقا لمحمد الشافعى فى كتابه «المجموعة 39 قتال - مدد يا رفاعى»: «تم تدمير دبابة أو أكثر من دبابات العدو فوق المعبر، بثلاثة قوارب اقتحام تأتى من جنوب البحيرات إلى المعبر، وعليها أفراد مسلحون بالأسلحة المضادة للدبابات، وفى نفس التوقيت يغوص أفراد الضفادع البشرية إلى أعماق المعبر، ووضع العبوات الناسفة على جميع أجزائه، ويتم التفجير بعد ساعة من زرع العبوات الناسفة، فإذا ما تم التفجير، انعزلت قوات العدو فى الغرب عن قواته فى الشرق، بما يعنى انعدام الإمداد والتموين، وفى حال فشل تعطيل دبابة أو أكثر على جسم المعبر تنفذ الخطة البديلة، وهى الدفع بمجموعات اقتحام تعمل على تدمير أكثر من دبابة أمام المعبر مباشرة».
 
وصل الرفاعى ومجموعته إلى مركز قيادة الجيش الثانى الميدانى، وفى مركز قيادته توصل إلى استحالة تنفيذ الخطة، والسبب كما يقول البطل نبيل عبدالوهاب، أحد «الضفادع» الثمانية المكلفين بالمهمة: «أن العدو الإسرائيلى سيطر على جنوب الدفرسوار مما يلغى عملية قيام الضفادع البشرية بتلغيم المعبر، وفى مركز القيادة كانت هناك تعليمات جديدة من الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة، بضرورة تحرك المجموعة عن طريق «المعاهدة» للوصول إلى موقع تقاطع «سرابيوم»، عند قرية «نفيشة»، والتمسك به مهما كان الثمن لمنع قوات العدو من التقدم لاحتلال الإسماعيلية».
 
بدأ «الرفاعى» فى تنفيذ الخطة الجديدة ليخوض ومجموعته معركة هائلة، يتذكرها اللواء محسن طه أحد أبطالها، قائلا: «تقدمت المجموعة واحتلت مواقعها، وفوجئت عناصر استطلاع المجموعة بتقدم دبابات إسرائيلية فى اتجاه مواقع الصواريخ المضادة للطائرات، وأمر «الرفاعى» بتثبيت المجموعة فى أماكنها، ونشر مجموعات كمائن على يمين ويسار الطريق لمنع تقدم العدو وتدميره، وتقدم ومعه الرائدان رفعت الزعفرانى ومحسن طه والرقيب أول مصطفى إبراهيم والعريف محمد الصادق عويس، وهم من أمهر رماة القاذف الصاروخى «آر بى جى 7» والمدفع 84 م/د عديم الارتداد فى اتجاه موقع الصواريخ، ووصلوا إلى أعلى نقطة بالموقع ليكون الظهور متبادلا مع العدو، ويكون الضرب مباشرة بالأسلحة المضادة للدبابات المحمولة على الكتف».
 
يضيف «طه»، تم الاشتباك مع العدو، وتدمير دبابتين له، وتوقف قول دباباته، وانطلق الرفاعى ومن معه فى خفة وحذر يدفعون بأنفسهم دون أن يشعر أحد بهم، واستمر الاشتباك مع العدو بالصواريخ المضادة للدبابات، وفجأة سقط «الرفاعى» أرضا، بعد أن اخترقت شظية صدره، وفشلت محاولات وقف نزفه.. يتذكر طه: «وضع مصطفى رأس الشهيد على فخذيه، ومال عويس يتلو بعض آيات قرآنية، وكان أذان الجمعة يعلو من مسجد مجاور لمنطقة نفيشة، واختنق صوت مصطفى وعويس بالبكاء، وحمل الرجال الشهيد وهو يرتدى أفروله الزيتى، ووضعوه فوق العربة الجيب المفتوحة، ووصل جثمانه إلى قيادة المجموعة، وأرسل الرائد محسن طه برقية إلى القيادة العامة تحمل الخبر، فكان الرد: «إرسال الجثمان إلى القاهرة لتشييع جنازته بين أهله».   
 
سالت دماء «الرفاعى» الذكية، مختتما حياة بدأت بمولده فى حى العباسية بالقاهرة 21 يونيو 1931، لأسرة تعود بأصولها إلى قرية «الخلابة»، مركز بلقاس، محافظة الدقهلية، وحسب الشافعى، فإنه تخرج فى الكلية الحربية عام 1954، ولفت أنظار قادته بذكائه وشجاعته الفائقة، وشارك فى حروب 1956، واليمن، ويونيو 1967، والاستنزاف، وأكتوبر 1973، ثم كانت قيادته للمجموعة «39 قتال» التى تأسست يوم 24 يوليو 1969 بقرار من اللواء محمد أحمد صادق رئيس المخابرات الحربية «وزير الحربية من 15 مايو 1971 إلى 15 أكتوبر 1972»، لتنفيذ عمليات خاصة ضد العدو، وواصلت عملياتها البطولية حتى 25 إبريل 1974.
 
عاش «الرفاعى» زاهدا فى الدنيا.. يذكر الكاتب الصحفى عبده مباشر، وكان المدنى الوحيد فى «المجموعة 39» فى كتابه «رجال أكتوبر»: «كنت أدرك أنه من الطبيعى أن يسعى بنو البشر جاهدين للفوز ببعض متاع الحياة الدنيا، أما هو فلم أره يوما ولم أسمعه مرة يتحدث عن هذا، أو يشير إليه».. سألته يوما: ألست بشرا مثلنا؟ ابتسم فى حياء وتواضع وقرأ قوله تعالى: «قل متاع الدنيا قليل».  
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

البرازيلي إستيفاو يكتب التاريخ في مونديال الأندية رغم وداع بالميراس

بعد الخطأ الفادح.. ميسى يصنع ويسجل فى تقدم إنتر ميامى على مونتريال 2-1

صدق أو لا تصدق.. ميسي يُهدي هدفا لمنافسه بتمريرة كارثية "فيديو"

الزمالك يجدد عقد عبد الله السعيد لمدة موسمين

مواعيد مباريات اليوم الأحد 6 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة


صدمة للبايرن.. تقارير تكشف مدة غياب موسيالا بعد إصابته الخطيرة

ريال مدريد يهزم دورتموند ويواجه باريس في نصف نهائي مونديال الأندية.. فيديو

إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا".. ويؤكد: سيعيد للأمريكيين حريتهم

وزيرا التضامن والعمل يقرران صرف 300 ألف جنيه لأسرة كل متوفى بحادث الدائرى الإقليمى

فرص عمل بمشروع محطة الضبعة النووية بمرتبات تصل إلى 11 ألف جنيه


قائمة تنسيق القبول في مدارس الثانوي العام والفني 2025 بالجيزة

تحذير عاجل من الأرصاد الجوية لهذه المحافظات خلال الـ48 ساعة المقبلة

فاضل 227 يوم.. تعرف على موعد شهر رمضان 2026

وظائف جديدة بمرتبات تصل لـ 13 ألف جنيه بشركة كهرباء.. تفاصيل

صحتك بالدنيا.. إضافات لكوب الشاي ليعالج "الانتفاخ".. دراسة تؤكد: المشروبات السكرية ترفع خطر الإصابة بالسكر مقارنة بالمأكولات.. 6 طرق تساهم في تحسين الذاكرة.. وعلامات لا تتجاهلها لضعف النظر عند الأطفال

توجيهات رئاسية عاجلة للحكومة بشأن الدائرى الإقليمى

ارتفاع عدد المتوفين بحادث الطريق الإقليمي لـ 10 ضحايا

لبلبة تكشف عن أحدث ظهور لهالة الشلقانى زوجة الزعيم عادل إمام.. صور

وزير العمل يوجه ببحث تعويض ضحايا حادث الدائري الإقليمي ويعزى أسر المتوفين

201 مرشح يقدمون أوراقهم لخوض انتخابات الشيوخ بأول أيام تلقى الطلبات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى