"دولة العشوائيات".. والمتاجرة بـ "أحلام الغلابة"

شريف عارف
شريف عارف
بقلم شريف عارف

المصريون لديهم الحصانة الكافية، للوقوف والصمود أمام الإدعاءات والأباطيل، وتجاوزها بفضل عمقهم الحضاري الضارب في أعماق التاريخ. هذه حقيقة لاتقبل التشكيك أو أن يتم تصنيفها كنوع من المبالغة أو التهويل.

المثل واضح للعيان، في هذا الصمود الكبير أمام الألة الدعائية التي يملكها ويديرها التنظيم الدولي للإخوان والمتعاملون معه. فعلى مدى 7 سنوات مضت، أدارت هذه الألة أبشع صور التضليل والكذب مستخدمة كل الأدوات، مابين وصف أعظم ثورات التاريخ بإنها " إنقلاب"، وحتى الإدعاءات الباطلة، التي تظهر يومياً في شكل شائعات مسمومة أو قصص ساخرة، هدفها تحطيم وتدمير أي إنجاز يحدث على أرض مصر.

دولة " 30 يونيو " وجمهوريتها الجديدة، إقتحمت – بكل جرأة – ملفات لم تستطع أنظمة قبلها أن تقتحمها. وأن تحقق فيها نجاحات كانت محل تقدير.

في مقدمة هذه الملفات ملف " العشوائيات"، وهو أخطر الملفات الذي لا ينسب إلى عهد بعينه، لكن العقود الأخيرة وحدها ، كانت كفيلة بإظهار مدى وحشيته، وخطورته على سلامةالمجتمع ككل.

الأخطر أن " ملف العشوائيات"، هو أكثر الملفات التي خضعت لعمليات " تجارة" من كل الأطياف تقريباً، فقاطنيها هي الفئة المطحونة، التي عصفت بها الظروف المجتمعية، أو ما نسميهم بـ " الغلابة".

خضع " الغلابة" ومجتمعاتهم العشوائية لأبشع تجارة من "الإسلام السياسي "، بهدف السيطرة وتجهيز الرجال القادرين على المواجهة، وأن تكون هذه المناطق على وجه التحديد، بعيدة عن سيطرة الدولة وأجهزتها، وبالتالى يسهل عليها أن تكون مشروعاً مستقبلياً لهم ولأفكارهم الهدامة، وأغراضهم غير المشروعة في تأسيس مجتمع موازى، له قواعده وأعرافه وقوانينه، التي هي – بالطبع – بعيدة عن قوانين الدولة الأم.

أحداث السنوات العشر الماضية، وما أعقب ثورة 25 يناير على وجه التحديد، أظهرت حجم المتاجرة التي خضعت لها هذه المناطق، وكيف تم استغلالها كمناطق لـ " التفجير المجتمعي"، في تربية أجيال نشأت على العنف واستخدام القوة لجلب ما تعتقد أنه حقها ، الذي سلبته " الدولة الظالمة"!

أصبحت العشوائيات أرضاص خصبة، لنبات كل ماهو ضد الدولة المصرية من مخازن السلاح والاتجار بالمخدرات، حتى الخروج عن صحيح الدين بأفكار جديدة، تدمر الثوابت التي صنعت هوية المصريين عبر التاريخ، في التسامح والايمان بالآخر.

كان طبيعياً، أن تتعرض الدولة المصرية وهي تقتحم هذا الملف على وجه التحديد إلى حملات تحريض، فقد أصابت المتاجرين في مقتل، بقذيفة وطنية!

توقفت طويلاً أمام تساؤلات محددة طرحها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل أيام في افتتاح منطقة الاسكان البديل للمناطق غير الآمنة من منطقة السادس من أكتوبر.. تساءل الرئيس في حديثه للمصريين عموما عن زحف العشوائيات إلى أراضي الدولة قائلاً: " "مش عاوزين تحلموا لبلدكم ولنفسكم ليه؟.. ليه راضيين تحطوا قالب طوب على الأراضي الزراعية وخلاص؟".

النقطة الهامة التي تتطلب التوقف أمامها هي تأكيد الرئيس على أننا " نعالج أوضاعًا سابقة.. ولن تعالج إلا بتضافر جهودنا جميعًا مواطن ودولة".

هذه النقلة الكبيرة، من مجتمعات كانت يائسة إلى أخرى لديها رؤية وأمل بالمشاركة في صياغة المستقبل، هي نقلة نوعية بكل المقاييس. إنتصار كبير في الحرب على المتاجرين بـ " أحلام الغلابة"!

هذه النقلة تثبت أن مصر، لديها إرادة حقيقية في التغيير للأفضل، وتحسين أنماط المعيشة، وتدحض -في نفس الوقت الأكاذيب- التي تروجها الجماعة الآثمة وتنظيمها الدولي، من أن مصر تهتم بفئات بعينها، ولا تنظر إلى الفئات المهمشة.

مصر تمتلك قدرة التغيير ..بإرادة قوية ..وبمعاونة شعبها الصامد..

 

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

طرح خراف وأبقار حية بشوادر الشركة القابضة للصناعات الغذائية.. اعرف الأسعار

الهيئة العامة للتأمين تطلق حملة «تأمين شامل.. لجيل آمن» بأسوان

تشكيل بيراميدز المتوقع أمام صن داونز.. رمضان وإبراهيم وماييلى بالهجوم

الاتحاد الأوروبي مستعد للتوصل لاتفاق تجاري مع واشنطن يستند إلى الاحترام لا على التهديدات

اليوم.. رئيس الوزراء يحضر احتفالية مرفق الإسعاف المصرى


أكرم القصاص يكتب: «راوتر شيخ البلد».. زيارة «فيس بوك» لقريتنا

سيدة تعتدي على طفلها بآلة حادة انتقاما من زوجها فى العمرانية

صفحات الغش الإلكترونى تنشر أسئلة امتحان التاريخ للصف الأول الثانوى بالقاهرة

البنك الأهلى يلتقى المصرى فى صراع المركز الرابع بالدورى اليوم

تريزيجيه يبحث عن النهاية السعيدة مع الريان في نهائي كأس أمير قطر اليوم


بعثة الحج المصرية تحيط حجاجها فى المدينة المنورة برعاية كاملة.. استمرار التفويج لمكة لمكرمة وسط تسهيلات كبيرة.. والحالة الصحية للجميع جيدة.. وفرق دعم لكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة

الطقس اليوم السبت 24 - 5 - 2025.. موجة شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء

ماهى سيناريوهات تتويج الأهلى وبيراميدز بلقب بطل دوري nile ؟

هزة أرضية بقوة 3 ريختر فى جزيرة كريت

رحلة بلا عودة.. تفاصيل اللحظات الأخيرة لغطاسى ميناء السخنة فى السويس

باقٍ 28 يومًا.. موعد الانقلاب الصيفى وبداية فصل الصيف رسميًا

ترتيب مجموعة البطولة فى دوري nile قبل مباريات الجولة الثامنة اليوم

بيراميدز: طلبنا بشكل عاجل عدم إعلان بطل الدورى لحين حسم القضية نهائيا

المحكمة الرياضية ترفض طلب بيراميدز بنظر قضية مباراة القمة بالشق المستعجل

فيلمان فقط فى منافسات موسم عيد الأضحى السينمائى 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى