مفهوم التراث والتجديد فى كتب المفكر الراحل حسن حنفى

الدكتور حسن حنفى
الدكتور حسن حنفى
كتب أحمد إبراهيم الشريف
توفى، اليوم، المفكر الكبير حسن حنفى الذى ولد فى سنة 1935، ويعد من أشهر أساتذة الفلسفة فى الثقافة العربية، وله العديد من الكتب المهتمة بالتراث والتجديد، لكن ما الذى يقصده حسن حنفى بذلك؟ 
 
يقول الدكتور حسن حنفى فى كتبه: ماذا يعنى "التراث والتجديد"؟
 
التراث هو كل ما وصل إلينا من الماضي داخل الحضارة السائدة؛ فهو إذن قضية موروث وفي نفس الوقت قضية معطى حاضر على عديد من المستويات.
 
وليست القضية هي "تجديد التراث" أو "التراث والتجديد" لأن البداية هى "التراث" وليس "التجديد" من أجل المحافظة على الاستمرار فى الثقافة الوطنية، وتأصيل الحاضر، ودفعه نحو التقدم، والمشاركة في قضايا التغيير الاجتماعى، التراث هو نقطة البداية كمسئولية ثقافية وقومية، والتجديد هو إعادة تفسير التراث طبقًا لحاجات العصر، فالقديم يسبق الجديد، والأصالة أساس المعاصرة، والوسيلة تؤدى إلى الغاية. 
 
التراث هو الوسيلة، والتجديد هو الغاية، وهى المساهمة فى تطوير الواقع وحل مشكلاته، والقضاء على أسباب معوقاته، وفتح مغاليقه التي تمنع أى محاولة لتطويره. 
 
والتراث ليس قيمة فى ذاته إلا بقدر ما يعطى من نظرية علمية في تفسير الواقع والعمل على تطويره؛ فهو ليس متحفًا للأفكار نفخر بها وننظر إليها بإعجاب، ونقف أمامها فى انبهار وندعو العالم معنا للمشاهدة والسياحة الفكرية، بل هو نظرية للعمل، وموجِّه للسلوك، وذخيرة قومية يمكن اكتشافها واستغلالها واستثمارها من أجل إعادة بناء الإنسان وعلاقته بالأرض، وهما حجرا العثرة اللذان تتحطم عليهما كل جهود البلاد النامية في التطور والتنمية؛ فالتصنيع والإصلاح الزراعي قد يتحطمان؛ لأن الإنسان وهو العامل والفلاح، لم تتم إعادة بنائه ووضعه في العالم، وظل متخلفًا عن مظاهر التقدم، فالثورة الصناعية والزراعية في البلاد النامية لا تتم إلا بعد القيام بثورة إنسانية سابقة عليها وشرط لها؛ لذلك تعثر العمل السياسي في البلاد النامية وفشلت الجهود لقيام أحزاب تقدمية وتنظيمات شعبية تملأ الفراغ بين السلطة والجماهير، فالنهضة سابقة على التنمية وشرط لها، والإصلاح سابق على النهضة وشرط لها، والقفز إلى التنمية هو تحقيق لمظاهر التقدم دون مضمونه وشرطه.
 
"التراث والتجديد" إذن يحاول تأسيس قضايا التغير الاجتماعي على نحو طبيعي وفى منظور تاريخى، يبدأ بالأساس والشرط قبل المؤسس والمشروط.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

عاطل وراء حرق شقته لمروره بأزمة نفسية فى بولاق الدكرور

الأهلي يضم أسماء علي لاعبة ريو آفي البرتغالي لتدعيم فريق الكرة النسائية

الزمالك يحصل على توقيع المهدى سليمان لتدعيم حراسة المرمى وينتظر قرار فيريرا

201 مرشح يقدمون أوراقهم لخوض انتخابات الشيوخ بأول أيام تلقى الطلبات

بي إس جي ضد البايرن.. التشكيل الرسمى للقمة النارية فى كأس العالم للأندية


الجمعية الفلكية بجدة: الأرض تستعد لتسجيل أقصر الأيام خلال يوليو وأغسطس

بيراميدز يسطر التاريخ ويعتلى أفريقيا بعد 7 سنوات من التأسيس

ثورة تصحيح بالزمالك في خريطة الموسم الجديد لإعتلاء منصات التتويج محليا وأفريقيا.. منح جون إدوارد كافة الصلاحيات.. تعيين البلجيكي يانيك فيريرا مديرا فنيا.. واتجاه لتعيين منسق عام للفريق الكروي

موعد مباراة الريال ضد دورتموند فى ربع نهائى كأس العالم للأندية

إصابة عاملين سقطا من أعلى "سقالة" أثناء العمل فى المنصورة


سر غياب محمد صلاح وكريستيانو رونالدو عن جنازة جوتا

مصابو حادث الطريق الإقليمى: السواق كان بيجرى بسرعة جنونية وبيعمل غرز.. فيديو

ارتفاع عدد المتوفين لـ9 وإصابة 11 آخرين بتصادم سيارتين ميكروباص بـ"الإقليمى"

أمور كيم كارداشيان وكاني ويست المُعلقة.. هل يحملان مشاعر لبعضهما بعد الطلاق؟

المعاينة: اختلال عجلة القيادة وراء حادث تصادم سيارتين بالطريق الإقليمى

إستيفاو يودّع بالميراس: ستظلون دائمًا في قلبي

ليفربول يواصل صرف رواتب جوتا حتى 2027 ويؤسس صندوقًا لدعم وتعليم أطفاله

اليوم.. الفصل فى عدم دستورية طرد المصريين وغير المصريين بالإيجار القديم

ريال مدريد يواجه دورتموند فى قمة أوروبية على بطاقة نصف نهائى مونديال الأندية

باريس سان جيرمان يتحدى بايرن ميونخ فى نهائى مبكر بمونديال الأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى