ابن خلدون فى مصر.. حضور عظيم وتاريخ مجيد وأثر مجهول

ابن خلدون
ابن خلدون
كتب محمد عبد الرحمن

تسبب المؤرخ والعلامة الشهير ابن خلدون، فى جدل كبير، بعد عرض منزل ابن خلدون لبيع، واجتاحت الأوساط الثقافية موجة غضب عارمة، بعدما تسبب إعلان طرح منزل ابن خلدون بمدينة فاس المغربية للبيع، من قبل العائلة المالكة للمنزل، وهو ما تسبب فى ضجة كبيرة وحالة من الجدل الكبير حول موضوع حماية التراث فى المغرب.

وشهد ابن خلدون تقلبات كثيرة فى عصره كالانكسارات والهزائم وانهيار حضارات فى شرق العالم الإسلامى وغربه، وموت ونشأة دول، وتولّى العديد من المناصب فعندما أتم العشرين، حصل على وظيفة فى محكمة تونس، ليصبح بعدها سكرتير عند سلطان المغرب، واستمر بذلك لعامين، حتى اشتبه بمشاركته فى حركة تمرد فسجن لعامين، مر بعدها بحالة من الاستياء جعلته يقرر المغادرة إلى المغرب.

وفى العام الذى يليه تم إرساله إلى مدينة إشبيلية وذلك لإبرام معاهدة السلام مع بيدرو الأول فى مدينة قشتالة، فلقى ابن خلدون ما لقى من ارتياح من قبل بيدرو الذى عرض عليه الوظيفة فى خدمته، إلا أن ابن خلدون رفض ذلك بأدب.

كما كانت مصر إحدى محطات ابن خلدون المهمة فمكث فى الاسكندرية لشهر ثم اتجه بعدها للقاهرة التى أخذ بجمال حضارتها وبنيانها، ووصف وقعها فى نفسه وصفا رائعا، فقال: “فرأيت حضرة الدنيا، وبستان العالم، ومحشر الأمم، وكرسى الملك، تلوح القصور والأواوين فى جوه، وتزهر الخوانك والمدارس بآفاقه، وتضيء البدور والكواكب من علمائه، وقد مثل بشاطئ بحر النيل نهر الجنة، ومدفع مياه السماء، يسقيهم النهل والعلل سيحه، ويحيى إليهم الثمرات والخيرات ثجة، ومررت فى سكك المدينة تغص بزحام المارة، وأسواقها تزجر بالنعم".

ووصل ابن خلدون إلى القاهرة فى أول ذى القعدة سنة 784 - نوفمبر سنة 1382؛ وكان المجتمع القاهرى يعرف الكثير عن شخصه وسيرته؛ وكانت نسخٌ من مؤلفه الضخم ولا سيما مقدمته الشهيرة قد ذاعت قبل ذلك بقليل فى مصر وغيرها من بلدان المشرق، وأعجبت دوائر العلم والتفكير والأدب بطرافة مقدمته، جلس ابن خلدون للتَّدريس بالأزهر، والظاهر أنه كان يدرس الحديث والفقه المالكي، ويشرح نظرياته فى العمران والعصبية وأُسس المُلك ونشأة الدول.

وكان السلطان يومئذٍ الظاهر برقوق؛ وقد ولى المُلك قبيل مقدم ابن خلدون بأيام قلائل (أواخر رمضان سنة 784)، فأكرم وفادة المؤرخ واهتم بأمره؛ وبهذا تحققت أمنية المؤرخ من الاستقرار والمقام الهادئ فى ظل أمير يحميه ويكفل رزقه، ولم يمض قليل على ذلك حتى خلا منصبٌ للتَّدريس بالمدرسة القمحية بجوار جامع عمرو وهى من مدارس المالكية فعيَّنه السلطان فيه.

المصادر التاريخية تؤكد أن مؤسس علم الاجتماع دفن فى مصر، لكن حتى الآن قبره يعد مجهولا، لكن الثابت لدى العديد من المؤرخين أن قبره فى مصر بمنطقة مقابر الصوفية فى باب النصر، ولكن ليس معلوما بالتحديد فى أى هذه القبور يرقد رفات "ابن خلدون"، فيما يعتقد عدد من الباحثين أن ابن خلدون دفن بمقابر الصوفية خارج باب النصر، فى قبر غير معلوم.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رصد متحور كورونا جديد في بريطانيا.. وإندبندنت تكشف "عرض فريد"

الحوثيون: استهدفنا ناقلة بضائع في البحر الأحمر وهي الآن معرضة للغرق

استئناف القاهرة تلزم شركة أدوية بتعويض موظف بـ1.45 مليون جنيه لفصله تعسفيا

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم

مها الصغير: أنا غلطت فى حق الفنانة ليزا.. أنا آسفة وزعلانة من نفسى


أبطال فيلم أحمد وأحمد يحتفلون بالعرض الخاص فى السعودية اليوم

الأهلى يتسلم الاستغناء الخاص بياسين مرعي من فاركو

وزير التعليم: الطالب يختار أحد 4 مسارات فى البكالوريا و70% النجاح فى الدين

الزمالك يدخل فى مفاوضات لضم الأنجولي شيكو بانزا

ريبيرو يخطر الأهلى برفض رحيل 7 نجوم بسبب أزمة وسام أبو علي


ممدوح عباس: لست مسئول عن صفقات الزمالك وأساهم فيها فقط

إحالة دعوى تطالب بصرف منحة استثنائية لأصحاب المعاشات للدائرة المختصة

بايرن ميونخ يتوصل لاتفاق مع دياز نجم ليفربول

وزير التعليم: نظام الثانوية العامة الحالى قاس على الطلاب والأسر

وزير التعليم: "لو عايز تبقى مهندس وماجبتش مجموع البكالوريا هتديك الفرصة"

تنسيق الجامعات 2025.. محظورات على طلاب الثانوية تؤدى لإلغاء اختبارات القدرات

مش كلها بتزود وزنك.. 7 أنواع من الجبن صحية وتساعد على فقدان دهون البطن

شلبي والزناري ونيمار مقابل أحمد ربيع.. الزمالك ينهي اتفاقه مع البنك الأهلي

غادة عادل بعد خضوعها لعملية شد وجه.. ماذا تغير فى شكلها قبل وبعد؟

مواعيد مباريات نصف نهائي كأس العالم للأندية والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى