مفتى الجمهورية: سعى جماعات التطرف والإرهاب لتشويه الدين والوطن باء بالفشل

مفتى الجمهورية خلال لقاء الجالية المصرية فى البوسنة والهرسك

كتب على عبد الرحمن

الثلاثاء، 26 أكتوبر 2021 03:31 م

قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، إن الجاليةَ المصرية فى مختلف دول العالم خيرُ سفراء لمصر الكنانة، التى خصَّها المولى عز وجل بمكانة سامية فى كل الكتب المقدسة والقرآن الكريم، حيث ذكر سبحانه مصر تصريحًا وتلميحًا أكثر من ثلاثين مرة، كما أورد الإمام السيوطى فى كتابه: "حسن المحاضرة فى أخبار مصر والقاهرة".

وأضاف علام فى كلمته التى ألقاها خلال لقائه بالجالية المصرية فى البوسنة والهرسك أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم، قد بيَّن لنا أن لمصر مكانة خاصة عند جنابه الشريف، فقال: "إن الله سيفتح عليكم بعدى مصر فاستوصوا بقبطها خيرًا فإن لكم منهم صهرًا وذمة". كما وصف جنود مصر بأنهم خير جنود الأرض، وهى بشرى كبيرة لمصر وأهلها، ونصر أكتوبر شاهد على ذلك.

وأكد فضيلة المفتى أن التجربة المصرية فى العيش المشترك بين جناحَى مصر المسلمين والمسيحيين هى تجربة رائدة لا بد أن تصدَّر للعالم أجمع، مشيرًا إلى أن سعى جماعات التطرف والإرهاب لتشويه الدين والوطن باء بالفشل بفضل وعى أبناء مصر.

وأضاف أننا نحتفل خلال هذا الشهر بمناسبتين عزيزتين؛ وهما المولد النبوى الشريف ونصر أكتوبر، مؤكدًا أن الاحتفاء والاحتفال بهذه المناسبات من شأنه أن يرسخ القيم النبيلة فى حياة كل مصرى حيثما كان.

وأوضح فضيلة المفتى أن المصرى بطبعه مرتبط بوطنه عاشق له، فحب الوطن غريزة فطرية أودعها الله سبحانه وتعالى فى القلوب، وقد عبَّر النبى صلى الله عليه وآله وسلم عن حبه لوطنه فى رحلة الهجرة النبوية عندما نظر إلى مكة وقال: «واللَّهِ إنَّكِ لخيرُ أرضِ اللَّهِ وأحبُّ أرضِ اللَّهِ إليَّ، ولولا أن أَهْلَكِ أخرَجونى منكِ ما خَرجتُ». فهو صلى الله عليه وآله وسلم علمنا حب الأوطان وخاض حروبًا دفاعًا عن حِمى الوطن، وهو ما يؤكد أنه لا يوجد تناقض بين الإيمان وحب الأوطان، بل إن حب الأوطان من الإيمان.

وأكد مفتى الجمهورية أن مصر تزخر بأولادها النوابغ فى كل مكان، وتفخر بهم، ولا سيما أن المصريين يبدعون فى كل المجالات حول العالم، مشيرًا إلى أن المصرى بار بوطنه، ومن صور بره بوطنه أن يكون النموذجَ القدوةَ والمثالَ الحسنَ لوطنه، ملتزمًا بالضوابط والقوانين التى تعتمدها البلد التى يعيش فيها.

ولفت فضيلته النظر إلى أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم علم أصحابه التعايش والسماحة، وأمر أصحابه بالهجرة إلى الحبشة، وقد هاجر المسلمون إلى دول كثيرة وهم يحملون القرآن والأخلاق الحميدة، وفتحوا قلوب البشر بالحوار والعيش المشترك وحسن الخلق.

وحثَّ فضيلتُه الجاليةَ المصرية على ضرورة دعم الوطن بكافة السبل والوسائل، وأن يشارك أفرادها فى إنجازاته مشاركة وجدانية ومادية فى كل مبادرات الوطن، كل حسب قدرته وإمكانياته، مؤكدًا أن دعم المبادرات التى تهدف إلى تحسين أحوال المصريين واجب وطنى على كل مصرى يعيش فى الخارج.

وتابع فضيلته: "سُئلنا من المصريين فى الخارج عن نقل الزكوات والصدقات إلى مصر، وقلنا: إن هذا الأمر جائز شرعًا، ودعمنا الفتوى بالأدلة الشرعية المعتبرة، ولاقت قبولًا بين المصريين فى الخارج".

وتوجه فضيلة المفتى فى ختام اللقاء بالشكر إلى السفير ياسر سرور سفير مصر فى سراييفو، وإلى الجالية المصرية هناك على حسن الاستقبال وترتيب هذا اللقاء المثمر.