مرصد الأزهر يحلل دلالات الانتصار على الإرهاب بعد إلغاء قانون الطوارئ

مرصد الأزهر
مرصد الأزهر
كتب: لؤى على
قال مرصد الأزهر ، إن مصر عاشت فترات صعبة من تاريخها خلال الفترة الماضية، وبالتحديد بعد ثورة 30 يونيو عام 2013م، حيث كثرت الأعمال الإرهابية، لاسيما مع تنامي نفوذ التنظيمات المتطرفة في العديد من البلدان العربية، والذي كان له تأثير واضح على مصر، الأمر الذي أصبح تحديًا كبيرًا أمام الدولة المصرية وقيادتها خلال الفترة الانتقالية بقيادة المستشار عدلي منصور، وإلى أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في مصر عام 2014م؛ لذا كان واجبًا على الدولة أن تسلك كافة السبل المتاحة لمواجهة التحديات الأمنية ومحاربة التطرف والإرهاب، وقد تنوعت هذه الأساليب ما بين إستراتيجيات عسكرية وأمنية، وأخرى فكرية وتوعوية.
 
وتابع المرصد، إنه بالنسبة للمواجهة العسكرية، فقد قدَّم فيها أبناء القوات المسلحة والشرطة العديد من النجاحات الكبيرة التي سُطرت بدمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة، كما اقتضت هذه المواجهة استحداث أجهزة وقوانين لمجابهة آليات هذه التنظيمات المتطرفة وأجنداتها في تخريب الدول وإعاقة عملية البناء والتنمية، ومن أبرز المواجهات العسكرية التي خاضتها القوات المسلحة ضد الإرهاب، العملية الشاملة سيناء 2018.
 
وكان إنشاء المجلس الأعلى لمواجهة الإرهاب والتطرف والذي أنشئ عام 2018م، من ضمن الإجراءات التي اتخذتها الدولة في هذا الصدد، وكذلك قانون الإرهاب رقم 94 لسنة 2015م، إضافة إلى فرض حالة الطوارئ في البلاد منذ شهر أبريل 2017م، مع تجديدها كل 3 أشهر، ولا يخفى على أحد كيف كانت هذه الإجراءات وغيرها عاملًا مُهمًّا في دحر قوى الشر والقضاء على العناصر الإرهابية واجتثاث جذورهم، كما تنوعت الأساليب العسكرية والأمنية في مواجهة الإرهاب ما بين  أساليب لها سمة الاستمرارية أو الوقت الطويل، مثل الإعداد العسكري القوي، واليقظة الأمنية، وأخرى لها سمت المرحلية أو الوقت المحدد، مثل قانون الطوارئ. 
 
ومدَّدت الدولة هذا القانون بقدر الحاجة، إلى أن أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي الاثنين الموافق 25 أكتوبر 2021 إيقاف العمل بهذا القانون، حيث نُشر عبر الصفحة الرسمية للسيد الرئيس على فيس بوك:  "يسعدني أن نتشارك معًا تلك اللحظة التي طالما سعينا لها بالكفاح والعمل الجاد، فقد باتت مصر بفضل شعبها العظيم ورجالها الأوفياء واحة للأمن والاستقرار في المنطقة".
 
ولهذا القرار العديد من الدلالات، إضافة إلى رسالة الأمن والاستقرار الواضحة في تصريحات السيد الرئيس، تتلخص في الآتى: 
 
1- تحتل مصر مكانة كبرى بين الدول التي تسعى للسلام، وتعمل على استقرار الأوضاع في المنطقة، حيث حرصت الدولة المصرية - في كافة أزماتها - على اللجوء إلى الحوار والمفاوضات؛ لتقريب وجهات النظر وحماية حقوق الدولة على اتجاهاتها الإستراتيجية كافة، مع توفر الخيار العسكري  لديها، إلا أن حرصها على السلام والحوار خلق حالة من الهدوء والسلم في سياستها الداخلية والخارجية.
 
2- يؤكد القرار على النجاحات الكثيرة المحققة في مواجهة التطرف والإرهاب، وهذا النجاح لم يكن ليتحقق إلا بالتكاتف والاصطفاف خلف القيادة الوطنية، وضرورة التنمية والتعمير التي تزحف على الإرهاب في أوكاره ومخابئه، فتمحوه وتمحقه، وكذلك العمل على المواجهة الفكرية والتوعية الشاملة التي شارك فيها الأزهر الشريف بقدر كبير.
 
3- يدلل وقف العمل بقانون الطوارئ على قوة الدولة وأجهزتها الأمنية؛ إذ يعكس ذلك القوة الأمنية والاستخباراتية التي تتربص بكل عدو للوطن وتقف حائط صد منيع أمامه قبل الإقدام على أي عمل من شأنه الاعتداء على الأمن أو تقويض السلم المجتمعي في ربوع الجمهورية.
 
4- إن أكبر دليل على وصول مصر إلى درجة كبيرة وإلى نجاح باهر في مواجهة التطرف والإرهاب هو إلغاء قانون الطوارئ، مما يعني أن الداخل المصري الآن أصبح آمنًا تمامًا، وليس معنى هذا أنه لن يكون هناك تحديات محدقة من جماعات العنف والإرهاب، وإنما ما نقصده هو أن  قرار تخلِّي الدولة عن مد قانون الطوارئ مرة أخرى والذي بالتأكيد مبني على معلومات دقيقة ودراسات وأبحاث عميقة؛ هذا ينبئ أن الدولة المصرية لا تزال تحقق انتصارات كبرى في شهر الانتصارات على قوى الشر وجماعات الإرهاب، يأتي هذا بالتوازي مع إستراتيجية الدولة في مجال التنمية والحقوق والحريات، والذي يقود بشكل مباشر إلى توجيه ضربات استباقية لمروجي الأكاذيب وأبواق الفتنة وعناصر الإرهاب.
 
ومن جانبه، يثمن مرصد الأزهر هذه الخطوة التي لها العديد من الدلالات الإيجابية ويبارك هذا النجاح للقيادة المصرية والشعب المصري، فإنه يؤكد أن مصر تسير نحو المستقبل والجمهورية الجديدة بخطى ثابتة تجعل منها نموذجًا يحتذى به في المجالات كافة. 
 
حفظ الله مصر ورئيسها وشعبها وجنودها البواسل من كل سوء.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الصور الأولى من زفاف ابنة محمد فؤاد.. وهانى رمزى أول الحاضرين

العالم هذا المساء.. كمين يستهدف 30 جنديا إسرائيليا فى الشجاعية بقطاع غزة.. إصابات فى انفجار هائل بمحطة وقود بروما.. وترامب يجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأوكرانى فلوديمير زيلينسكى

منافذ التحصيل ومكاتب البريد.. أماكن سداد مصروفات العام الدراسى 2026

تنسيق الجامعات 2025.. قائمة كليات يشترط القبول بها اجتياز اختبارات القدرات

مصدر فلسطيني: حماس سلمت الوسطاء ردها على مقترح وقف إطلاق النار في غزة


كيف أحافظ على جسمى باردًا ورطبا أثناء الصيف؟ وزارة الصحة تجيب

إعلام عبرى: خناقة وصراخ بين نتنياهو وزامير بسبب وقف إطلاق النار فى غزة

احنا الملوك.. شاهد كيف قدم الزمالك فارسه الجديد يانيك فيريرا مديرا فنيا

الأهلى يسعى لإفساد مُخطط أحمد عبد القادر بالانتقال للزمالك

الأهلى يفتح المزاد على وسام أبو على لعدم تكرار خطأ وليد أزارو


شريهان فى أحدث ظهور لها أثناء حضورها العرض المسرحى "يمين فى أول شمال"

طرح البوستر الرسمى لفيلم الشاطر لـ أمير كرارة وعرضه 16 يوليو

من ألبوم "قمرين" إلى "ابتدينا".. مشوار فنى طويل بين عمرو دياب ووليد سعد

يوم الذهب.. الهلال السعودى فى مواجهة نارية مع فلومينينسى البرازيلى من أجل المجد العربى بمونديال الأندية 2025.. إنزاجى بين كتابة التاريخ وكسر هيمنة السامبا.. وبالميراس ضد تشيلسى فى ليلة الثأر الكروى

سيريوس السويدى يترقب صفقة وسام أبو على: "لدينا نسبة فى إعادة البيع"

مع بدء تلقى أوراق المرشحين.. اعرف مواعيد إجراءات انتخابات مجلس الشيوخ

وفاة سائق قطار 43 سنة تعرض لنوبة قلبية بعد توقفه بمحطة التحرير بالبحيرة

إصابة 16 شخصا فى حادث انقلاب سيارة ميكروباص بأسيوط

غدا.. المحكمة الدستورية تفصل فى دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم

شعار سوريا الجديد يشعل ضجة بين الرافض والمؤيد.. فماذا تعرف عنه؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى