حياة سليمان بن عبد الملك وموته.. ما يقوله التراث الإسلامى

البداية والنهاية
البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

رحل سليمان بن عبد الملك فى سنة 99 هجرية، وخلفه من بعده عمر بن عبد العزيز، فكيف كانت نشأة سليمان؟ وماذا عن توليه الحكم؟ وما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟

يقول كتاب البداية والنهاية  للحافظ ابن كثير تحت عنوان "ثم دخلت سنة تسع وتسعين":

فيها كانت وفاة سليمان بن عبد الملك أمير المؤمنين يوم الجمعة لعشر مضين، وقيل بقين من صفر منها، عن خمس وأربعين سنة، وقيل عن ثلاث وأربعين، وقيل أنه لم يجاوز الأربعين.

وكانت خلافته سنتين وثمانية أشهر، وزعم أبو أحمد الحاكم: أنه توفي يوم الجمعة لثلاث عشر بقيت من رمضان منها، وأنه استكمل في خلافته ثلاث سنين وثلاثة أشهر وخمسة أيام، وله من العمر تسع وثلاثون سنة، والصحيح قول الجمهور وهو الأول، والله أعلم.

وهو سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي، أبو أيوب.

كان مولده بالمدينة في بني جذيلة، ونشأ بالشام عند أبيه، وروى الحديث عن أبيه، عن جده، عن عائشة أم المؤمنين، في قصة الإفك، رواه ابن عساكر من طريق ابنه عبد الواحد بن سليمان، عنه، وروى عن عبد الرحمن بن هنيدة أنه صحب عبد الله بن عمر إلى الغابة قال: فسكت، فقال لي ابن عمر: مالك؟ فقال: إني كنت أتمنى. فقال ابن عمر: فما تتمنى يا أبا عبد الرحمن؟ فقال لي: لو أن لى أحد هذا ذهبا أعلم عدده وأخرج زكاته ما كرهت ذلك، أو قال: ما خشيت أن يضرّ بي. رواه محمد بن يحيى الذهلي، عن أبي صالح، عن الليث، عن عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، عن الزهري، عنه.

وقد روى أبو بكر الصولي: أن عبد الملك جمع بنيه، الوليد وسليمان و مسلمة، بين يديه فاستقرأهم القرآن فأجادوا القراءة، ثم استنشدهم الشعر فأجادوا، غير أنهم لم يكملوا أو يحكموا شعر الأعشى، فلامهم على ذلك، ثم قال: لينشدني كل رجل منكم أرق بيت قالته العرب ولا يفحش، هات يا وليد، فقال الوليد:

ما مركبٌ وركوبُ الخيلِ يعجبني * كمركب بين دملوجٍ وخلخالِ

فقال عبد الملك: وهل يكون من الشعر أرق من هذا؟ هات يا سليمان، فقال:

حبذا رجعها يديها إليها * في يدي درعها تحل الإزارا

فقال: لم تصب، هات يا مسلمة، فأنشده قول امرئ القيس:

وما ذرفت عيناك إلا لتضربي * بسهميك في أعشار قلب مقتَّل

فقال: كذب امرؤ القيس ولم يصب، إذا ذرفت عيناها بالوجد فما بقى إلا اللقاء، وإنما ينبغي للعاشق أن يغتضي منها الجفاء ويكسوها المودة، ثم قال: أنا مؤجلكم في هذا البيت ثلاثة أيام فمن أتاني به فله حكمه، أي مهما طلب أعطيته، فنهضوا من عنده فبينما سليمان في موكب إذا هو بأعرابي يسوق إبله وهو يقول:

لو ضربوا بالسيف رأسي في مودتها * لمال يهوي سريعا نحوها رأسي

فأمر سليمان بالأعرابي فاعتقل، ثم جاء إلى أبيه فقال: قد جئتك بما سألت، فقال: هات، فأنشده البيت فقال: أحسنت، وأنى لك هذا؟ فأخبره خبر الأعرابي، فقال: سل حاجتك ولا تنس صاحبك. فقال: يا أمير المؤمنين إنك عهدت بالأمر من بعدك للوليد، وإني أحب أن أكون ولي العهد من بعده، فأجابه إلى ذلك، وبعثه على الحج في إحدى وثمانين، وأطلق له مائة ألف درهم، فأعطاها سليمان لذلك الأعرابي الذي قال ذلك البيت من الشعر، فلما مات أبوه سنة ست وثمانين وصارت الخلافة إلى أخيه الوليد، كان بين يديه كالوزير والمشير، وكان هو المستحث على عمارة جامع دمشق، فلما توفي أخوه الوليد يوم السبت للنصف من جمادى الآخرة سنة ست وتسعين، كان سليمان بالرملة، فلما أقبل تلقاه الأمراء ووجوه الناس، وقيل إنهم ساروا إليه إلى بيت المقدس فبايعوه هناك، وعزم على الإقامة بالقدس، وأتته الوفود إلى بيت المقدس، فلم يروا وفادة هناك، وكان يجلس في قبة في صحن المسجد مما يلي الصخرة من جهة الشمال، وتجلس أكابر الناس على الكراسي، وتقسم فيهم الأموال، ثم عزم على المجيء إلى دمشق، فدخلها وكمل عمارة الجامع.

وفي أيامه جددت المقصورة واتخذ ابن عمه عمر بن عبد العزيز مستشارا ووزيرا، وقال له: إنا قد ولينا ما ترى وليس لنا علم بتدبيره، فما رأيت من مصلحة العامة فمر به فليكتب، وكان من ذلك عزل نواب الحجاج وإخراج أهل السجون منها، وإطلاق الأسرى، وبذل الأعطية بالعراق، ورد الصلاة إلى ميقاتها الأول، بعد أن كانوا يؤخرونها إلى آخر وقتها، مع أمور حسنة كان يسمعها من عمر بن عبد العزيز، وأمر بغزو القسطنطينية فبعث إليها من أهل الشام والجزيرة والموصل في البر نحوا من مائة ألف وعشرين ألف مقاتل، وبعث من أهل مصر وإفريقية ألف مركب في البحر عليهم عمر بن هبيرة، وعلى جماعة الناس كلهم أخوه مسلمة، ومعه ابنه داود بن سليمان بن عبد الملك في جماعة من أهل بيته، وذلك كله عن مشورة موسى بن نصير: حين قدم عليه من بلاد المغرب، والصحيح أنه قدم في أيام أخيه الوليد، والله أعلم.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

فريدة خليل: الدعم والتشجيع سر حصد ذهبية كأس العالم للخماسي الحديث

الأهلي يترقب القرار النهائي للريان القطري لحسم مصير وسام أبو علي

نزوح عشرات الآلاف من السودانيين نحو مدينة الأبيض هربا من "الدعم السريع"

مش كلها بتزود وزنك.. 7 أنواع من الجبن صحية وتساعد على فقدان دهون البطن

الحوثيون vs تل أبيب.. الجيش الإسرائيلى يطلق عملية الراية السوداء.. غارات على محطة كهرباء الحديدة وموانئ يمنية تحت سيطرة الحوثي.. الجماعة ترد بصورايخ تجاه الأراضي المحتلة..وتتوعد: من يعتدي على غزة وعلينا لن ينام


الغداء الأخير.. أسترالية تتخلص من أقارب زوجها بوجبة "مشروم سام".. تفاصيل

زى النهارده.. الأهلى يهزم المقاولون ويتوج بطلا للدوري للمرة السابعة على التوالى

الأهلي يرهن إعلان صفقة أسد الحملاوي برحيل وسام أبو علي

مزاد "الأساتذة القدامى" لدار سوثبى يكسر ركود سوق الفن.. يحقق 14.5 مليون جنيه إسترلينى.. لوحة لتيرنر تحقق مفاجأة من 500 جنيه إسترليني إلى 2 مليون فى عام واحد.. ولوحة بيزنطية حققت 825 ألف جنيه إسترلينى

مركز حراسة المرمى.. أول الملفات الشائكة على طاولة يانيك فيريرا فى الزمالك


ناشئات الطائرة أمام المكسيك فى بطولة العالم

الزمالك يدرس مستقبل شيكابالا بعد إعلان اعتزاله

منتخب الشباب يواصل تدريباته الصباحية استعدادا لوديتىّ الكويت

الأهلي يستعجل كريم نيدفيد لتحديد وجهته بالموسم الجديد

الإسماعيلي يفتح اليوم باب الترشح على المقاعد الشاغرة بمجلس الإدارة

اتجاه لانطلاق دورى المحترفين 27 أغسطس بعد تأجيله

نبيل الكوكي يُقسم مران المصري لـ 3 فقرات استعداداً للموسم الجديد

البنك الأهلي يخوض سلسلة وديات في المرحلة الثانية من الإعداد بالإسكندرية

عبد المنعم شطة نجم الأهلى السابق يحتفل بعيد ميلاده الـ"72" اليوم

زى النهارده.. الأهلى بطلا للدوري للمرة الثامنة على التوالى بالتعادل مع سموحة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى