الإبداع مش بالكلام.. 7فنانين تألقوا فى أدوار صامتة.. سميرة أبدعت فى الخرساء ونعيمة تألقت على رصيف نمرة5.. عادل أدهم جبار أبكم وليلى فوزى شريرة مبتنطقش.. الفيشاوى غير جلده فى الجراج وعبقرية صرخة نور ومحمود ياسين

يستطيع الفنان المبدع أن يوصل إحساس الشخصية التى يؤديها بتعبيرات الوجه ونظرات العينين، ورغم أن التعبير بالصوت والكلمات والنص جزء هام من أساسيات التمثيل والتعبير عن الشخصية، فإن هناك عددا من الفنانين أبدعوا فى أعمال فنية وتألقوا فى أدوارهم واستطاعوا تجسيد شخصيات بدون أن ينطقوا أو يتكلموا كلمة فى العمل الفنى، ودون أن يكون هنا نص للتعبير عن الشخصية، فمنهم من أدى دور الأخرس، والأبكم، وفاقد النطق، أو اقتضى دوره ألا ينطق طوال العمل الفنى.

وعلى مر الأجيال أبدع عدد من الفنانين فى أداء أدوار لم ينطقوا فيها وكانت هذه الأدوار علامات فى تاريخهم تؤكد قدراتهم الكبيرة فى التمثيل ومهاراتهم فى الإبداع حتى من دون نص.

الخرساء إبداع سميرة أحمد

وكان من بين هؤلاء الفنانين الذين أبدعوا فى التمثيل دون نص الفنانة الكبيرة سميرة أحمد التى استطاعت أن تتألق فى جميع أدوارها، وكانت جرأة وتحد كبير لها حين أقدمت على بطولة فيلم الخرساء عام 1961، لتجسد لأول مرة مشاكل الفتاة ذات الاحتياجات الخاصة التى لا تستطيع التعبير عن نفسها، ويتم الاعتداء عليها، وكان هذا الدور تحد كبير للفنانة الكبيرة سميرة أحمد حذرها منه الكثيرون ولكنها كانت دائماً تقتحم الصعب وقدمت فى عدد من أفلامها مشكلات ذوى الاحتياجات الخاصة ، حيث جسدت أيضا مشكلات الفتاة الكفيفة والمريضة والخرساء لتعرض مشكلات هذه الفئات التى لم تكن السينما تهتم بها.

سميرة أحمد فى فيلم الخرساء      

وحقق فيلم الخرساء نجاحاً كبيراً واستمر عرضه فترة طويلة، واستطاعت الفنانة الكبيرة سميرة أحمد أن تؤكد موهبتها الفنية الكبيرة ، كما أنها ذهبت إلى مدرسة للصم والبكم حتى تتعلم لغة الإشارة ، حتى ظن الكثيرون ممن شاهدوا الفيلم أنها خرساء بالفعل، وكانت مدارس الصم والبكم تحتفى بهذا الفيلم ونظموا رحلات لمشاهدته فى السينما،  وحصلت سميرة أحمد على جائزة أحسن ممثلة عن هذا الدور الذى كان أحد أهم أدوارها.

نعيمة وصفى وعادل أدهم

كما كانت الفنانة الكبيرة نعيمة وصفى من أوائل الفنانات اللاتى جسدن دور الخرساء عام 1956  فى فيلم رصيف نمرة 5، حيث أبدعت فى دور بهانة الشاهدة الوحيدة على جريمة قتل جارتها على يد المعلم بيومى ، وبالرغم من أن حجم الدور لم يكن كبيراً إلا أن الفنانة الكبيرة نعيمة وصفى أبدعت فى هذا الدور الذى كان علامة فارقة فى مشوارها، فاستطاعت أن تعبر بعينيها وتعبيرات وجهها عن مشاعر الحزن والرعب بشكل كبير دون أن تنطق، وهو أمر يصعب على أى فنان القيام به إلا إذا كان يمتلك موهبة وقدرة كبيرة على التعبير دون نص وهو ما فعلته ببراعة الفنانة الكبيرة نعيمة وصفى.

نعيمة وصفى فى رصيف نمرة 5

وقدم الفنان المبدع عادل أدهم أحد أهم وأبرع أدواره دون أن ينطق كلمة واحدة معتمداً على تعبيرات الوجه ولغة الجسد والعينين، وذلك فى فيلم المجهول الذى أدى فيه الفنان الكبير شخصية أبكم وأصم لا يسمع ولا ينطق ، ويعمل خادماً فى فندق تديره سيدة وابنتها فى منطقة نائية بكندا بعد أن هاجرتا من مصر، وتقوم المرأة وابنتها بتخدير الزبائن للاستيلاء على أموالهم وإلقائهم فى بحيرة بجوار الفندق بمساعدة هذا الخادم ، حتى يأتى اليوم الذى يصل ابن صاحبة الفندق االذى تركته صغيرا فى مصر وانقطعت أخباره عنها غلى الفندق ، ويحدث معه نفس السيناريو فتخدره وتأمر الخادم بإلقائه فى البحيرة دون أن تعرف أنه ابنها، وينقله الخادم ليلقيه فى البحيرة ثم تكتششف السيدة وهى تقلب فى أوراق الضحية أنه ابنها ، فتجرى محاولة اللحاق بالخادم قبل أن يلقيه وتنادى عليه فلا يسمعها.

عادل أدهم فى فيلم المجهول

وقامت ببطولة الفيلم الفنانة الكبيرة سناء جميل مع نجلاء فتحى وعزت العلايلى، واستطاع عادل أدهم الإبداع فى دوره ، وان هذا الدور احد أهم أعماله، وحصل عنه على جائزة أحسن ممثل من مهرجان طشقند، رغم أنه لم يكن البطل الأول للفليم، ولكن كان دوره من أصعب الأدوار.

صرخة نور وجراج الفيشاوى

وكان من بين هؤلاء النجوم الفنان المثقف المبدع  الكبير نور الشريف الذى استطاع أن يبدع فى كل أدواره وأن يقدم العديد من الأدوار المتنوعة، ووصل إلى قمة إبداعه حين جسد معاناة الصم والبكم فى فيلم الصرخة ، أحد أهم أدواره التى قدمها عام 1991 ، وجسد فيه شخصية شاب أمى بسيط من الصم والبكم ، يقرر أن يتعلم القراءة والكتابة ولنه يقع فى يد باحثة تستغله وتستغل من هم فى ظروفه، حتى أن الفتاة التى أحبها استغلته وحاولت توريطه فى قضية اغتصاب، ويعبر الفيلم عن معاناة الصم والبكم من استغلال الأصحاء، ويأتى مشهد النهاية بانتقام الصم والبكم من هؤلاء الذين استغلوهم وذل بمحاولة إفقادهم نعمة السمع والكلام ، ويطلق نور الشريف فى نهاية الفيلم صرخة تعبر عن إنتصار هذه الفئة من ذوى الاحتياجات الخاصة.

نور االشريف فى فيلم الصرخة

وطوال الفيلم لم ينطق الفنان نور الشريف بكلمة واحدة ولكنه عبر عن معاناة الصم والبكم بلغة الإشارة التى تعلمها وأتقنها ونظرات العينين وتعبيرات الوجه دون نص، واستطاع أن يبرز كل التفاصيل والمشاعر التى يشعر بها الصم والبم.

وكان من أبرز من قدموا شخصية الأخرس على الشاشة الفنان الكبير فاروق الفيشاوى، الذى استطاع أن يجسد هذه الشخصية باتقان شديد فى فيلم الجراج الذى قام فيه بدور سايس فقير يعمل فى أحد الجراجات ويتعاطف مع بطلة العمل الفنانة نجلاء فتحى التى كانت تعمل هى وأولادها بالجراج بعد أن هجرهم الأب وعانت من مرض يهدد حياتها.

فاروق الفيشاوى فى فيلم الجراج

وبدون نص أو كلمات أبدع فاروق الفيشاوى فى هذا الدور الذى كان علامة فى مشواره الفنى، حيث كان الدور يختلف تماما عن الشخصيات التى جسدها الفيشاوى، ويعتمد على قدرة ومهارة الفنان فى تجسيد احاسيس الشخصية بالملامح والتعبيرات والنظرات دون نص أو كلام.

إبداع محمود ياسين وصمت ليلى فوزى

فيما كان أحد أهم الافلام التى جسدت شخصية الأخرس الفيلم الذى حمل نفس الاسم " الأخرس" والذى قام ببطولته الفنان الكبير محمود ياسين مع الفنانة مديحة كامل ، وقام فيه الفنان الكبير بدور مهندس يتعرض لصدمة عصبية ويفقد النطق بعد تسببه فى وفاة صديقه ، ليقوم محمود ياسين بأغلب مشاهده فى الفيلم دون أن يتكلم ويستخدم مهارته فى تجسيد مشاعر والشخصية على نظرات العين وتعبيرات الوجه وحركة الجسد، فابدع فى هذا الدور ليكون أحد أهم أدواره التى أكد الفنان الكبير أنه يعتز بها.

محمود ياسين فى فيلم الأخرس

وعلى الرغم من أن الفنانة الكبيرة ليلى فوزى لم تكن تقوم بدور خرساء فى فيلم ضربة شمس الذى عرض عام 1980 ، إلا أنها ظلت طوال الفيلم صامتة لا تنطق ولو بكلمة واحدة ، حيث قامت فى هذا الفيلم بدور من أهم وأبرز أدوارها وهو دور رئيسة عصابة للتهريب ، واستطاعت جميلة الجميلات تطويع ملامحها ونظراتها لتؤدى هذه الشخصية الشريرة المخيفة، وهو دور يختلف تماما عن الأدوار التى اعتادتها، وتمكنت الفنانة الكبيرة من تجسيده بنجاح كبير، ليصبح هذا الدور من أهم أدوارها المحفورة فى أذهان الجماهير.

ليلى فوزى فى ضربة شمس