موسم الهجرة من "فيس بوك"

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

ليلة هادئة بامتياز عاشها رواد مواقع التواصل الأشهر في العالم "فيس بوك" واتس آب" و "انستجرام"، في حين لم يتأثر موقع التدوينات توتير، وكان تليجرام التطبيق الأكثر حظا، بعدما هاجرت إليه عشرات، ربما مئات الملايين حول العالم، للاستفادة من خدماته، كبديل لتطبيقات الدردشة والتواصل الفعالة، بعدما نجح في أن يصبح تطبيق تبادلي بامتياز، يقدم خدمات ممتازة، وأظن أن الأرقام الخاصة بمن حازوا التطبيق قد تكون تضاعفت خلال الـ 6 ساعات الماضية، ليصبح الرابح الأكبر من ليلة سقوط السوشيال ميديا.

سقوط وسائل التواصل الاجتماعي التقليدية دون أسباب مقنعة أو معروفة، بعيداً عن فكرة أن موظف كان يعبث، أو تحديثات غير مدروسة للسيستم، يجعلنا أمام عملية قرصنة عملاقة، نالت من التطبيق في ساعات حاسمة، وأثرت على خدماته بشكل كامل، وضربت أسهم شركة فيس بوك في مقتل، ومعها الأسواق الأمريكية، ومع استدعاء نظرية المؤامرة نجد أن الخدمة لم تعد إلى حالتها الطبيعية إلا بعد إغلاق البورصة الأمريكية، وإغلاق سهم فيس بوك على خسائر بمقدار 4.89%، وهبوط بمقدار 16.7 دولار خلال جلسة التداول!

لا يمكن أن ينهار عملاق السوشيال ميديا حول العالم لأسباب هامشية أو أخطاء فردية غير مدروسة، أو مجرد عمليات تحديث للنظام، بل المؤكد أن الشركة تتكتم على كارثة كبيرة، لا يمكنها الإفصاح عنها في الوقت الراهن، حتى لا تتعرض لمزيد من الخسائر خلال الأيام المقبلة، إلا أن الأمر لن يستمر طويلاً، خاصة مع توقعات قوية بعودة انقطاعات الخدمة عن العملاق الأزرق وأخواته مرة أخرى.

ما اكتشفناه على مدار 6 ساعات بالأمس يؤكد أن قطاع كبير من جماهير السوشيال ميديا تكره "فيس بوك"، وترى أنه وسيلة مزيفة للتواصل وعالم افتراضي وهمى، قلص فرص التواصل الحقيقية، وحان الوقت لهدنة من كل التطبيقات التي تستنزف أوقات الجماهير دون عائد أو طائل، حتى صار الأمر أشبه بمن يتعافون من الإدمان، ويلتمسون طريقهم نحو التحسن خطوة بخطوة، بل أصبح أحدهم يشيد بما حقق من إنجاز بأنه عاش 6 ساعات بدون وسائل تواصل، وحياته صارت أكثر هدوءا واطمئناناً.

سقوط عملاق السوشيال ميديا بهذه البساطة، ولهذه المدة الطويلة دليل قوى على أن ما نعيشه في هذا العالم الافتراضي خدعة كبيرة، وقد نستيقظ في أحد الصباحات الهادئة لنجد هذا العالم الأزرق في خبر كان، لذلك على وسائل الإعلام التقليدية أن تستعد لدورها خلال الفترة المقبلة، خاصة التلفزيون، الذي يعتبر البديل الأفضل والأكثر حضوراً من كل وسائل التواصل الاجتماعي، وأظنه سوف يستعيد جزء من جماهيره خلال الفترة المقبلة، خاصة مع حالة عدم الثقة التي خلقتها وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر شهر بالأمس، لذلك علينا أن نضع رهانات جديدة على وسائل أكثر قوة، وغير مشمولة بفكرة المركزية الصارخة، التي تجعلها تخسر معاركها في كامل الكرة الأرضية دفعة واحدة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

لقاح كورونا ورسائل الصحة

لقاح كورونا ورسائل الصحة الإثنين، 04 أكتوبر 2021 11:30 ص

المدارس الخاصة ومنطق "إن كان عاجبك"!

المدارس الخاصة ومنطق "إن كان عاجبك"! الأربعاء، 29 سبتمبر 2021 11:26 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نجل ملياردير هندى يهدى ميسى ساعة من فئة المليون.. اعرف سعرها

BBC: محمد صلاح يحظى بدعم جماهيرى ورسمى غير مسبوق بعد أزمة ليفربول

بعد مصرع نيفين مندور.. حوادث مأساوية أنهت حياة فنانين بعيدا عن الكاميرا

شرط محمد صلاح للبقاء مع ليفربول بعد أزمة سلوت

ليفربول يبلغ وكيل محمد صلاح موقفه من رحيل الملك المصرى


الزمالك يكشف تطورات شكوى زيزو فى اتحاد الكرة

فريق النيابة يعاين حريق شقة الفنانة نيفين مندور بعد وفاتها بالإسكندرية

حالة الطقس.. الأرصاد تكشف خرائط الأمطار خلال الساعات المقبلة

نيابة المنتزه تحقق فى مصرع الفنانة نيفين مندور داخل شقتها بالإسكندرية

نيفين مندور.. عاشت حياة مليئة بالأزمات ورحلت فى نهاية مأساوية


جار نيفين مندور يكشف تفاصيل مصرعها فى حريق منزلها بالإسكندرية

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

الطقس اليوم الأربعاء 17-12-2025.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار

الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى تحدد شروط صرف منحة وفاة أصحاب المعاش

اليوم.. استئناف محمد رمضان على حكم حبسه عامين بسبب أغنية رقم واحد يا أنصاص

قائمة محدثة بمواعيد قطارات «القاهرة – أسوان» و«الإسكندرية – أسوان»

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى