جميلات الفن على خط النار .. من تهريب السلاح للفدائيين إلى التضحية بالروح والأبناء .. أم البطل شريفة فاضل ضحت بأول فرحتها وكاريوكا من الفدائيين .. نادية لطفى جندى محارب وماجدة ضحت بالمال وكادت تحترق على الجبهة

نادية لطفى على الجبهة
نادية لطفى على الجبهة
زينب عبداللاه

دائماً يكون للفن دور كبير فى الأحداث الوطنية الهامة التى يمر بها الوطن، ويحرص نجوم الفن دائماً على أن يشاركوا فى هذه الأحداث الوطنية ليس فقط بالأعمال الفنية ولكن تتجاوزهذه المشاركة حدود الفن وقد تصل إلى حد التضحية بالنفس والوقوف على خط النارفى الأوقات الحاسمة فى حياة الوطن ومنها أوقات الحروب والأزمات.

ولا تقتصرهذه المشاركة على النجوم الرجال ولكن كان للفنانات وجميلات الفن أدواراً هامة فى أوقات الحروب والأزمات التى مرت بمصرومنها حرب أكتوبر المجيدة، حيث وصلت هذه المشاركة إلى حد تضحية بعضهن بأغلى ما يملكن من الروح ومن فلذات الأكباد فى سبيل الوطن.

ومن بين هؤلاء الفنانات الفنانة الكبيرة شريفة فاضل التى قدمت ابنها الطيار سيد السيد بدير شهيداً فداء الوطن، حيث استشهد فى حرب الاستنزاف قبل حرب أكتوبر، وأصيبت شريفة فاضل بصدمة شديدة، حيث كان لشهيد أول فرحتها وتوقفت عن الغناء بعد هذه الصدمة.

ولكن الفنانة الكبيرة عادت  للغناء بعد هذه الصدمة، عندما انتصرت مصر فى حرب أكتوبر، وقالت أم البطل فى حوار لليوم السابع : «فرحت لما انتصرنا فى أكتوبر وطلبت من صديقتى الشاعرة نبيلة قنديل تكتب أغنية عن أم البطل المقاتل، علشان كل أمهات الأبطال اللى استشهدوا واللى انتصروا، ونبيلة قعدت فى غرفة ابنى الشهيد نص ساعة، وخرجت ومعها كلمات أغنية أم البطل، وبكيت وأغمى عليا لما سمعت الكلمات، وبعدها طلبت من الملحن على إسماعيل تلحينها وذهبت إلى الإذاعة لتسجيلها».

download
الشهيد سيد السيد بدير ابن الفنانة شريفة فاضل

 

تبكى وهى تتذكر هذه اللحظات: «كلمات الأغنية كانت صعبة عليا، واتأثرت وأغمى عليا أكتر من مرة وأنا بغنيها، لدرجة إن فايزة أحمد قالتلى طالما مش قادرة تغنيها بلاش، لكن أصريت وسجلتها فى يوم واحد، وكنت دايما بغنيها آخر أغنية فى الحفلات علشان ما بقدرش أغنى بعدها».

أصيبت أم البطل بنزيف فى الشرايين أثناء غناء الأغنية فى إحدى الحفلات وتوقفت فترة عن الغناء، ثم عادت من جديد، وبقيت أغنيتها رمزا لعطاء ومشاعر وصدق أمهات جنودنا الأبطال.

ومن بين الفنانات اللاتى اشتهرن بمواقفهن الوطنية الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا التى عرضت حياتها للخطر مرات عديدة من أجل الوطن منذ بدأت مشوارها الفنى وفى وقت مبكر من حياتها حيث كان لها دور بارز فى مساعدة الفدائيين بالاسماعيلية، قبل ثورة يوليو وخلال فترة الاحتلال الانجليزى لمصر وكانت تهرب لهم السلاح فى سيارتها، حتى أن هناك منطقة فى الإسماعيلية معروفة باسم تل كاريوكا  كانت تقوم فيها تحية بتسليم الأسلحة للفدائيين.

download (3)
كاريوكا تزور الجرحى ومعها صباح وفاتن حمامة

كما ساعدت كاريوكا السادات على الهرب وخبأته فى مزرعة أقاربها بالإسماعيلية، وحكت عن هذه الواقعة قائلة:«أنا هربت السادات لأنهم قالوا قتلوا أمين عثمان قلت فى داهية عقبال الباقى، وقلت لهم أنا ممكن أعمل أى حاجة».

download (2)
كاريوكا تخدم فى المستشفيات

 وبعد ثورة 1952 شاركت كاريوكا فى قطار الرحمة لجمع التبرعات  للمجهود الحربى وتبرعت بمجوهراتها، كما جمعت التبرعات للجيش بعد نكسة يونيو 1967، وكان لها دور بارز فى حرب أكتوبر، سواء فى جمع التبرعات أو مع الهلال الأحمر وفى مستشفى قصر العينى، حيث أقامت لشهور بعنبر 21 لخدمة الجرحى والمصابين.

وكانت شقراء السينما الجميلة نادية لطفى تحمل كثيرا من صفات الجندى المحارب، الذى لا يعرف الاستسلام، ربما منحها تاريخها الوطنى ووقوفها إلى جوار الجنود على الجبهة فى حرب الاستنزاف وخلال حرب أكتوبر المزيد من القوة والقدرة على المقاومة والنظر إلى الفن على أنه نوع من الجهاد والكفاح فى مواجهة التردى والقبح. 

102015618943851
نادية لطفى على الجبهة

وكانت الفنانة الجميلة الرقيقة تنظم زيارات خلال حرب الاستنزاف جمعت فيها الفنانين والأدباء ومنهم فطين عبدالوهاب وفؤاد المهندس وجورج سيدهم، ونجيب محفوظ ويوسف السباعى ويوسف إدريس، و جمعت شهادات الأبطال المصابين فى حرب أكتوبر خلال فيلم «جيوش الشمس» مع المخرج شادى عبدالسلام، وهو فيلم تسجيلى يحتوى على مشاهد حقيقية من أحداث حرب أكتوبر 1973، وسجلت خلاله النجمة المناضلة شهادات الجنود المصابين والجرحى عن الحرب داخل مستشفى قصر العينى.

كما كانت الفنانة الكبيرة نادية لطفى ضمن فريق المتطوعات فى أعمال التمريض بمستشفى المعادى العسكرى خلال حرب أكتوبر 73، حتى إنها شاركت فى أعمال التنظيف، ومسح أرضية المستشفى التى كانت تمرض الجرحى بها.

واعتادت نادية لطفى أن تهزم الخوف عندما اخترقت الحصار الإسرائيلى لبيروت عام 1982، وقالت وقتها: «مستعدة أدخل فى حيطان ونار مش بس حصار».

وبسبب مواقفها، قال عنها الشاعر الفلسطينى عز الدين المناصرة: كانت نادية لطفى امرأة شجاعة، عندما زارتنا خلال حصار بيروت عام 1982، وبقيت طيلة الحصار حتى خرجت معنا فى سفينة شمس المتوسط اليونانية إلى ميناء طرطوس السورى.

ولخصت نادية لطفى نظرتها للسينما والفن فى حوار لـ«اليوم السابع» قائلة: «الفن لا يقل تأثيرا وفعالية عن الجيش، فكما يوجد قوات مسلحة حربية، يعتبر الفن قوات مسلحة إنسانية واجتماعية».

أما الفنانة الكبيرة ماجدة الصباحى فضحت بأموالها وكادت تفقد حياتها عندما أرادت أن تنتج فيلما من أهم الأفلام التى تحدثت عن حرب أكتوبر وهو فيلم العمر لحظة الذى أنتجته وقامت ببطولته وتم تصوير العديد من مشاهده على الجبهة وفى المناطق الخطرة بسيناء.

وكان تصوير أحداث هذا الفيلم شاقاً وتعرض نجومه للخطر، بل أن إنتاج مثل هذه النوعية من الأفلام الوطنية كان مجازفة لا يجرؤ على تحملها سوى منتج صاحب قضية وهدف لا يلهث وراء الربح بل يكون على استعداد لتحمل الخسارة فى سبيل انتاج هذه النوعية من الأفلام التى تعيش للأجيال ولا تحقق أرباحاً مادية.

وكان فيلم "العمر لحظة" من هذه النوعية التى أصبحت أحد أيقونات الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر والتى يعرضها التلفزيون مع كل مناسبة وطنية.

hqdefault
ماجدة أثناء تصوير العمر لحظة

وحول كواليس إنتاج وتصوير فيلم العمر لحظة تحدثت الفنانة غادة نافع ابنة الفنانة الكبيرة ماجدة فى تصريحات خاصة لليوم السابع قائلة : «ماما كانت بتاخدنى معاها فى كل مكان وأنا طفلة، واصطحبتنى أثناء تصوير فيلم العمرلحظة فى سيناء لمدة شهربعد حرب أكتوبر"

وتابعت: «كان التصوير شاقاً فى الصحراء والحر والمناطق الخطرة والأمم المتحدة وقتها كانت قد تركت المنطقة، وساعد الجيش الثالث أسرة الفيلم الذى كان من أوائل الأفلام عن حرب أكتوبر»

تحكى ابنة الفنانة ماجدة عن أصعب المواقف التى تعرضت لها والدتها :"خلال تصوير أغنية بحرالبقر التى لحنها الموسيقار بليغ حمدى تعثرت قدم أمى وكانت ستقع فى النار، وكادت تفقد حياتها ، فصرخت وجريت نحوها واحتضنتها وظللت أبكى»

وأوضحت الابنة: «ماما لما اختارت تنتج أفلام دينية ووطنية كانت بتقترض من البنوك وهى عارفة إن هذه النوعية من الأفلام بتخسرومابتجيبش إيرادات، لكنها عملتها علشان بلدها وعلشان تظهر بطولات الجنود وتضحياتهم، وكانت بتتعرض للإفلاس وتراكم الديون لكنها كانت مثابرة وصاحبة قضية».

octobre
فاتن حمامة مع أحد الابطال

كما شاركت الكثيرات من نجمات الفن فى الحرب وفى تخفيف جراح الجنود والمرضى وتطوعن فى الهلال الأحمر ومنهن سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة فاتن حمامة التى كان لها دور قوي أثناء فترة الحرب، ولم يكن هذا الدور يقتصر على تقديم الأعمال الفنية ، ولكنها تعاونت مع أعضاء جمعية الهلال الأحمر وعملت  كممرضة وكانت تزور أبطال الحرب في أكثر من مستشفى، وكان لهذه الزيارات دور كبير في التخفيف عن الجنود الأبطال.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

برايتون ضد ليفربول.. هارفى إليوت يفتتح أهداف اللقاء فى الدقيقة 9

فرص عمل للصيادلة بمرتبات تصل لـ9400 جنيه.. تفاصيل

اتحاد اليد يوافق بالإجماع على مشاركة الأهلي والزمالك في مونديال الأندية

برايتون ضد ليفربول.. محمد صلاح يقود هجوم الريدز في الدورى الإنجليزي

لامين يامال يرتدى الرقم 10 ويوقّع عقدا تاريخيا مع برشلونة فى عيد ميلاده الـ18


سعرها وصل مليون جنيه.. طرح لوحة سيارة مميزة رقمها "ع سـ ل 11" بالمزاد

الجميع بخير.. رعاية طبية متواصلة لحجاجنا في الأراضي المقدسة

القوات المسلحة: سقوط طائرة تدريب أثناء تنفيذ أحد الأنشطة التدريبية

الموساد يكشف عن 2500 وثيقة وصورة وممتلكات للجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين

بعد أن فقد وعيه.. طائرة تقل 200 راكب تسافر من ألمانيا لإسبانيا بدون طيار


النيران تطارد كريم عبد العزيز في مشروع x بسبب هنا الزاهد.. اعرف الحكاية

الجريدة الرسمية تشر قرارًا جمهوريًا بشأن الإشراف على أعمال الأمانة العامة للمجالس التخصصية

400 فرصة متاحة.. فتح باب التطوع لخدمة الحجاج بالحرمين.. اعرف التفاصيل

أكرم توفيق يخوض اللقاء الأخير بقميص الأهلى أمام فاركو.. اعرف التفاصيل

التحريات بسرقة الدكتورة نوال الدجوي: أحد المترددين على الفيلا وراء الواقعة

هل تنتهى "العداوة المصطنعة" بين الأهلي والإسماعيلى بعد إلغاء الهبوط؟

تطورات تمديد عقد حمزة علاء مع الأهلى بعد رفض عرض الزمالك

ترتيب الحذاء الذهبي الأوروبى 2025.. مبابي يتفوق على محمد صلاح

فحص كاميرات المراقبة لكشف هوية المتهم بسرقة مسكن الدكتورة نوال الدجوي

ماذا كتب الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين فى وصيته قبل إعدامه بساعات؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى