حرب أكتوبر والروح المعنوية

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

الروح المعنوية لقواتنا المسلحة كانت عنوان النصر في السادس من أكتوبر 1973، وما سبق هذا التوقيت من تدريب وتجهيز وإعداد، فهذه الروح استعادت سيناء في ساعات وعبرت القناة وكل ما فيها من موانع مستحيلة، ولقنت العدو الإسرائيلي درسا مازال يتذكر مرارته وقسوته، وحققت نصراً مبيناً نخلده ونعتبره مصدراً للفخر ما حيينا، وتاريخ مضيء لجيش وطني مخلص يدافع عن أرضه ببسالة وقوة حتى آخر قطرة دم.

الروح المعنوية للجندي المصري على جبهة أكتوبر 1973، كانت في أوج قوتها، فهذا المقاتل الذي عاصر أحداث 1967، وما لحقها من تجهيز وإعداد حتى تحقق النصر، كان يسكن الخنادق، ويتدرب ليلا ونهاراً على عملية الاستعداد لعبور القناة واقتحام خط بارليف وتحرير كامل أرض سيناء، دون كلل أو فتور، بل كان دائماً عند حُسن الظن.

كل المواقع العسكرية المتخصصة تضع عشرات المعايير، لتقييم الجيوش وقدراتها الفنية والبشرية، وعتادها الحربي، بل تصل إلى العديد من التفاصيل الأخرى مثل حجم شبكة الطرق، وطول السواحل، وأعداد الموانئ والمطارات، واحتياطيات البترول والغاز، والناتج الإجمالى المحلى، وحجم الديون الداخلية والخارجية، وميزانية الإنفاق العسكري، ومساحة الأرض والحدود المشتركة، إلا أن كل هذه المواقع تتجاهل العنصر الأقوى والأهم، "الروح المعنوية"، التي تعتبر بمثابة المفتاح الرئيسى لقوة أي جيش أو وحدة عسكرية، فالتفوق العسكري لم يكن لصالح مصر في حرب أكتوبر 1973، وقد كنا نحارب بأسلحة أقل تطوراً جيل وربما أكثر من تلك التي كانت في يد العدو، إلا أن المقاتل المصري العنيد، وروحه المعنوية العالية، وثقته في النصر، وبسالته في الدفاع عن أرضه ووطنه، كانت أكثر قدرة من تطور الأسلحة وخطوط الإمداد والدعم التي كان يحظى بها العدو من حلفائه.

الروح المعنوية للقوات المسلحة المصرية، كانت الماركة المسجلة والعلامة البارزة، التي لم يضع العدو لها حسابات دقيقة، ولم يرصدها في تقاريره وخططه، فقد ظل يشيع أن الجندي المصري لن يحارب، ولن يتحرك، ولن يستطع عبور ما وضعوا من موانع وعقبات على شاطئ القناة الشرقي، إلا أن إرادة المصريين كانت أقوى من كل ذلك، وصنعت المعجزة في ساعات معدودة، وعبرت القناة بكل موانعها، آلاف الجنود دفعة واحدة، تهلل وتهتف الله أكبر، وجنود العدو تهرب أمامها كفئران الجحور، ترتعد من لقاء هذه الصقور الحوامة، التي كان يهز هتافها ضفاف القناة.

ستظل انتصارات أكتوبر 1973 درساً كبيراً نتعلم منه دائماً، أن عزيمة الجندى المصرى، قوة أكبر من دانات المدافع، وقذائف الطائرات، وطربيدات السفن، وكانت مفتاحاً للنصر المبين، بعدما زلزلت حصون العدو، وألحقت به الهزيمة وطردته من أرضنا المقدسة، فكل التحية للجندي المصرى البطل، الذي حارب بشجاعة ودافع عن أرضه بمبدأ النصر أو الشهادة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

موسم الهجرة من "فيس بوك"

موسم الهجرة من "فيس بوك" الثلاثاء، 05 أكتوبر 2021 11:54 ص

لقاح كورونا ورسائل الصحة

لقاح كورونا ورسائل الصحة الإثنين، 04 أكتوبر 2021 11:30 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أزمة هجومية تضرب سيراميكا قبل مواجهة الأهلى فى كأس عاصمة مصر

قرار حكومى بالعفو عن باقى مدة العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة

تأييد حبس الفنان محمد رمضان عامين بسبب أغنية رقم واحد يا أنصاص

كيف دعم حسن حسني الراحلة نيفين مندور في فيلم اللى بالى بالك؟

أبرد مناطق الجمهورية.. سانت كاترين تسجل درجات حرارة غير مسبوقة


الأهلى يناقش استعارة لاعب سيراميكا فى يناير ضمن صفقة عمر كمال

BBC: محمد صلاح يحظى بدعم جماهيرى ورسمى غير مسبوق بعد أزمة ليفربول

بعد مصرع نيفين مندور.. حوادث مأساوية أنهت حياة فنانين بعيدا عن الكاميرا

الأهلى يتلقى عروضا سلوفينية وروسية لرحيل جراديشار

صور أثار حريق شقة الفنانة نيفين مندور بالإسكندرية


ليفربول يبلغ وكيل محمد صلاح موقفه من رحيل الملك المصرى

الزمالك يكشف تطورات شكوى زيزو فى اتحاد الكرة

نيابة المنتزه تحقق فى مصرع الفنانة نيفين مندور داخل شقتها بالإسكندرية

الأهلي مهتم بضم محمد توريه لتدعيم هجومه في يناير

مواعيد مباريات اليوم.. باريس سان جيرمان مع فلامنجو ومان سيتي ضد برينتفورد

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

الطقس اليوم الأربعاء 17-12-2025.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار

الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى تحدد شروط صرف منحة وفاة أصحاب المعاش

زيادة 15٪ سنويا.. قانون الإيجار القديم يضع قواعد جديدة للأجرة

عبد الرؤوف يجهز بدائل الزمالك أمام حرس الحدود بكأس العاصمة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى