رحلة البحث عن الهوية الكروية

خالد ابراهيم
خالد ابراهيم
بقلم خالد ابراهيم

أعتقد أن المؤلف الكبير أسامة أنور عكاشة، لو كان موجودا بيننا هذه الأيام، ما كانت أعماله الدرامية لتخلو من الإشارة إلى أن الهوية الكروية المصرية تعانى من أزمة كبيرة، فهو الذى صال وجال بشخوصه الساحرة فى زيزينيا وأرابيسك والمصراوية فى رحلة طويلة بحثا عن الهوية الحضارية لمصر فى القرن الأخير، فإذا كان أسامة أنور عكاشة رصد المتغيرات التى طرأت على المجتمع المصرى فى أعماله المذكورة، منذ الثلاثينيات وحتى التسعينيات، فلا شك أن ما يحدث للكرة المصرية في السنوات الأخيرة، كان سيوضع على رادار المؤلف الكبير، باعتبارها أزمة مجتمعية عنيفة.

لست هنا بصدد الحديث عن التعصب الكروى الذى يظهر بين الحين والآخر، والمعارك الإعلامية لألوان الفرق المختلفة، أو قضايا رياضية شائكة تشبه حضور الجمهور للمباريات، وجودة الصورة فى النقل التليفزيونى، أو قضية التحكيم التى تبدو وكأنها أزمة "سرمدية"، أو الأسعار المبالغ فيها للاعبين ورواتبهم، فجميع هذه القضايا، أظن أنها سهلة الحل بين ليلة وضحاها إذا توفرت الإرادة لذلك.

الأزمة الحقيقية من وجهة نظرى، هي أن الهوية الكروية المصرية تشهد تراجعا، لم يحدث من قبل، لا يتحمل مسئوليته اتحاد كرة أو أندية أو حتى أشخاص، ولكن الجزء الأكبر من الأزمة يتحملها الجمهور نفسه المُحب لكرة القدم.

ما نعانى منه حاليا، هو أن الاهتمام بالكرة العالمية، بدا أنه يتخطى الكرة المحلية، فى المتابعة والاهتمام بل والأغرب في الانتماء، فاستأثرت الكرة العالمية بالمتعة، وتركت لنا التعصب والمتاعب في الكرة المحلية.

إذا سألت مراهقا لم يتعد الـ 20 عاما، عن أسماء لاعبى احدى فرق المؤخرة فى الدورى الإنجليزى، ربما ستندهش أنه يعرف أسماء أكثر من نصف الفريق، وهدافه، ومبارياته القادمة، ونتائجه السابقة، بل وقد يدهشك أنه يعرف تاريخ إنشاء النادى، وتاريخ صعوده لـ "البريميرليج"، بينما تتجسد المأساة، حينما تسأل نفس المراهق عن فريق عريق فى منتصف جدول الدورى المصرى، فربما يذكر لك اسم نجم الفريق فحسب، وبالكاد ترتيبه فى الجدول.

بعض الدول العربية، أصبحت الأولوية لجمهورها مشاهدة الدوريات العالمية، ثم يأتي الدورى المحلى في المرتبة الثانية، ولا أظن أننا فى مصر قد وصلنا لهذه المرحلة بعد، وأتمنى ألا يحدث، فلابد من الاعتراف أن الكرة المصرية تتمتع بشعبية محترمة بين الدول العربية والأفريقية وربما الآسيوية، الأمر الذى يجعل لديها رصيد ضخم وكبير، للدفاع عن نفسها من استفحال هذه الظاهرة، ولكن هل يصمد الدفاع كثيرا؟

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بايرن ميونخ يحبط مفاجآت ماينز ويتعادل 2-2 فى الدورى الألمانى.. فيديو

عصام إمام لـ اليوم السابع باكيا: موعد جنازة شقيقتى لم تحدد وادعوا لها

السلاح الناري يعيد قضية شاكر محظور للتحقيق قبل إحالتها

مصر تدين الهجوم المسلح في مدينة سيدني الأسترالية

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى


تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا

رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة


جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

متى تنتهى انتخابات مجلس النواب 2025 بشكل نهائى؟.. اعرف آخر موعد

حكام مصر الستة يتوجهون إلى المغرب للمشاركة فى أمم أفريقيا

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 14 ديسمبر 1969 .. «دان أفيدان» أول ضابط إسرائيلى أسير لدى الجيش الثانى فى عملية أصابت العدو بذهول وأبطالها يحصلون على ميداليات العبور ومكافآت مالية

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى