القروض والبنوك وجمعيات التمويل.. حقائق يجب أن تعرفها

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

التسهيلات الائتمانية وتيسير إجراءات الحصول على القروض لبعض الفئات سلاح ذو حدين، خاصة من يعملون في المشروعات متناهية الصغر، فغالباً ما يتعثر أصحاب هذه القروض بصورة أو بأخرى نتيجة ظروف العمل، ومتغيرات السوق، وقانون العرض والطلب، والتأثيرات المتواصلة لجائحة كورونا محليا وعالمياً، وتوابعها على الأسواق ومعدلات الإنتاج والاستهلاك.

منذ فترة حصلت على قرض من أحد البنوك، وأحرص على السداد بشكل منتظم، وبمجرد متابعة البنك لديمومة السداد من جانبي، بدأت المكالمات الهاتفية تطاردني بين الحين والآخر، لعمل ما يسمى "استكمال للقرض"، ولمن لا يعرف معنى هذا المصطلح، فيمكن شرحه بصورة بسيطة وسهلة دون تعقيد فى مجموعة نقاط.

- القروض يتم تحميل أكبر جزء من الفوائد عليها خلال العام الأول من السداد.

- إذا نجح العميل في السداد يبدأ البنك استدراجه لاستكمال القرض، فيتم سداد القرض القديم بالكامل، وفتح قرض جديد نفس المبلغ.

- استكمال القرض ستحصل معه على سيولة جديدة، لكن تذكر أنك ستدفع عبء الفوائد وبعض المصروفات الإدارية من من جديد.

- حتى تفهم فكرة الفوائد يمكن شرحها كالتالي: مثلا لو أن القرض بقيمة 100 ألف جنيه، وفوائده على مدار 3 سنوات 25 ألف جنيه، ستدفع الجزء الأكبر من هذه الفوائد في العام الأول، فقد تدفع 12 ألف جنيه في العام الأول، ثم باقى الفوائد فى العامين التاليين.

- استكمال القرض يجعلك تدفع الفوائد "مرتين"، الأولى في القرض الأساسي، الذي ستدفع فائدته في العام الأول، ثم يبدأ معك البنك إجراءات الاستكمال، لتدفع نفس النسبة مرة أخرى على القرض الجديد.

- البنك هو الرابح الأول من هذه العملية، وستدخل أنت بصورة مباشرة في دوامة الديون التي قد تستطيع الوفاء بها أو لا وفقاً للمتغيرات والظروف التي تمر بها.

- موظفو البنوك وخدمات العملاء أبدا لن يخبروك بعبء الديون والفوائد التي ستتحملها، فقط سيخبرونك بالمزايا التي ستحصل عليها، من خلال توفير سيولة كاش مناسبة، في أسرع وقت ممكن، وبحسبة جهنمية ستدخل في دائرة لا تنتهي من القروض المتشابكة، التي لا يهدف موظف البنك منها إلا الحصول على "عمولة القرض"، أو تصنيف لائق بين أقرانه من الموظفين في تقارير الأداء الشهرية أو السنوية.

الأخطر من عملية "استكمال القروض" هو الجمعيات التي توفر أنشطة تمويل لمشروعات صغيرة ومتوسطة، "بنوك الظل"، التي تدًعى توفير قروض ميسرة لتنفيذ مشروعات متناهية الصغر للشباب، وجمهورها المستهدف غالباً ما يكون في الريف والمناطق الفقيرة، وبالفعل يتم تمويل مشروعات أغلبها على الورق، من خلال موظفين لا يهتمون فقط إلا بالحصول على عمولة هذه القروض، فيتم تحميل مجموعات كبيرة بحصة أموال ضخمة، يعجز بعضهم عن السداد، وتضيع أموال هذه الجمعيات والمؤسسات التمويلية على المدى الطويل، بعد تصنيف تلك القروض إلى ديون معدومة!

الريف مملوء بحكايات حول جمعيات توفير التمويلات للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، بل أكثر من ذلك هناك أسر باعت كل ما تملك لسداد القروض وأعبائها، بعدما خدعهم المندوبون بأنها منخفضة الفائدة وميسرة، مع العلم أن أغلب من يتم تمويلهم يعانون الأمية، والتمويل المرصود للمشروع أو الحرفة المتفق عليها يتم توظيفه لزواج الابنة أو الابن، لتبدأ كرة الثلج في التضخم، وسلسلة الديون في التزايد، ويصبح العميل إما في السجن أو أمام فقد منزله وكل ما يملك، نتيجة قرار غير مدروس، تم الترويج له على نحو يخالف الحقيقة.

مشكلة كبيرة أن يتم توفير تمويل لشريحة من العملاء ليس لديها أي خبرات أو مقومات لسداد القروض، سواء من خلال البنوك أو جمعيات التمويل، ويجب أن تكون هناك ضمانات مناسبة قبل عمليات الإقراض، وفق التعليمات الواضحة من البنك المركزي، فالموضوع أكبر بكثير من مجرد عمولة موظف أو محفظة قروض لدى البنك، أو مؤسسة التمويل، لكنه نظام مالى، قد يتعرض لخلل نتيجة هذه التصرفات غير المدروسة من جانب البعض.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

حرب أكتوبر والروح المعنوية

حرب أكتوبر والروح المعنوية الأربعاء، 06 أكتوبر 2021 12:04 م

موسم الهجرة من "فيس بوك"

موسم الهجرة من "فيس بوك" الثلاثاء، 05 أكتوبر 2021 11:54 ص

لقاح كورونا ورسائل الصحة

لقاح كورونا ورسائل الصحة الإثنين، 04 أكتوبر 2021 11:30 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تعرف على موعد صرف تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة

غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك

طلاب الهندسة الحيوية بالإسكندرية ينجحون فى تصميم ذراع روبوت بـ6 درجات حرية.. "6-DOF" يُستخدم كمساعد لأطباء الجراحة فى المستشفيات.. تنفيذه يكلف نحو 22 ألف جنيه.. وأعضاء هيئة التدريس يشيدون بالمشروع.. صور

إخماد حريق في هيش ومخلفات بكورنيش النيل بحلوان دون إصابات

مانشستر سيتي: هالاند يستمع إلى ألبوم عمرو دياب الجديد


تسونامى المخدرات يهدد أمريكا اللاتينية.. الكوكايين ينتشر فى البرازيل ويضرب 11 مليون متعاطى.. السباق التكنولوجى للتجار فى كولومبيا يؤجج المخاوف.. "مخدر الزومبى" يثير الرعب فى المكسيك.. والفنتانيل ينتشر فى تشيلى

ننشر قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ عن دائرة محافظة المنيا

أهم الأخبار الفنية على مدار الساعة.. خفة دم تامر حبيب مع إنجي علي على أغنية "خطفونى" لـ عمرو دياب.. سميرة سعيد تبدأ التحضير لألبومها الجديد مع هانى يعقوب.. دنيا سمير غانم تطرح بوستر فيلم "روكى الغلابة"

فات الميعاد الحلقة 21.. أحمد مجدي يرفض عرض محمد أبو داود حفاظًا على حضانة ابنته

بيان رسمي من مودرن سبورت يكشف كواليس أزمة جنش


محمد ثروت يهنئ ابنته داليا بعد حصولها على درجة الماجستير من بريطانيا

المعاينة: ماس كهربى وراء حريق دبى مول فى الشيخ زايد

السفارة المصرية فى بلجيكا تنجح فى استرداد قطعتين أثريتين مصريتين.. صور

السيطرة على حريق داخل دبى مول فى منطقة الشيخ زايد

أخبار مصر.. الطقس غدا شديد الحرارة رطب وشبورة والعظمى بالقاهرة 35 درجة

وحدة قسطرة القلب بمستشفى الزقازيق تنهى معاناة المرضى بقوائم الانتظار.. مدير الوحدة: لدينا طاقم طبى محترف وتجهيزات متقدمة تنقذ حياة المئات.. ووكيل وزارة الصحة: إجراء 3000 عملية بين تداخلية وتشخيصية.. فيديو وصور

وزارة العمل: استمرار فتح باب التقديم على وظائف "أمن" بمحطات المترو

علي معلول يفاضل بين عروض الخليج وتونس بعد استلام جميع مستحقاته من الأهلي

رابطة الأندية تستعرض "أشهر الأشقاء" فى الدوري المصري

ننشر قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ عن دائرة محافظة القاهرة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى