" خديعة أكتوبر".. رجال الظل لديهم الكثير

شريف عارف
شريف عارف
بقلم: شريف عارف
إذا كانت حرب أكتوبر المجيدة في مجملها، هي معجزة عسكرية بكل المقاييس، كما وصفتها المؤسسات البحثية المتخصصة عالمياً، فإن "حرب المعلومات" التي قادتها وأدارتها مصر بكل اقتدار، قد ساهمت في صناعة "الخديعة" التي جعلت إسرائيل على يقين من أن مصر لن تحارب ولو بعد مائة عام.
على مدى سنواتطويلة، تشرفت بالعمل محرراً عسكرياً، وثقت خلالها لعدد كبير من شهادات القادة والجنود والمعاصرين للفترة بين حربي الاستنزاف وأكتوبر المجيدتين.
 
من بين هذه الشهادات التاريخية، شهادة المرحوم اللواء أ.ح فؤاد نصار مدير إدارة المخابرات الحربية أثناء الحرب، والذي كان مسئولاً عن إدارة الجزء الأكبر من خطة الخداع بحكم منصبه.
 
هذا القائد العظيم، كانت له بصمة كبرى، على إدارة المخابرات الحربية، خاصة في تحديث الفكر والأسلوب. تحدثت معه طويلاً بشأنها، فقال لي: بصمتي الحقيقية كانت في البحث والدرس.. وتتلخص ببساطة في أنني نظرت إلى نقاط القوة الخاصة بالعدو وكيف يمكن تلافيها؟ ونقاط الضعف وكيفية استغلالها.. وكذلك عناصر القوة والضعف عندنا.
 
 ويضيف: كمثال لم أجد عندنا من الإمكانات الفنية والتكنولوجية ما أستطيع الاعتماد عليها للحصول على المعلومات إلا العنصر البشري.. وفعلاً بدأت أعتمد اعتمادا كلياً على الفرد. وكانت هناك مجموعة قتالية تحمل اسم "39 قتال" يقودها الشهيد المقاتل إبراهيم الرفاعي ومعه مجموعة من الضباط لديهم إيمان كامل بأداء المهمة أو الشهادة.. هؤلاء عبروا قناة السويس وخط بارليف وأحضروا معدات من هناك وجلبوا لنا معلومات عنه وقاموا بأكثر من 39 عملية قتال وسميت بعدها المجموعة بهذا الاسم.. وهناك مجموعة ثانية كان اسمها «منظمة سيناء» هذه المنظمة عبارة عن مجموعة من أبناء سيناء لأن هؤلاء يعرفون سيناء بالشبر. وعملت معنا مجموعة أخرى من المتطوعين من المدنيين والعسكريين، وأقمت بيوتًا للمتطوعين يتعلمون فيها الشفرة وقراءة الخرائط والمعلومات التي نريدها والرموز الموجودة.. كل هذا لمدة شهرين حتى يتعلم الفرد كل شيء ويأخذ جهازا لاسلكيًّا يبلغنا من خلاله بكل المعلومات مهما كانت صغيرة. وبهذا غطينا سيناء كلها.
 
وبعد الحرب – والكلام لازال للواء فؤاد نصار- سألوا ديان: كيف استطاعت مصر الحصول على كل هذه المعلومات بهذا التفصيل والدقة علمًا بأنه ليس لديها أجهزة متطورة أو معدات فنية تستطيع بها الحصول على هذه المعلومات وليست هناك دولة تساعدها بأقمارها الصناعية.. فأجاب لقد غطت مصر سيناء برادارات بشرية ذات عقول ترى وتستنتج وترسل أفضل مائة مرة من الرادارات الصماء، وبذلك استطاعت مصر أن تحصل على كل المعلومات داخل سيناء.
خلال هذه الفترة، كان نصار حكم وظيفته على اتصال مباشر بالرئيس أنور السادات، لعرض الموقف أولاً بأول وبدقة متناهية.. وكلما توافرت معلومات ذات قيمة، فحرب أكتوبر، كانت "حرب معلومات" بالدرجة الأولى. 
 
يقول " نصار": كان هناك عاملان أساسيان المعلومات والمفاجأة. وقد تعلمت درسًا، وأخبرت به السادات وهو أن روسيا عندما أرادت أن تهاجم تشيكوسلوفاكيا أجرت مناورة على الحدود ودخلت عن طريق هذه المناورة.. ولذلك بدأنا في إجراء مناورة كل سنة وقلنا يجب أن نستغل هذه المناورة لشن حرب من خلالها.. أما التخطيط وموعد الحرب فهذا ما كنا نحافظ عليه جدًّا لدرجة أن أحدًا لا يعرف إلا المطلوب منه فقط.. وفي أضيق الحدود .
 
بعد قرابة النصف قرن، لازالت مصر تخوض نفس "حرب المعلومات".. رغم التقدم المذهل في وسائلها، إلا أن الرهان الحقيقي على "رجال الظل" الأوفياء.. الذين لديهم الكثير والكثير ..
 
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

السجن عامين لسائق اعتدى على فتاة بالضرب فى مركز سوهاج

تأجيل أولى جلسات محاكمة المتهمين فى انفجار خط غاز أكتوبر لجلسة 31 مايو

أخبار مصر.. رئيس الوزراء يحضر احتفالية مرفق الإسعاف المصرى

أحمد السقا يستأنف حياته الطبيعية ويظهر لأول مرة بعد انفصاله.. اعرف القصة

ريفيرو يتفق مع الأهلي على مساعديه ويرفض مدرب حراس مصرياً أو بقاء يانكون


الحرارة 21.. طقس بريتوريا قبل موقعة بيراميدز وصن داونز بنهائي أفريقيا

السعودية تكشف عدد الحجاج الذين وصلوا إلى المملكة حتى اليوم

القصبجي والإبياري وفطين عبد الوهاب رفاق إسماعيل ياسين في سجل السينما

بعد 10سنوات.. السويد تحاكم "داعشى" فى جريمة حرق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة

موجة شديدة الحرارة.. تحذيرات من الطقس خلال الـ 72 ساعة المقبلة


عماد النحاس يجتمع مع ثنائى الأهلى قبل مواجهة فاركو الحاسمة بالدوري

ريفيرو يرفض ضم صفقة أجنبية للأهلي في الوسط أو الدفاع ويفضل الهجوم

صفحات الغش الإلكترونى تنشر أسئلة امتحان التاريخ للصف الأول الثانوى بالقاهرة

البنك الأهلى يلتقى المصرى فى صراع المركز الرابع بالدورى اليوم

ترك زوجته تتسول 12 سنة واكتنز آلاف الجنيهات واشتري شقتين وأرض وفضحته الصدفة

خنساء فلسطين.. طبيبة في قطاع غزة تفقد أولادها جميعا في قصف إسرائيلي

سياح العالم يستمتعون بالبالون الطائر وسفارى الخيول بين معابد الأقصر.. صور

رحلة بلا عودة.. تفاصيل اللحظات الأخيرة لغطاسى ميناء السخنة فى السويس

امتحانات الثانوية 2025.. 320 مجموع المواد للنظام الجديد و410 درجات للقديم

بيراميدز: طلبنا بشكل عاجل عدم إعلان بطل الدورى لحين حسم القضية نهائيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى