ثورة المدجنين.. كيف قضى ألفونسو ملك قشتالة على آخر ثورات الأندلس؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن
تمر اليوم الذكرى الـ757 على نجاح ألفونسو العاشر ملك القشتاليين بحصار واحتلال مدينة شريش وطرد كل المسلمين، وذلك بعد ثورة المدجنين، التي ساندها المغاربة ومملكة غرناطة، ورغم نجاحها في عدة مدن.
 
وثورة المدجنين (1264-1266)‏، هى الثورة التى قام بها المسلمون الذين آثروا البقاء فى الأندلس ومرسية وتاج قشتالة، وعاشوا فى ظل الحكم المسيحى، وكانت بلنسية مثوى لكثير من هؤلاء وتجمع فيها ما يقرب ثلاثين ألفا، ورأوا أن يقوموا بثورة لاكتساب بعض الحقوق الإنسانية، كحرية العقيدة، واستطاعوا احتلال بعض الحصون وتقدموا نحو بلنسية بعد أن كونوا جيشا، واستمروا فى التقدم، وأصيب حاكمهم (جقوم) بهم وغم أديا إلى وفاته، وجاء ابنه (بطره) الذى تتصل بالمسلمين وفاوضهم، وعقد هدنة أمان معهم، ورفع عنهم الظلم، حتى إذا تفرقوا، نقض العقود والمواثيق وضربهم، قبل أن يتجمعوا، وأسر المسلمين جميعا.
 
كان الاضطهاد الأعظم في غرناطة، وكان المورسكيون مع القوانين الأخيرة التي أصدرها فيليب الثاني سنة 1566م، وبدأ تطبيقها دون هوادة في ذكرى سقوط غرناطة في الأول من يناير من العام التالي 1576م، قد أدركوا أنهم على موعد مع القطيعة النهائية مع دينهم وتراثهم وتاريخهم وأجدادهم، لا سيما وأن محاولاتهم للوساطة والود ودفع الأموال للتخفيف من وطأة هذا العدوان لم تفلح مع التعصب الكاثوليكي الأعمى، ومع مظالم ووحشية محاكم التفتيش التي أنزلت بهم صنوفا من التعذيب والأسر والقتل لم يروا مثلها من قبل.
 
فلما بلغ اليأسُ بالمورسكيين ذروته؛ تهامسوا على المقاومة والثورة، والذود عن أنفسهم إزاء هذا العسف المضني، أو الموت قبل أن تنطفئ في قلوبهم وضمائرهم آخرُ جذوة من الكرامة والعزة، وقبل أن تُقطع آخر صِلاتِهم بالماضى المجيد، وكانت نفوسهم لا تزال تضطرم ببقية من شغف النضال والدفاع عن النفس، وكانوا يرون في المناطق الجبلية القريبة ملاذا للثورة، ويؤمّلون أن يصلوا بالمقاومة إلى إلغاء هذا القانون الهمجي أو تخفيفه.
 
وكانت العصبة الأندلسية القديمة تتركز قوتها في حي البيّازين أسفل الحمراء في غرناطة، والتف الجميع حول أحد أعيانهم الأشاوس واسمه فرج بن فرج من أسرة بني السراج فرسان دولة بني الأحمر القدامى، واتفقوا على الوثوب على الحامية العسكرية الإسبانية في المدينة للفتك بها في أحد أعياد النصارى في أبريل من عام 1568م وإعلان الاستقلال وبداية الثورة لتحرير الأراضي الأندلسية ورفع الضيم عن المورسكيين.
 
وبالرغم من أن خطتهم باءت بالفشل في ذلك التوقيت، فإن فرج بن فرج وبمعاونة مئتين من المورسكيين المسلحين فتكوا بمجموعة من القضاة والمحققين الإسبان خارج غرناطة في ديسمبر من ذلك العام، وأراد فرج أن يستغل الأحداث بصورة أكثر فعالية، فيفتك بحامية قصر وقلعة الحمراء الإسبانية، لكن كبار رجالات المورسكيين في غرناطة خشوا من العواقب، فاضطر فرج للخروج بقواته القليلة صوب قرى البشرات في جنوب المدينة، وهنا تسامع المورسكيون في أرجاء ومدن وقرى الأندلس كافة بما حدث، فتتابع الرجال والفرسان بأنفسهم وأموالهم وأسلحتهم مؤيدين الثورة، ومنضمين لها، وكانت الخطوة التالية تعيين أمير أو ملك ذي شأن على هذه الجموع التي تتوق إلى تحرير الأندلس.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إعلام عبرى: حدث أمنى صعب شمال قطاع غزة

أوكرانيا تبدأ فى إعداد قائمة الأفراد لتبادل الأسرى مع روسيا

نتائج مباريات اليوم الجمعة 16 – 5 – 2025 فى دورى نايل

استقالة 5 وزراء فى حكومة الوحدة الوطنية انحيازا لإرادة الشعب الليبى

فرص عمل للمهندسين فى السعودية بمرتبات تصل إلى 147 ألف جنيه شهريا


مصيف بلطيم يستعد لاستقبال 3 ملايين مصيف للاستمتاع بصفاء المياه والرسم على الرمال.. إنشاء 2 أكوا بارك وإضافة 6 كافيرات جديدة.. تطوير الميادين والبوابات وتدعيم خطوط الإنارة واستكمال المشايات.. صور

أسرة العندليب تظهر جواب بخط يد حبيبة عبد الحليم تكشف حقيقة زواجه منها

أحمد مكي يعلن وفاة نجل شقيقته ويطالب جمهوره بالدعاء له

يسرا ولبلبة وميرفت أمين وشيرين نجمات في مشوار الزعيم عادل إمام

البنك المركزى يعلن عن وظائف جديدة.. اعرف التفاصيل


الزمالك يخاطب اتحاد اليد رسميًا للمشاركة فى بطولة كأس العالم للأندية

فيلم سيكو سيكو يحقق 171 ونصف مليون جنيه إيرادات

بسنت شوقي: أدواري محصورة بسبب شكلي.. واتظلمت نتيجة زواجي من فراج

الأهلي يبحث مصير ميشيل يانكون بعد التعاقد مع ريفيرو لتدريب الفريق

ترامب يكشف حصيلة جولته الخليجية بالدولار.. ويؤكد: لست محبطًا

السيلفي الأخير.. إسرائيل تقتل عائلة بالكامل في بيت لاهيا شمال غزة.. صور

ريفيرو يطلب ضم مدرب مصري وحيد فى جهازه المعاون بالأهلي

الصحف العالمية : ترامب يكشف تفاصيل رحلته السرية إلى العراق.. ثروة الملك تشارلز الشخصية قفزت 2000% فى 2025 لتصبح 640 مليون استرلينى.. أكثر من 40 زعيم أوروبى يشاركون فى قمة تيرانا وأوكرانيا وغزة أبرز المناقشات

احتفالاً بعيد ميلاده.. عرض الفيلم الوثائقي "الزعيم" على شاشة "الوثائقية".. غدًا

جراديشار يعود لتشكيل الأهلى أمام البنك بسبب إصابة وسام أبو علي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى