المنصات الرقمية.. وما يجب أن ننتبه إليه

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم : أحمد التايب
مؤكد أن الثورة التقنية وسيطرة مواقع التواصل الاجتماعى وانتشار المنصات والتطبيقات الرقمية خلال الآونة الأخيرة، نعمة كبيرة وأيضا نقمة خطيرة، وهنا يجب معرفة إنه مثلما أحدثت وسائل الحداثة نقلة نوعية وطفرة تقدمية بالغة الأهمية وخاصة في تسهيل الحياة اليومية للأفراد وتيسيرها وتقريب الشّعوب واختصار المسافات، وتطوير الجوانب التعليمية والثقافية والاقتصادية، وتوظيفها في كل ما يخدم الفرد بكافة الجوانب الحياتية، إلا أن لها تأثيرات سلبية على المجتمعات بالغة الخطورة، فكم من ظواهر سيئة انتشرت بسببها، وكما مجتمعات عانت أشد المعاناة بسببها، وكم من تقاليد وقيم انتهكت، وليس انتشار ما يسمى بالإدمان الإلكترونى الحرام وحرب شائعات الضلال ببعيد.
 
لذلك فالفوائد عظيمة، لكن أيضا المخاطر جسيمة، وحديثنا هنا يركز على المخاطر لأنها هي من تحتاج إلى توعية مستمرة، ويقظة دائمة، لأن حال العجز عن مواجهتها نصبح جميعا أمام تهديد يأتى على اليابس والأخضر، وأعتقد أن أبرز هذه المخاطر تعرض فئة الشباب وخاصة المراهقين لمحتويات سلبية تتعارض مع منظومة القيم والعادات والتقاليد، ونموذجا منصات المشاهدة الرقمية التي تقدم مضمونا دراميا أو محتوى مفتوحا دون رقيب، فتكون هناك أجزاء تتضمن قيما غريبة على المجتمع، أو أمور لا تتناسب مع الأخلاقيات العامة، وخاصة أن مقدمى هذا المحتوى دائما ما يستغلون عناصر الإبهار في الصورة والصوت وتقديم أفكار شاذة أو ضد الخصوصية، لضمان نسبة مشاهدة أعلى وانتشارا أكثر وربحا كبيرا.
 
والأمر الثانى المهم، أن هذه المنصات أصبحت ملاذا وفرصة سانحة للجماعات الإرهابية في توظيفها لصالح أغراضها المسمومة، تجاه المجتمعات، فوجدنا كتائب إلكترونية محترفة تستطيع التعامل مع كافة المنصات والتطبيقات بطريقة مبهرة في الوصول والترويج لأفكارها، دون رقيب وبحرية تامة، وكلنا رأينا حجم هذا المحتوى الإلكترونى التي تم نشره أو بثه على هذه المنصات باستغلال سلاح الشائعات والترويج الحرام خلال العشر سنوات الماضية، فحقا، نحن أمام كم مذهل ومرعب وفقا لإحصاءات دولية ورسمية، وخاصة أن هدفه ضرب الثوابت الوطنية والطعن فى الهوية وانتهاك الخصوصية.
 
وأعتقد أيضا أن هناك خطرا لا يقل عن سابقية، وله تأثير بالغ على المجتمع، ألا وهو وجود فجوة بين الأجيال الجديدة والأهل فى ظل التطور التكنولوجى المتلاحق وقدرة الأبناء المتزايدة على التعامل والتفاعل مع وسائط متطورة قد لا يستطيع الأهل استخدامها بأنفسهم، الأمر الذى قد يجعل الأبناء فريسة سهلة لهذه المنصات سواء بالإدمان لهذا العالم مما يؤثر قطعا على حياتهم وسلامتهم الأخلاقية والاجتماعية والتعليمية والصحية، أو أنهم يقعون فريسة لأفكار غريبة ضد قيمنا الدينية والاجتماعية والوطنية دون الوعى بالتسلح بثقافة الانتقاء والاختيار لما يتناسب مع قيمنا وديننا وأخلاقياتنا القويمة، فتكون الطامة بانتشار الانحلال والانحراف وتزداد الحوادث الشاذة وانتشار العنف.
 
وأخيرا، نستطيع القول، إن هذا العالم الرقمى بمثابة نعمة كبيرة وسلاح مهم للقيادة والريادة، ولابد من التسلح به إذا أردنا مجتمعا متحضرا قادرا على المواكبة والتفاعل والالتحاق بركب هذه الحضارة، لكن في نفس الوقت لابد بل من الضرورى أن نعى أهمية وحتمية المسئولية التشاركية من "الأفراد والمؤسسات" والمساهمة في تحصين المجتمع من مخاطر هذا العالم الرقمى الجديد، وخاصة أن هناك تزايدا مذهلا في عدد مستخدمى هذه الوسائل الحديثة كمواقع التواصل والمنصات والتطبيقات المختلفة، وأصبحنا أمام عالم مفتوح دون رقيب تتحكم فيه اتجاهات وتوجهات دولية كبرى، إذن فلا سيطرة ولا حماية، إلا من خلال الوعى، وتعزيز ثقافة الانتقاء والاختيار، وفرض الرقابة والمتابعة من الأهل والدولة، وقيام مؤسسات المجتمع بدورها سواء من خلال التثقيف الدينى والقيمى المستمر أو من خلال تفعيل دور النخبة المثقفة والإعلامية القادرة على تحصين المجتمعات من هذه المخاطر وإلا سندفع الثمن غاليا..
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هولندا تستضيف معسكر أكرم توفيق مع الشمال استعدادًا للموسم الجديد

3 يوليو شهادة وفاة الجماعة الإرهابية ونهاية حكم المرشد.. الشعب يشهر الكارت الأحمر والجيش ينحاز لصوت الوطن.. بيان القوات المسلحة يرسم ملامح الجمهورية الجديدة.. سياسيون: ثورة مكتملة الأركان أنقذت مصر من مصير مظلم

الثانوية العامة 2025.. الطلاب يؤدون اليوم امتحان مادتى الكيمياء والجغرافيا

عيادات الموت.. تفاصيل ضبط مهندسة وسكرتيرة انتحلتا صفة طبيبة تجميل

كيلو السمك بـ30 جنيه بس.. قرية البشندى بالوادى الجديد تحصد الدفعة الثانية من مزرعة الأسماك الحكومية.. طرح المنتجات للمواطنين بأسعار مخفضة.. ورئيس المركز: خطة لتعميم التجربة فى القرى لتحقيق الأمن الغذائى.. صور


أسيست أرنولد ضد يوفنتوس يسدد قيمة انتقاله من ليفربول إلى ريال مدريد

فى انتظار القيد.. الإسماعيلى يتوصل لاتفاق مع عدد من اللاعبين والأفارقة

اعرف الصح.. دار الإفتاء تواصل حملتها لتصحيح المفاهيم الخاطئة.. ما حكم صلاة الجنازة والدفن فى أوقات الكراهة؟.. ما مسؤولية الوالدين شرعا تجاه أولادهم فيما يتعلق بالعبادات؟.. وما حكم وضع سترة أمام المصلى منفردا؟

تريلا تحطم وتدهس 7 سيارات على الطريق الدائرى بالمعادى.. صور

صيف ساخن جدا فى أوروبا وسط مخاوف من أزمة صحية ووقوع وفيات.. دول تعلن الطوارئ وتحذيرات مشددة.. إسبانيا تواجه لأول مرة فى تاريخها حرارة تتجاوز 46 درجة.. 84 مقاطعة فرنسية و20 مدينة إيطالية تعلن أعلى درجات التأهب


موعد انطلاق بطولة الدورى المصرى موسم 2025-2026

الدورى المصرى ضمن أقوى 25 مسابقة محلية فى العالم

المصري يعلن تفاصيل التعاقد مع عمر الساعي على سبيل الإعارة لموسم واحد

بعد جدل حذف أغانى أحمد عامر.. هل الغناء حلال أم حرام؟.. الدكتور على جمعة: لا يوجد حكم مطلق وهناك موسيقى تهذب الروح.. الشيخان محمد الغزالى وعبد الحليم محمود يفتيان ياسمين الخيام.. وهذا ما قاله الشعراوى لـ شادية

الزمالك يترقب وصول مدربه الجديد يانيك فيريرا خلال ساعات

غفران محمد عن فات الميعاد: الجدعنة الصفة اللي تجمعني بين دوري في المسلسل والحقيقة

الأهلي يفاضل بين 3 عروض محلية لإعارة محمد عبد الله

المعاينة فى حادث الطريق الإقليمي: انفجار الإطار واختلال عجلة القيادة بيد السائق

109 لجان طبية و29 معمل تحليل لإجراء الكشف الطبى للمرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ

تعرف على أرباح أندية ربع نهائى كأس العالم للأندية 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى