غادة الخوري فى حوارها لـ"اليوم السابع": الروائي الذي لا تمسه قضايا وطنه فليغادر الكتابة

الكاتبة غادة الخورى مع أحمد منصور محرر اليوم السابع
الكاتبة غادة الخورى مع أحمد منصور محرر اليوم السابع
حاورها من الشارقة أحمد منصور

كاتبة لبنانية عملت في الصحافة لمدة 25 عامًا، وبدأت الكتابة الإبداعية متأخرة، لتطلق كتابها الأول "يوم نامت ليلى" ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولى للكتاب بدروته الـ 40، و"اليوم السابع" التقى غادة الخوري في حوار حول تفاصيل الرواية وتجربتها المقبلة.. فإلى نص الحوار:

 

الكاتبة غادة الخورى مع أحمد منصور محرر اليوم السابع
الكاتبة غادة الخورى مع أحمد منصور محرر "اليوم السابع"

 

 

ــ حديثنا عن تجربتك مع روايتك "يوم نامت ليلى"؟

الرواية الصادرة عن دار الأهلية للنشر والتوزيع في الأردن، تتحدث عن تجربة شخصية عايشتها عندما عرفت أن والدتي ليلى مصابة بمرض السرطان، ولن تعيش أكثر من 4 أسابيع، كان مستحيلاً على أن أستوعب ما حصل وأدرك حجم خسارتي فلجأت إلى الكتابة لأقبض على تفاصيل حياتنا فأحميها من الموت.  

ــ تحدثتِ من قبل عن احتياج الوسط الثقافى لقضاة فى الأدب ماذا تقصدين بذلك؟

أزماتنا السياسية والاقتصادية غير منفصلة عن أزماتنا الثقافية، أعتقد أننا نحتاج إلى إعادة تكريس المعايير الضابطة للإنتاج الإبداعي الذي يؤثر بشكل مباشر في الوعي الاجتماعي والفردي، هذا لا يعني أن نحرم أحدًا من حقه في كتابة ما يشاء لكن من غير الجائز أن يمعن في تشويه أصول الأدب ورسالته وأدبياته، بعض ما ينشر اليوم لا يليق إلا بمنصات التواصل الاجتماعي.

ــ هل السوشيال ميديا نعمة أم نقمة للكاتب؟

القرار لنا في أن نجعله نقمة أو نعمة، لا يمكن إغفال أهمية هذه الوسائل في ربطنا بالعالم لنطلع على ما يحدث ومتابعة الأخبار، إذا كنت مهتمة بالأدب والرواية يمكنني استخدام السوشال لهذا الغرض، المهم ألا يتحول ذلك إلى إدمان وهوس يبعدني عن مصادر المعرفة الحقيقية وألا يصبح همّي الترويج لنفسي كمن ينظر في المرآة طوال اليوم ولا يرى سوى ذاته.    

ــ لماذا عزمت على كتابة "يوم نامت ليلى"؟

رفضي لنومها الذي امتد لأربعة أسابيع وهي الواقفة دائمًا، حرضني على الكتابة لأستنهض كل ما عشناه معًا كأسرة، خوفى من النسيان أو خسارة هذه الذكريات وطي صفحة الماضي مع موتها أرعبني، للأسف اليوم تسود ثقافة "عيش اللحظة" فيما نحتاج بشكل كبير إلى حماية ذاكرتنا من التلاشي وصون ماضينا وربما إعادة النظر فيه لنتعلم كيف نبني حياة أفضل.

الكاتبة ليلى الخورى خلال توقيع كتابها يوم نامت ليلى

الكاتبة ليلى الخورى خلال توقيع كتابها يوم نامت ليلى

 

ــ القارئ فور اطلاعه على روايتك ومن خلال معرفة قصتك مع والدتك سيطرأ على ذهنه أنها قصة حزينة.. هل  هناك تخوف من ذلك؟

قد يخاف البعض من قراءة الرواية لظنه أنها ستبكيه لكن الكتاب يروي أيضًا سيرة فرح وحب ويحتفي بالطفولة الآمنة وبالطمأنينة التي يمنحها وجود الأمّ، ولعله يحرض على تقدير كل لحظة نعيشها مع من نحب.

ــ هل كان لديك خوف من النقاد لحظة صدور الرواية؟

أتمنى أن تلقى روايتي اهتمام النقاد الجديين الحريصين على الإنتاج الأدبي، فهم البوصلة الحقيقية لكل كاتب يريد أن يقدم عملاً جاداً ويحترم القارئ.  

ــ هل الرواية المأخوذة من الواقع أقرب للقراء عن غيرها؟

الواقع والخيال متلازمان كالليل والنهار، الخيال جزء من الواقع والعكس صحيح. لطالما شكّل الواقع مادة الأدب الأولى لكن سحر كل رواية يكمن في توظيف التخييل وجمالياته ليرفع الرواية إلى مصاف الإبداع.

ــ كونك صحفية لماذا تأخرت خطوة الكتابة الإبداعية لديك؟

صحيح تأخرت فى هذه الخطوة، ولكن لم أستطع أن أخوض تجربة الكتابة الإبداعية نظرًا لالتزامي في العمل والوظيفة، ويوم قررت التقاعد، شرعت في الكتابة الحرة وللأسف جاء موت والدتي ليحرضني أكثر على التخلي عن العمل الوظيفي والتفرغ للكتابة.  

ــ هل نرى لك روايات أخرى تتعلق بذاكرتك أيضًا كنوع من التوثيق لمرحلة ما؟

لدي رواية جاهزة ستنشر فى 2022، وتتناول الخلفية الثقافية والاجتماعية في لبنان خلال فترة السبعينات، أحاول في هذا العمل أن أتلمس الأسباب التي جعلت لبنان ساحة لحروب مستدامة، إنها رواية اجتماعية أحداثها متخيلة لكنها تطرح إشكالية مسئوليتنا كلبنانيين في كل ما جرى لنا.

ــ من منبع مسئولية الكاتب هل الكاتب مسئول عن قضايا موطنة وينقلها عبر أدبه؟

كل كاتب لا يحمل هموم مجتمعه والهمّ الإنساني بشكل عام، يجب أن يغادر الكتابة، عظمة كل مبدع تكمن في قدرته على التعبير عن قضايا المقهورين والمسحوقين والدفاع عن كرامة الإنسان وتوجيه بوصلة الوعي نحو القضايا العادلة الحقيقية التي تنتصر للإنسان.

ــ من المثقف ودوره من وجة نظرك؟

ليس من يقرأ الكتب مثقفاً بالضرورة، وليس من يتقن لغات متعددة مثقفًا ولا من يتعلم ويحمل شهادات عليا، بهذا المعنى المثقفون كثر، لكن المثقف الحقيقي هو الرافض لكل ما هو سائد من أفكار تسطح الوعي ومن ممارسات تعتدي على كرامة الإنسان في كل مكان، هو الذي يصون الذاكرة ويواجه بشجاعة محاولات طمس الهويات وتمييع الأخلاق والقيم بذريعة الانفتاح والتطور.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تفاصيل التحقيق مع متهم بتزوير الأختام والمحررات الرسمية نظير مبالغ مالية

مارسيلو يكشف عن النهائى "الحلم" فى كأس العالم للأندية

ديمبيلي: هذا الموسم الأفضل في مسيرتي.. وإنريكي سر نجاحي مع باريس

الأهلى يضع الرتوش الأخيرة على صفقة ضم ياسين مرعى من فاركو 5 مواسم

أشرف حكيمي ورويز يثيران القلق قبل مواجهة باريس ضد الريال في مونديال الأندية


كواليس المران الأول للزمالك تحت قيادة يانيك فيريرا.. ممر شرفى لعواد

البنك الأهلى يحدد شروطه لرحيل أحمد ربيع بعد جلسة مع مسؤولى الزمالك

مدبولى: أخطر أزمة حاليا هي حرب إسرائيل المستمرة على الأبرياء من الفلسطينيين

مصر تفوز على الجزائر وتتأهل لنهائي البطولة العربية لسيدات السلة

جندي إسرائيلي يحرق نفسه داخل سيارة بسبب حالته النفسية لمشاركته فى القتال


أحمد السقا ضيف برنامج كلام كبير مع مها الصغير على قناة ON E.. فيديو

بوتين: العالم يشهد تحولات جذرية والنظام الأحادي القطب بات من الماضي

تفاصيل مفاوضات الأهلي مع مصطفى محمد.. زيزو وعاشور يُعرقلان الصفقة

رابط الاستعلام عن نتيجة وظائف مسابقة إمام وخطيب ومدرس بالأوقاف

الداخلية تكشف تفاصيل تعدي أولياء أمور على مراقبة بالثانوية العامة

ميركاتو الأهلى..7 راحلين و8 صفقات جديدة والقوس لا يزال مفتوحا

"فيفا" يخفض أسعار تذاكر تشيلسي بـ13 دولار.. وموقعة الريال وباريس بـ200 دولار

9 آلاف دولار للفرد بإجمالى 5 مليارات.. شركة أمريكية تضع تكلفة تهجير الفلسطينيين

جنايات سوهاج تقضى بإعدام طالب جامعى قتل طفلا انتقاما من أسرته

"صلاح – ماني - فيرمينو" ضمن أفضل 10 ثلاثيات هجومية فى القرن الـ 21

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى