يزيد بن عبد الملك هل أماته السل أم العشق؟.. ما يقوله التراث الإسلامى

غلاف كتاب البداية والنهاية
غلاف كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف
توفى يزيد بن عبد الملك بن مروان، فى سنة 105 هجرية، وكان قد تولى الحكم سنة 101 هجرية بعد رحيل الخليفة عمر بن عبد العزيز، فمال الذى يقوله التراث الإسلامى؟

يقول كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير تحت عنوان "ثم دخلت سنة خمس ومائة":

فيها لخمس بقين من شعبان منها توفى أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك بن مروان بأربد من أرض البلقاء، يوم الجمعة، وعمره ما بين الثلاثين والأربعين، وهذه ترجمته:

أبو خالد القرشى الأموى، أمير المؤمنين، وأمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية.

بويع له بالخلافة بعد عمر بن عبد العزيز فى رجب من سنة إحدى ومائة بعهد من أخيه سليمان، أن يكون الخليفة بعد عمر بن عبد العزيز لخمس بقين من رجب.
 
قال محمد بن يحيى الذهلى: حدثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان، حدثنى الزهرى، قال: كان لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم، فى عهد رسول الله ﷺ وأبى بكر وعمر وعثمان وعلي، فلما ولى الخلافة معاوية ورث المسلم من الكافر، ولم يورث الكافر من المسلم، وأخذ بذلك الخلفاء من بعده، فلما قام عمر بن عبد العزيز راجع السُنَّة الأولى، وتبعه فى ذلك يزيد بن عبد الملك، فلما قام هشام أخذ بسنة الخلفاء - يعنى أنه ورث المسلم من الكافر.
 
وقال الوليد بن مسلم: عن ابن جابر، قال: بينما نحن عند مكحول إذ أقبل يزيد بن عبد الملك فهممنا أن نوسع له، فقال مكحول: دعوه يجلس حيث انتهى به المجلس يتعلم التواضع.
 
وقد كان يزيد هذا يكثر من مجالسة العلماء قبل أن يلى الخلافة، فلما ولى عزم على أن يتأسى بعمر بن عبد العزيز، فما تركه قرناء السوء، وحسنوا له الظلم.
 
قال حرملة: عن ابن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال: لما ولى يزيد بن عبد الملك قال: سيروا بسيرة عمر، فمكث كذلك أربعين ليلة، فأتى بأربعين شيخا فشهدوا له أنه ما على الخلفاء من حساب ولا عذاب.
 
وقد كتب إليه عمر بن عبد العزيز: أما بعد فإنى لا أرانى إلا ملما بي، وما أرى الأمر إلا سيفضى إليك، فالله الله فى أمة محمد، فإنك عما قليل ميت فتدع الدنيا إلى من لا يعذرك، والسلام.
 
وكتب يزيد بن عبد الملك إلى أخيه هشام: أما بعد فإن أمير المؤمنين قد بلغه أنك استبطأت حياته وتمنيت وفاته ورمت الخلافة، وكتب فى آخره:
تمنى رجال أن أموت وإن أمت * فتلك سبيل لست فيها بأوحد
وقد علموا لو ينفع العلم عندهم * متى مت ما الباغى على بمخلد
منيته تجرى لوقت وحتفه * يصادفه يوما على غير موعد
فقل للذى يبقى خلاف الذى مضى * تهيأ لأخرى مثلها وكأن قد
فكتب إليه هشام: جعل الله يومى قبل يومك، وولدى قبل ولدك، فلا خير فى العيش بعدك.
 
ولقد كان يزيد هذا يحب حظية من حظاياه يقال لها: حبابة - بتشديد الباء الأولى، والصحيح تخفيفها - واسمها عالية، وكانت جميلةً جدا، وكان قد اشتراها فى زمن أخيه بأربعة آلاف دينار، من عثمان بن سهل بن حنيف، فقال له أخوه سليمان: لقد هممت أحجر على يديك، فباعها، فلما أفضت إليه الخلافة قالت له امرأته سعدة يوما: يا أمير المؤمنين، هل بقى فى نفسك من أمر الدنيا شيء؟ قال: نعم، حبابة، فبعثت امرأته فاشترتها له، ولبستها وصنعتها وأجلستها من وراء الستارة، وقالت له أيضا: يا أمير المؤمنين هل بقى فى نفسك من أمر الدنيا شيء؟ قال: أو ما أخبرتك؟ فقالت: هذه حبابة - وأبرزتها له وأخلته بها وتركته وإياها - فحظيت الجارية عنده، وكذلك زوجته أيضا، فقال يوما: أشتهى أن أخلو بحبابة فى قصر مدة من الدهر، لا يكون عندنا أحد، ففعل ذلك.
 
وجمع إليه فى قصره ذلك حبابة، وليس عنده فى أحد، وقد فرش له بأنواع الفرش والبسط الهائلة، والنعمة الكثيرة السابغة فبينما هو معها فى ذلك القصر على أسر حال، وأنعم بال، وبين يديهما عنب يأكلان منه، إذ رماها بحبة عنب وهى تضحك فشرقت بها فماتت، فمكث أياما يقبلها ويرشفها وهى ميتة، حتى أنتنت وجيفت، فأمر بدفنها، فلما دفنها أقام أياما عندها على قبرها هائما، ثم رجع إلى المنزل ثم عاد إلى قبرها فوقف عليه وهو يقول:
فإن تسل عنك النفس أو تدع الصبا * فباليأس تسلو عنك لا بالتجلد
وكل خليل زارنى فهو قاتل * من أجلك هذا هامة اليوم أو غد
ثم رجع فما خرج من منزله حتى خرج بنعشه وكان مرضه بالسل، وذلك السواد سواد الأردن يوم الجمعة لخمس بقين من شعبان من هذه السنة - أعنى سنة خمس ومائة -
 
وكانت خلافته أربع سنين وشهرا على المشهور، وقيل: أقل من ذلك، وكان عمره ثلاثا وثلاثين سنة، وقيل: خمسا، وقيل: ستا، وقيل: ثمانيا، وقيل: تسعا وثلاثين، وقيل: أنه بلغ الأربعين، فالله أعلم.
وكان طويلا جسيما، أبيض مدور الوجه، أفقم الفم لم يشب.
 
وقيل: أنه مات بالجولان، وقيل: بحوران، وصلى عليه ابنه الوليد بن يزيد، وعمره خمس عشرة سنة، وقيل: بل صلى عليه أخوه هشام بن عبد الملك، وهو الخليفة بعده، وحمل على أعناق الرجال حتى دفن بين باب الجابية وباب الصغير بدمشق، وكان قد عهد بالأمر من بعده لأخيه هشام، ومن بعده لولده الوليد بن يزيد، فبايع الناس من بعده هشاما.
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزيرة التنمية المحلية تستعرض تقريرًا حول مشروع التنمية العمرانية بمدينة دهب

تعليم الجيزة: البكالوريا نظام تعليمى مجانى مثل الثانوية العامة

رغم أحزانه.. محمد الشناوى يظهر فى مران الأهلى الجماعى

قطع المياه 6 ساعات بين الهرم وفيصل من المساحة وحتى ابن بطوطة مساء اليوم

جريمة قتل تقلب حياة نجلاء بدر وسط صراعات عائلية فى مسلسل أزمة ثقة


غدا.. انطلاق تنسيق الطلاب الحاصلين على الشهادات المعادلة العربية والأجنبية

القاهرة تدرس غلق شوارع بوسط البلد ومصر الجديدة وتخصيصها للمشاة فقط.. المحافظ: شارع إبراهيم باشا بالكوربة الأبرز وإنشاء اتحاد شاغلى الشوارع للحفاظ على العقارات التراثية.. و"الخديوية" تشهد تكرار نماذج شارع الألفى

هل يستحق المستأجر تعويض حال انتهاء المدة الانتقالية بقانون الإيجار القديم؟

اعترافات تشكيل عصابى بتهمة سرقة الهواتف المحمولة بمدينه نصر

ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي.. محمد صلاح يتحدى هالاند


"حب يا حب و قاعدة وبتفرج".. أغنيتان جديدتان لهيفاء وهبي من ألحان بلال سرور

اليوم مدحت صالح يحيي حفلاً غنائيًا بمهرجان القلعة للموسيقى والغناء

تعرف على أبطال مسلسل House Of Guinness الجديد

عمر مرموش.. موعد مباراة مانشستر سيتي ضد توتنهام في الدوري الإنجليزي

حكاية مقبرة "نى كاعنخ" مشرف القصر أو مشرف المدن الجديدة فى الدولة القديمة.. نحتت على هيئة مصطبة صخرية بهيكلها 16 تمثالا لصاحب المقبرة وعائلته.. ولها بابان وهميان فى جدارة الغربى ونحت خلفهما بئران عموديان.. صور

موعد مباراة الأهلي ضد غزل المحلة فى الدوري والقناة الناقلة

200 فيلم ومسيرة نصف قرن.. رحلة كمال الشناوى فى السينما المصرية

غدا أخر فرصة للتقديم.. فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا

أغانى x أرقام لـ ويجز حققت أرقاما قياسية قبل حفل العلمين الجديدة

محمود ناجى حكما لمواجهة السنغال والكونغو فى ربع نهائى "الشان"

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى